باحث سيناوي: التراث البدوي أحد ركائز الهوية الوطنية
أكد الباحث في التراث السيناوى عبد القادر مبارك، رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء، على أهمية التراث البدوى فى سيناء، باعتباره أحد أهم ركائز الهوية الوطنية لأبناء سيناء، وأنه يشجع على الحوار واحترام الرأى الآخر.. فضلا عن مواجهة العولمة.. وهو جزء لا يتجزأ من التراث المصري، ويعبر عن هوية أبناء سيناء.
ويشير الباحث عبد القادر مبارك إلى أن التراث البدوى فى سيناء، هو ثقافة شعب تتوارثها الأجيال، وهو تراث له مذاق خاص.. حيث تمتزج فيه الأصالة مع الحداثة، ويفوح منه عبق الماضى وسحر الحاضر.. مؤكدا على أنه أحد ركائز الهوية الوطنية.. فهو الوعاء الذي نستمد منه العقيدة والتقاليد والقيم الأصيلة.
وأعلن أن التراث البدوى فى سيناء يعتبر علامة مميزة وتميزه عن غيره بما له من طابع خاص وفريد، ويتوارثه الأبناء والأحفاد جيلا بعد جيل، بعاداته وتقاليده وأغانيه وأمثاله الشعبية ولباسه التقليدى المعبر عن الهوية السيناوية.
وأضاف، أن هذا التراث الأصيل يمثل المخزون التاريخى لأبناء سيناء عبر العصور المتعاقبة، والذي تركه الأسلاف من أجدادنا وآبائنا.. مشيرا الى أنه جزء مهم من تاريخ أبناء سيناء وأرضهم وهويتهم، ويجب الافتخار به وصيانته والحفاظ عليه ليبقى ذخرا للوطن وللأجيال القادمة.. إلى جانب صونه من الضياع والاندثار والانتفاع بآليات جمعه وتحقيقه وتوثيقه والعناية، والاهتمام به بشقيه المادى والغير مادى.. فالتراث هو ذاكرة الشعب، وأن الحفاظ عليه هو أمر فى غاية الأهمية.
وأعلن عن تعرض هذا التراث الى العديد من التهديدات، التي تؤدى الى اضمحلاله، وأنه واجب على أبناء سيناء من المثقفين والباحثين، بذل المزيد من الجهود للمحافظة على هذا التراث من الضياع، وذلك بحمايته من خلال الدراسة والتدوين والتسجيل، والعمل على توثيقه بالاستعانة من رموز سيناء من الكبار والمتخصصين فى التراث السيناوى الأصيل.
كما يجب تعريف الأجيال الجديدة به وبجميع عناصره ومفرداته، بدءا من اللهجة والغناء والزى البدوى والعادات والتقاليد والأمثال البدوية والشعر البدوى، وكل ما يتعلق بمكونات التراث.. حيث أن أى أمة بلا ماضى هى أمة بلا حاضر ولا مستقبل لها، وأن الحفاظ على التاريخ والتراث هو حفاظ على الهوية.
وأشار الى أن وسائل الاتصال الحديثة وما يسمى بالعولمة تساهم فى تدمير التراث والثقافة عموما بشكل سريع، فى محاولة لفرض ثقافة واحدة ووافدة وقتل الثقافة الشعبية، وأن التراث الثقافى يعد عاملا مهما فى الحفاظ على التنوع الثقافى فى مواجهة العولمة.. بل ويشجع على اثراء الحوار بين الثقافات، واحترام الرأى الآخر.
ونوه إلى أن هناك عدة وسائل للحفاظ على هذا التراث بتعريف النشء به وتدريسه لهم فى المدارس وللشباب فى الجامعات والمعاهد، وتعريفهم بتراثهم ضمن بعض المناهج الدراسية التي تتناول هذا التراث.. كما أن هناك مسؤولية أخرى على الأسرة فى تربية أبنائها وتنشئته على هذا التراث بما يتضمنه من عادات وتقاليد أصيلة.
كما يجب استغلال التكنولوجيا فى حفظ التراث وتوثيقه والعمل على تدوينه وتجميعه، من خلال المدونات والصفحات الفيسبوكية .. مع أن لها دورا آخر سلبيا فى محدودية مستوى العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الأفراد، وأن الكثير من العادات والتقاليد بدأت تتلاشى .
ويطالب بضرورة تضامن أجهزة ومؤسسات الدولة التنفيذية ومنظمات المجتمع المدنى وباحثى ومثقفى سيناء والمتخصصين فى التراث بهدف الحفاظ عليه ودعم استمراره لدى الأجيال الحالية والمستقبلية .. حيث أن التراخى فى هذه المسألة تؤدى الى استبدال هذا التراث بما يضمه من عادات وتقاليد أصيلة وهوية وطنية بأفكار هدامة وشاذة تعد غريبة عن أهالى سيناء وعن تراثهم ومعتقداتهم بما يضر بالأمن القومى المصري ويؤدى فى النهاية الى ضياع الهوية السيناوية وتراث بدو سيناء .. والتي هى جزء لا يتجزء من هوية وتراث الشعب المصري ، وتعد جزءا من هوية أبناء سيناء.. حيث توضح كيف بنى أبناء سيناء أمجادهم وصنعوا تاريخهم، ودعموا هويتهم الوطنية المصرية .
ومن الجدير بالذكر أن عبد القادر مبارك رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء والباحث فى التراث السيناوى أنشأ مؤخرا قناة فيسبوكية جديدة باسم : " سيناويات " ، وذلك للاهتمام بالشأن السيناوى وتوضيح بعض الأمور التي تحتاج الى تضافر أبناء سيناء مع الدولة فى مختلف الظروف وحثهم على التعاون مع الأجهزة التنفيذية ومنظمات المجتمع المدنى من أجل الصالح العام .
وتركز على التعريف بسيناء ومكوناتها وثرواتها ، ودور أبناء سيناء فى الحفاظ على أمن مصر القومى وهويتهم الوطنية .. إلى جانب عرض نماذج من بطولاتهم وتضحياتهم من أجل الوطن على مر العصور .
كما يتم الاهتمام بالتراث الشعبى السيناوى باعتباره أحد أهم ركائز الهوية الوطنية لأبناء سيناء، وأنه جزء لا يتجزأ من التراث المصري، ويعبر عن هوية أبناء سيناء.
وتهتم القناة أيضا عبر برنامجها الثابت باسم "تراثنا .. هويتنا"، بعرض كل ما يخص هذا التراث ومفرداته المتنوعة، والدعوة إلى توثيقه، وتسجيله، حفاظا عليه من الضياع وتعريف الأجيال الجديدة به.. إلى جانب اقتراح تدريسه للنشء فى المدارس وللشباب فى الجامعات والمعاهد، وتعريفهم بتراثهم ضمن بعض المناهج الدراسية، التي تتناول هذا التراث، وذلك فى سبيل الحفاظ عليه.



