نكشف مخطط "أردوغان" التخريبي في جنوب القوقاز
اشتعلت نيران الحرب من جديد، بين دولتي أرمينيا وأذربيجان لتراق دماء بريئة جديدة.
ويقال الفتنة نائمة لعن الله من إيقظها فخلف كل جريمة شيطان يوسوس فى الآذان لإشعال الحرائق بين البشر، بل وبين البلدان أيضا.
والشيطان فى هذه المعركة هى تركيا الأردوغانية ذلك العثمانلى الحالم بوهم الخلافة والساعى لنهب ثروات البلاد .

فمع استمرار الإشتباكات والمعارك الطاحنة لليوم الثامن علي التوالي بين طرفي النزاع أذربيجان وأرمينيا حول أقليم ناجورنو كاراباخ أو مرتفعات الحديقه السوداء .. تلك المشاهد التي تبثها شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي تعيد للأذهان مرة أخري الحرب الدامية في تلك المنطقة من القوقاز والتي استمرت قرابة عامين منذ عام ١٩٩٢ وحتي وقف إطلاق النار في عام ١٩٩٤ ، و راح ضحيتها ما يقارب الـ 35 ألف قتيل فضلاً عن الجرحي والمصابين والالاف من النازحين والمشردين من الأرمن و الأذر .


"ناغورني كاراباخ" هذا الإقليم الذي لم يشهد منذ عام ١٩٩٤ حالة من الإقتتال مثل التي نشهدها في تلك الأيام ، لم يتوقف فيه الصراع ولم تصل الأطراف المعنية إلي حل نهائي ينهي الأزمة الممتدة ، بل ولطالما شهد خط التماس بين طرفي النزاع مناوشات واشتباكات لكنها دائما ما كانت محدودة وقصيرة الأجل.
لكن هذه المرة الأمر يختلف من حيث إطالة زمن القتال ، و كذلك الأسلحة المستخدمة في الحرب الدائرة حالياً من مدفعية ثقيلة وصواريخ وطائرات مقاتلة والدرونز بكافة أنواعها التي طالت المدنيين في قلب الإقليم لأول مرة منذ العام ٩٤ . مما ينبأ بتطور المعارك والإشتباكات لتصبح حربا مفتوحة بين الطرفين.
التدخل التركي وإن كان علي طول الخط مسانداً لإذربيجان الحليف الجيواستراتيجي ، إلا أنه هذه المرة لم يتوقف عند حد المساندة الدبلوماسية والمعنوية فحسب ، بل تجاوز ذلك الي الحد الذي أعتبره كثير من المحللين والمراقبين تدخل شبه مباشر في القتال سواء من خلال الدعم العسكري بالمعدات والطائرات. لاسيما الدرونز أو الدعم بالمرتزقة الذين جلبتهم تركيا وأقحمتهم في الحرب الدائرة الأن في جنوب القوقاز. وهو ما يمثل خطراً كبيراً ليس فقط علي أرمينيا ولكن علي أمن واستقرار القوقاز ككل.
فقد زودت تركيا أذربيجان بمركبات عسكرية وأسلحة وأرسلت مستشارين عسكريين.
كما قامت بتدريب ونقل آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الاتراك في شمال سوريا كما جاء فى بيان وزارة خارجية جمهورية أرمينيا بيانًا.
والذي أكد أيضا على تواصل أذربيجان ، إلى جانب تركيا ، فى الأعمال العدائية واسعة النطاق ضد ناجورنو كاراباخ بمشاركة واسعة من الإرهابيين المسلحين الأجانب الذين جلبتهم أنقرة من الشرق الأوسط.
سفير أرمينيا بالقاهرة : سياسة تركيا الحالية تشبه السياسة العثمانية قبل قرن من الزمان
عن الدوافع الحقيقية وراء الدعم التركى لأذربيجان قال سفير أرمينيا فى القاهرة ، كارين كريكوريان ، ان الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبتها قيادات عثمانية مختلفة خلال مراحل زمنية متعددة ، إلى جانب العديد من الحروب التي شنتها تركيا ضد أرمينيا بعد الحرب العالمية الأولى ، وكذلك عمليات التطهير العرقي المتعددة التي ارتكبتها القيادة الأذربيجانية في الثمانينيات والتسعينيات ،و علاقات التحالف مع الأتراك والتتار ، عبر التاريخ ، كلها مؤشرات تقود ألى أن الهدف طويل المدى للتحالف العسكري السياسي التركي الأذربيجاني هو القضاء على وجود الأرمن ليس فقط في ناغورنو كاراباخ ، ولكن أيضًا في أرمينيا. واليوم الدولتان تخوضا حربا ضد أرمينيا مع الأخذ فى الأعتبار أن سياسة تركيا الحالية تجاه أرمينيا تشبه إلى حد بعيد السياسة العثمانية قبل قرن من الزمان.
وعن الجذور التاريخية ، أشار كريكوريان بأنه في 4 يوليو 1921 عقد المكتب القوقازي للحزب الشيوعي الروسي في العاصمة الجورجية تبيليسي اجتماعاً تم فيه اعتماد ناغورني كاراباخ جزءاً لا يتجزأ من أراضي جمهورية أرمينيا الاشتراكية.
لكن بإملاء من موسكو وبمشاركة مباشرة من ستالين في اليوم التالي ، تمت مراجعة قرار جعل ناغورنو كاراباخ جزءًا من جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية ، واتخاذ القرار القسري بدمج ناغورنو كاراباخ في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية وتشكيل منطقة حكم ذاتي على أراضيها ، دون حفظ هذا الإجراء. وكانت النتيجة أن أصبحت كل من أرمينيا وأذربيجان جزءًا لا يتجزأ من الاتحاد السوفيتي حيث يسكن الأرمن (95 ٪ من الأرمن العرقيين) ناغورنو كاراباخ في وحدة إدارية واحدة مع أذربيجان ، على الرغم من تمتعها بسلطات الحكم الذاتي. وهذا هو أصل الصراع.
و أكد على ان ناغورني كاراباخ لم تكن تحت سيادة أذربيجان ، لأن أذربيجان لم تكن دولة مستقلة. وفي 10 ديسمبر 1991 ، قبل حل الاتحاد السوفيتي ، أعلن سكان ناغورني كاراباخ عن إنشاء جمهورية ناغورنو كاراباخ عن طريق الاستفتاء (فعلت أذربيجان الشيء نفسه بعد ثلاثة أسابيع تقريبًا - في 29 ديسمبر 1991) ، والتي تتوافق تمامًا مع كل من قواعد القانون ونص وروح دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في ذلك الوقت. مضيفا : وهكذا ، على أراضي جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية السابقة ، تم إنشاء بنيتين متساويتين للدولة - جمهورية ناغورنو كاراباخ وجمهورية أذربيجان. ومع ذلك ، لم تكن أذربيجان قادرة على قبول هذه الحقيقة وهاجمت سكان ناغورنو كاراباخ المسالمين: بدأت الحرب في عام 1992. و حتى قبل ذلك ، يمكننا أن نتذكر مذابح مئات الأرمن التي نظمتها القيادة الأذربيجانية بقسوة لا توصف ، على سبيل المثال تم تشريد مئات الآلاف من الأرمن من أذربيجان في سومجيت وكيروف آباد عام 1988 وباكو عام 1990.
من جانب أخر يذهب محللون إلى انأنقرة تزعم أنها تساند أذربيجان تحت ادعاء مساندة المسلمين الاذر إلا أن ذلك مجرد غطاء لتحقيق المصالح التركية وأطماعها في التوسع والإستفادة من نفط بحر قزوين فضلا عن العداء التاريخي الذي تكنه للأرمن .
و رد سفير أرمينيا على هذه النقطة التي تروج لها المليشيات والكتائب الإلكترونية التابعة لتركيا قائلا : المسؤولين فى باكو أيضا يسعون لعرض صراع ناغورنو كاراباخ على أنه صراع ديني – وهى محاولات كاذبة وخطيرة. فالأرمن هم مثال جيد للأمة التي كانت لقرون لديها مجتمعات في جميع بلدان المنطقة ، والتي هي في الغالب منطقة مسلمة. وتاريخ هذه المجتمعات ، على سبيل المثال في الدول العربية ، ليس مجرد تاريخ من التعايش السلمي ، ولكنه تاريخ من الإثراء الثقافي المتبادل. وبالمناسبة ، تم تأكيد هذه الفكرة خلال الاجتماع الأخير لوزير خارجية أرمينيا مع الإمام الأكبر للأزهر. فقد اشتهرت الأمة الأرمنية طوال تاريخها الذي يصل إلى عدة آلاف من السنين بعلاقاتها الودية مع جيران مختلفين للغاية بغض النظر عن دينهم وجنسيتهم. لم نبادرأبدًا في شن هجمات ، وفي كل مرة ندافع فيها عن أنفسنا ، لم يكن ذلك دفاعًا ضد الأمم أو الأديان بل ضد الجيوش الغازية.

وعلى الرغم من المحاولات المستميتة والادعاء بتخريب بعض المساجد فى الاقليم لكسب التعاطف مع اذربيجان ، تكشف الادلة التي حصلت عليها "بوابة روزاليوسف" بإن السلطات في ناغورنو كاراباخ قامت بترميم عدد من مساجد المسلمين فى الاقليم وأبرزها مسجد من القرن التاسع عشر ، وهو أول نصب تذكاري إسلامي يتم افتتاحه كمنطقة جذب سياحي في المنطقة المأهولة بالكامل بالمسيحيين.

فمسجد جوفار آغا العلوي الذي تم بناؤه في ثمانينيات القرن التاسع عشر في شوشي ، التي كانت أكبر مدينة في ناغورنو كاراباخ. عندما وقعت المنطقة تحت الحكم السوفيتي في أوائل القرن العشرين ، وتم تحويلها إلى متحف.
تعرض المسجد لأضرار خلال الحرب بين الأرمن والأذربيجانيين على كاراباخ في أوائل التسعينيات ، ثم سقط في حالة سيئة بعد فرار سكان المدينة المسلمين، لكن بعد جهد دام خمس سنوات ، تم الآن ترميم المسجد المدمج بشكل رائع وأعيد افتتاحه رسميًا في حفل كبير.
هذا السياق تقولسلافا سركيسيان ، رئيس قسم حماية ودراسة الآثار في وزارة الثقافة في ناغورني كاراباخ أن هناك حوالي 10000 نصب تذكاري في كاراباخ ويجري ترميم لها سيستمر سنوات عديدة ، لافتة الى إن حوالي عشرة من هذه المعالم الأثرية كانت إسلامية. وقالت "لا فرق بالنسبة لنا سواء كان نصبًا مسيحيًا أو مسلمًا". "نحن نتبع نفس النهج تجاههم - فهم جميعًا تحت حماية دولتنا ولديهم قيمة تاريخية وثقافية.



