مستقبل علاقات مصر وجنوب السودان في ندوة بمكتبة القاهرة
نظمت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة بعنوان "مصر وجنوب السودان نحو علاقات مستقبلية"، بإشراف ياسر عثمان مدير عام المكتبة، بمقر المكتبة بالزمالكن وأقيمت الندوة فى الهواء الطلق على ضفاف النيل، مع اتباع وتنفيذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من خطر فيروس كورونا المستجد، والالتزام بنسبة ٢٥% من القوة الاستيعابية.
تحدث فى الندوة الدكتورة غادة موسى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، واللواء علاء عز الدين، والدكتور رمضان قرنى خبير الشؤون الإفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، وطرحت الندوة مجموعة من القضايا المشتركة بين البلدين، من خلال ثلاثة محاور رئيسية هما، "القوة الذكية، القوة الناعمة، القوة الصلبة"، وأدار الندوة يحيى رياض نائب مدير المكتبة لخدمات المعلومات.
بحضور نخبة من الأساتذة ورؤساء منظمات إفريقية، منهم الدكتور حسام درويش رئيس منظمة الأفروأكت، الدكتور حماد الدسوقي رئيس جمعية صداقة مصر وجنوب السودان، مايكل ميقيانق المستشار الثقافى لدولة جنوب السودان بالقاهرة، محمد طلعت من مركز الحوار للدراسات السياسية، ومجموعة من الطلبة الأفارقة .
وعن المحور الأول: بدأت الدكتورة غادة موسى الحديث عنه بما يعرف بـ"القضايا العابرة للحدود"، التي تشترك فيها جميع الدول فى الوقت الحالي بعد التقدم الصناعي وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يسمى بالقوة الذكية، وهي ليست محض سياسة، ولكنها مصدر مهم من التحكم في سياسات الدول، ومنها ما يتعلق بالاقتصاد والدخل القومي والبيئة والتكنولوجيا والتقدم التقني في الصناعة، والتعاملات الخارجية مع الدول المحيطة ومايسمى بالچيوسياسية.
وأشارت الدكتورة غادة موسى إلى أهمية قانون ٢٠٢٠/ ٢٠٣٠ (القضية المستدامة)، وأن الصراعات الحالية قائمة على التكنولوجيا، فمن يمتلك التقنية يحقق الهيمنة، لافتة إلى أهمية دور الترابط المعرفي بين التخصصات والخبرات المختلفة فى مصر والدول الإفريقية، والمقصود جنوب السودان، وركزت على ما يسمى بقانون القضية الكونية ٢٠١٥، وأهم أهدافه التي تهم الدول النامية فى العلاقات المشتركة، منها ما يخص الصحة ومرافق المياه والطاقة النظيفة والإبداع الصناعي، والإنتاجية من حيث الزيادة وتقليل التكلفة، والنمو الاقتصادي والمناخ والبيئة.
وعن المحور الثاني: "القوة الناعمة"، تحدث الدكتور رمضان قرني، عنها كأداة من أدوات التواصل وتصغير الفجوات بين الشعوب، فالقوة الناعمة تتسلل تدريجيًا إلى عقول الشعوب وتحتل مكانة كبيرة في القلوب، كانت مصر أيقونة ونموذج لدولة فى إفريقيا بعد حركات التحرر الإفريقية بالكامل من الاستعمار الأجنبي، من خلال الفكر والثقافة والإعلام والفنون والرياضة، وهذا ما يسمى بالقوة الناعمة.
وأكد الدكتور رمضان قرني الأهمية الكبيرة لتزويد محطات إذاعية وقنوات إعلامية إفريقية تتحدث بلغات مثل السواحلية والهوسة وهي من اللغات الإفريقية المعروفة لنقل مصر وثقافتها إلى إفريقيا ونقل إفريقيا والسودان وجنوبها إلى مصر، والتعريف بالثقافة بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية الجيل الجديد من شباب جنوب السودان فى الدور الاقتصادي والاجتماعي، لأن العلاقات المصرية- الإفريقية أخذت منحى آخر بعد ٢٠١١، حيث إن أول دولة زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، هى السودان بعد توليه الرئاسة.
المحور الثالث: تحدث اللواء علاء عز الدين عما يسمى بـ "القوة الصلبة" أي القوة العسكرية والاستراتيجية، وكيفية الاستخدام للقوة العسكرية ومتى، وأهدافها في فرض الإرادة السياسية والسيطرة.
وقال إن القوة الصلبة أو العسكرية أو الحرب تدخل دائما من مدخل القوة الذكية أو القضايا المشتركة العابرة للحدود، وهي الاقتصادية والسياسية، من صراعات بين الشعوب وقلة مقدراتها من موارد بيئية، وهذا ما يجب أن يراعى في مستقبل مصر وعلاقاتها مع جنوب السودان.
وأثنى اللواء علاء عز الدين، بدور مصر على الصعيد الرعوي أو الصعيد الديني، وما يقدمه الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدًا أنه يجب علينا أن نكمل نحو مستقبل مشرق بين البلدين من العلاقات المستقبلية، ولتحقيق ذلك وحتى لا نقع أداة لاستعمار فكري أو اقتصادي، علينا تطبق المحاور الرئيسية الثلاثة، وهي قوة ثلاثية وجزء لا يتجزأ من بعضها البعض (الذكية، الناعمة، الصلبة).



