الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

لا يمكن الخوض في أي موضوع أو بحث ما لم يتم التعرف على خصوصيات ومعاني هذا الموضوع لذلك سوف أتطرق أولاً ولو بشكل مقتضب الى تعاريف هذه المصطلحات الاساسية بالحياة وبعدها نتدرج بالربط بعضها البعض لكي نصل الى قمة النجاح والتميز لدى الشخص سواء كان يعمل بالسلك الدبلوماسي أو الاداري أو على مستوى القيادة في مجال عمله.

 

هذه العناصر الثلاثة هي "القيادة والإدارة والكفاءة"  لا يمكنُ الاستغناءُ عنها إذا أردنا أن نبنيَ مجتمعًا راقيًا ، بكل معنى الكلمة ، وهي مثل الماء الذي يتكون من اتحاد ذرّة من الأوكسجين وذرتين من الهيدروجين، وصيغته الكيميائية تكتب على شكل (H2O) والذي لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية، حالُها حال الطب والهندسة وبقية العلوم وهذه العناصر تبدأ من العائلة أولًا، وليس بالمعنى المتعارف عليه فقط لكبار الشخصيات على مستوى الدولة من الملوك والسلاطين والأمراء ، وهي أحد أقسام الدبلوماسية الحديثة وعلم الاجتماع التربوي   الذي يهتمُ بدراسةِ التأثيرات التربوية على الحياة الاجتماعية، وهو متابعة الآثار الاجتماعيّة الإيجابية والسلبية على الواقع التربوي من خلال دراسة الطرق التربوية المُطبقة في المدارس والكليات على اختلاف مراحلها.

 

 

تعرف الدبلوماسية بأنها السياسة الخارجية للدولة وقسم آخر يعرفها بعلم المفاوضات والبروتوكول والأتيكيت والتعريف الشامل هو: بأنها مجموعة من المفاهيم والقواعد والإجراءات والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية بهدف خدمة المصالح العليا للدول والشعوب. هنالك عوامل جوهرية ساهمت في تطوير الدبلوماسية، أهمها الوعي العالمي المتزايد، وتآكل الحكم في بعض الدول، ونمو المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، وتصاعد دور الجهات غير الحكومية الفاعلة حيث كانت الدبلوماسية قديمًا تعتمد على إدارة العلاقات بين الحكومات، وعلى العلاقات الحكومية مع الجهات الفاعلة الأخرى. ولكن مع التغييرات التي شهدها النظام الدولي، تغير تركيز ومحتوى الدبلوماسية بشكل كبير؛ ليشمل السياسات العليا للدول ومهنة الدبلوماسية في المهام المكلف بالموظف الدبلوماسي من خلال التمثيل وجمع المعلومات المهنية والعلاقات العامة والمفاوضات وإدارتها وكما هو معروف فان أعمدة الدبلوماسية هي البرتوكول والاتيكيت.البرتوكول هو عبارة عن مجموعة من القواعد أو التوجهيات والتي تحدد السلوك السليم والمتعارف عليه فيما يتعلق باصول الدبلوماسية. أما الاتيكيت هو السلوك الشخصي والذوق الفردي للشخص والذي عليه الالتزام أمام الجميع لكي يعكس الصورة الحضارية البراقه له ولبلده والتي تتمثل بثقافته ورزانة شخصيته ولباقته حديثه وصدق مشاعره الى آخر الصفات الحميدة الراقية والتي تستند عليه مفهموم وفن الاتيكيت والذي لا مجال الخوض فيه بهذا المقال المتواضع.

 

 

القيادة : هي عبارة عن قيام الشخص بعملية إقناع لأشخاص آخرين في مجموعة معينة ضمن صلاحيات كبيرة تكاد تكون مطلقة لوصول الى الاهداف التي يسعى اليها ضمن جدول زمني معين وبأدوات معلومة القيمة، ويلعب القائد دورالقدوة الايجابية المركزية، وهنا تبرز صلاحياته وشخصيته بفنون القيادة وآدابها من خلال إقناعه للأشخاص والوصول إلى تحقيق أهداف منشودة مستنداً على الاهداف الايجابية المرجوه للجميع، وحتى تكون القيادة ناجحة عليه بأقناع جميع الأفراد الذين تحت مظلته بأتباع تعليماته بدون أدنى شك أو تردد وأن يتحمل المسؤؤلية كاملة في حالة النجاح أو الفشل. مصطلح القيادة يمكن أن تكون قدرة الشخص على التأثير أو فرض رأي أو قوانين معينة ليس بالقوة وإنما بالإقناع، ويكون الهدف منها تحقيق مصالح منشودة وإنجازها، حتى يتمكن القادة الناجحون من قياس مدى قدرتهم على تحقيق معنى القيادة بشكل صحيح، يجب أن يحددوا أساليب كيفية أرتباطهم بالآخرين داخل حدود الدائرة أو خارجها. كما يؤخذ بعين الاعتبار كيفية رؤية القائد لنفسه ومركزه وأن لايكون أنانياً محبا ومغرما بمنصبه وكرسي القيادة.

 

 أما أهمية القيادة فهي حلقة وصل بين القاعدة وهرم القيادة عليها تحقيق أهداف وخطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية. تساهم القيادة في صهر جهود العاملين في زواية إنجاز الأهداف وتحقيقها. تفرض السيطرة على العوائق التي تقف في وجه تحقيق الأهداف والعمل على إيجاد حلول جذرية لها. وعلى القائد دائما بان يسعى ويحرص على تدريب أفراد مؤسسته وتقديم الحوافز لهم وأن يضع مبدأ العقاب والثواب للوصول الى ما هو مخطط له.

 واذا تطرقنا الى الإدارة فهي عملية تحقيق الأهداف المرسومة من قبل القيادة والجهات العليا بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لأنجاح الخطط المرسومة، وفق منهج مُحدّد، وضمن أدوات معينة ، بلأضافة الى انها تعتد على عملية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة على الموارد المادية والبشرية للوصول إلى أفضل النتائج بأقصر الطرق وأقل التكاليف المادية فالمدير عليه التفكير والتركيز كثيراً بهذه النقاط.

 

تلعب الإدارة دوراً أساسياً لنجاح المنظمات على أختلافها، أو حتى فشلها، سواء كانت منظمات أقتصادية، أو تعليمية، أو غيرها، كما أنها تؤدي إلى تقدم المجتمع، أو تخلُّفه، وهي تُشكل مفتاحاً للتقدم الحضاري العصري على مستوى الدُّول أيضاً؛ فهي محرك للتنمية التي لا يمكن أن تتحقَّق بدونها حتى لو كانت العناصر الأخرى جميعها متوفرة، علماً بأنّ هذه الإدارة لا بد من أن تكون إدارة فاعلة حديثة ومحدثة لادواتها، تتخذ من الوسائل العلمية المدروسة المستخدمة في اتّخاذ القرارات ركناً اساسياً لها، حيث إنّها تسعى بذلك إلى تحقيق التكيف مع شتى الظروف التي تحيط بها، إضافة إلى التطور، والإبداع، وللإدارة المقدرة على تحريك المنظمة بكُفء وبما يحقق الأهداف التي تسعى إليها؛ ولهذا تتمثل مهمتها الرئيسية في أن تتمكن الادارة بعناصرها كلّها من تحقيق مستوى عالٍ من الإنجاز، وذلك عن طريق الأستخدام الأمثل للموارد البشرية، والمادية المتوفر.

 

أهمية الإدارة للإدارة أهمية بالغة تتمثّل بالعديد من النقاط التي من أهمها: المساعدة على تحقيق أهداف المرجوة لها من حيث يتمّ تنظيم، وتنسيق، وتوجيه الموارد؛ بهدف تحقيق أهداف القيادة، دون إهدار للجهد، والوقت، والمال. وعلينا جميعاً استغلال الموارد على النحو الأمثل: بحيث تتم الأستفادة من المختصين، والخبراء، واستغلال مهاراتهم بشكل صحيح، بالإضافة إلى أستخدام الموارد المادية، والبشرية على النحو الأفضل، ممّا يؤدي إلى تحقيق الفعالية، وتجنب الهَدر في المال العام. إن التخطيط السليم في أستخدام الموارد البشريّة، والمادية يساعد على التقليل من التكاليف، وتحقيق المستوى الأعلى من الإنتاج. التأني في إنشاء هيكل تنظيميّ سليم يساعد على تحقيق أهداف القيادة، ويضمن عدم تداخل الوظائف والصلاحيات. تسعى الإدارة الناجحة على تحقيق توازن كل الأدوات ضمن البيئة المتغيرة، وتكيفها مع متطلَّبات المجتمع، بالإضافة إلى أن من مهامّها الحفاظ على نمو أهدافها من خلال أهتمام الإدارة بتحسين البيئة التي يعمل فيها الجميع بروح التآخي والمحبة والمساوة مبتعدين عن الأنانية وحب الذات والتسلط على الآخرين بما لا ينفع أهداف القيادة وبالتالي تكون الأدارة بموقف لا يحسد عليه من الفشل والتدني المهني.

 

دبلوماسي سابق

 عضو جمعية الصحفيين العمانية

تم نسخ الرابط