السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

احترس من أمراض التصبغات والبقع الجلدية

د. هاني أحمد شحاتة
د. هاني أحمد شحاتة

أشار د. هاني أحمد شحاتة، استشاري وباحث بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية والليزر والتجميل غير الجراحي، شعبة البحوث الطبية، بالمركز القومي للبحوث إلي أن البقع والتصبغات بالبشرة من أكثر مشاكل الجلدية شيوعا في مصر، وقد يتطرق في أذهاننا عندما نسمع كلمة البقع والتصبغات بالجلد هو اللون الغامق فقط ولكن هذا ليس صحيحا فبالبقع أو التصبغات قد تكون لونها غامق أو فاتح حسب ما تصاب به البشرة من مرض. بالنسبة للأمراض التي تسبب التصبغات الجلدية فهي كثيرة جدا، ولكن سنتكلم في هذه المقالة عن أسباب التصبغات الأكثر انتشارا في مصر.

 

أول وأهم مرض هو الكلف الذي يصيب كلا من السيدات والرجال، ولكن نصيب الأسد يكون للسيدات حيث تقريبا 90% منهن يصابن بالكلف على الأقل مرة واحدة في حياتهن.

 

الوجه هو أكثر الأماكن تأثرا وشيوعا في ظهور التصبغات فضلا عن السواعد. يتميز الكلف بظهور بقع غامقة لها حدود غير منتظمة ويكون بسبب زيادة الميلانين (المادة المسؤولة في الجلد عن اللون والصبغة)، وقد يصيب الجزء السطحي من الجلد أو الجزء الأعمق في الجلد أو قد يصيب الجزئين معا.

 

تعتبر أشعة الشمس الفوق بنفسحية من أهم وأقوى العوامل التي لها سبب مباشر في بداية ظهور الكلف وزيادته خاصة في فصل الصيف، وأيضا طبيعة البشرة الخمرية الموجودة بنسبة كبيرة في السيدات المصريات والتي تغمق بسهولة لها عامل فعال، ومن الممكن أن تكون بعض الأدوية لها علاقة وثيقة بالكلف مثل أقراص منع الحمل. يتضح لنا مما سبق أهمية تجنب أشعة الشمس قدر المستطاع واتخاذ الإجراءات اللازمة من الحماية مثل لبس القبعات والنظارات الشمسية وإستخدام الشمسيات (المظلات) وبالطبع إستخدام واق الشمس المناسب للبشرة سواء كانت دهنية أو جافة أو عادية.

 

ومن الضروري أن نعرف جميعا الإستخدام الأمثل لواق الشمس فلابد أن يوضع على البشرة في حدود من ربع إلى نصف ساعة قبل الخروج والتعرض لأشعة الشمس، ويكرر كل ساعتين نظرا لقلة كفائته تدريحيا مع مرور الوقت. وبالطبع من المفضل إستخدام الغسول المناسب مع الكريمات المفتحة العلاجية للبشرة ليلا، فضلا عن عمل جلسات التقشير أو الماسكات أو الليزر في عيادات الجلدية. من الأمراض الهامة الأخرى التي قد تتسبب قي بقع وتصبغات بالجلد سواء كانت باللون الغامق أو الفاتح هي التينيا الملونة.

 

من إسمها نستخلص أنها نوع من أنواع الفطريات (تينيا) الموجودة على بشرتنا وينتج عنها تصبغ لون البشرة بكذا لون (ملونة) مثل اللون البني أو الأحمر الطوبي أو الأبيض، وهذا اللون الأخير بالذات قد يتسبب في خلطه بمرض آخر مناعي وهو البهاق الذي سنتكلم عنه لاحقا في هذا المقال.

 

الرجال لهم النسبة الأكبر للتأثر بالتينيا الملونة، وهذا لا ينفي إصابة السيدات بها ولكن النسبة أقل. تظهر التينيا الملونة في معظم الأشخاص في فصل الصيف حيث الرطوبة العالية والتعرق الشيديد وهما المناخ المناسب لبداية ظهورها وانتشارها، وتتميز بوجودها بالرقبة والظهر والأكتاف والصدر وقد تمتد لتشمل أماكن أوسع في الجسم وفي معظم الأحوال تظهر بدون إحساس بالهرش أو الحكة.

 

العلاج يتمثل في جفاف الجسم بالمقام الأول مع وضع الشامبو والدهانات المضادة للفطريات على الأماكن المصابة مع أخذ كبسولات أو حبوب مضادة للفطريات عن طريق الفم إذا كانت الحالة منتشرة بالجلد أو متكررة. التصبغات الغامقة أو الفاتحة التي تنتج ما بعد الإلتهابات من المشاكل الجلدية الشائعة - التي نواجهها كأطباء جلدية - فهي ببساطة بقع تنتج بعد زوال الأمراض الجلدية مثل ما بعد حب الشباب، ما بعد الصدفية، ما بعد الإكزيما و.... إلخ وتترك لنا هذه الألوان. وقد يكون علاجها مطولا في بعض الحالات بالذات ذوي البشرة الحساسة. البهاق هو مرض مناعي له عامل وراثي يتميز بوجود بقع ناصعة البياض وقد يصيب أي مكان في البشرة.

 

ولك أن تتخيل أن حوالي 1% من سكان العالم مصابون بمرض البهاق. وبالرغم من خوف معظم الناس من التعامل مع المصابون به إلا أنه أثبت علميا أنه مرض غير معد تماما سواء عن طريق اللمس أو عن أي طريق آخر لأنه كما ذكرنا من قبل مرض مناعي وراثي بالمقام الأول.

 

ينقسم البهاق إلى عدة أنواع وعلى حسب النوع يتحدد العلاج الأنسب له ولكن بصفة عامة المثبطات للمناعة مثل الكورتيزون بجرعات معينة ومناسبة للشخص المصاب لها دور فعال وقوي لوقف المرض والحد من انتشاره بل بالعكس وإنحساره بنسبة كبيرة، والأشعة فوق بنفسحية بنوعيها (أ) و(ب) التي تحفز الخلايا الصبغية بشكل جيد لرجوع البشرة للونها الطبيعي، وأيضا بعض الكريمات الموضعية والمس الذي يوضع قبل تعرض البشرة مباشرة للأشعة فوق البنفسجية لتحفيز الجلد وتهيئته جيدا لإستقبال هذا النوع من الأشعة، وليزر الإكزيمر الذي له فاعلية وكفاءة مشهودة لتحسن لون الجلد، وقد نستعين في بعض الحالات الصعبة التي لا تتحسن على مدار فترات طويلة بعمليات ترقيع الجلد بأخذ جلد غير مصاب وزراعته في أماكن الجلد المصاب في الشخص نفسه.

 

بالنسبة للأطفال قد يصابوا بالنخالة البيضاء أو العطشة كما يطلق عليها من قبل بعض الناس، وهي نوع من أنواع الإكزيما (إكزيما تعني إلتهاب بالجلد) وتكون على شكل بقع بيضاء عليها قشور خفيفة وهي غير معدية. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها تنتج بسبب التعرض لأشعة الشمس على عكس ما كان شائعا من قبل أنها بسبب نقص بعض الفيتامينات إما لسوء الهضم أو لوجود الديدان لدى الأطفال المصابون.

 

وعلاجها يكون بالبعد عن أشعة الشمس ووضع كريمات الشمس المناسبة للأطفال وإستعمالها بالطريقة المثلى كما شرحنا من قبل، وأيضا بإستخدام الكريمات الموضعية المضادة للإلتهابات.

 

بالطبع توجد أمراض أخرى كثيرة ولكن لا يتسع المجال لذكرها، فكانت هذه مقالة سريعة ومختصرة لتوضيح أهم النقاط الأساسية لبعض أمراض البقع والتصبغات الأكثر انتشارا في عيادات الجلدية. مع تمنياتي لكم بالصحة الدائمة والبشرة النقية الصافية الخالية من أي بقع أو تصبغات.

 

تم نسخ الرابط