يا حواء...
قد تختلف النساء فى الطباع ولكن تجمعهن صفة واحدة وهى الميل الى العاطفة...قد تغضب المرأة وتثور كالبركان...لكن كلمة واحدة طيبة كفيلة بأن تجعلها تهدأ ويخمد هذا البركان فى لحظات...فهى تحتاج دائما الى سماع كلمات الإطراء خاصة لو جاءت من زوجها....لكن للأسف نجد المرأة تعيش أحيانا فى حالة عزلة وتفتفد الى سماع مثل هذه الكلمات التي قد تجعلها تتحمل الضغوط وتفعل المستحيل من أجل إسعاد أسرتها..تلك الكلمات لها مفعول السحر....فالمودة تسقط عند قباحة الرد...وكلمة واحدة كفيلة اما أن تحطم معنويات المرأة أو ترتفع بها الى السماء...وهذا ما تأكدت منه عند لقائى بإمرأة قوية اسمها" مها نور"...بطلة واجهت مرض السرطان بقوة وشجاعة...وكان نقطة تحول فى حياتها....حيث قررت عدم الاستسلام للمرض وصممت على أن تهزمه...كانت "مها" تأخذ العلاج الكيماوى، فتغيرت ملامحها...ورغم أنها كانت شجاعة وتخلت عن شعرها قبل أن يتساقط....لكنها نظرت ذات يوم الى نفسها فى المرآة فرأت شبح أمامها.…
وشعرت أنها أنثى فقط فى البطاقة...فقالت بحزن أمام زوجها الذي كان يتأملها أنها لم تعد جميلة....فإذا بالزوج يقوم ويحتضنها قائلا بحنان: انتى أجمل إمرأة فى العالم...فهو لم يراها قط بعينيه كما يراها الآخرون لكن يراها بقلبه...وكانت تلك الكلمات كفيلة بأن تسعدها وتعيد الثقة اليها مجددا...وبالفعل بدأت "مها" وهى فى عز مرضها، تسعى الى تحقيق حلمها القديم فى أن تصبح صحفية...فأخذت دورات تدريبية فى الصحافة ثم أنشأت مجلة الكترونية بعنوان "سحر الحياة" لتكتب فيها عدة مقالات وموضوعات متنوعة...كما أنشأت جمعية بنفس الاسم لدعم مرضى السرطان وأسرهم...وقامت "مها" أيضا بعمل مبادرة ذراعى خط أحمر وهى عبارة عن أسورة اخترعتها، يرتديها مرضى السرطان حتى اذا تعرضوا لأية مشكلة صحية يتم التعامل مع ذراعهم بحرص...تلك المرأة القوية استطاعت أن تهزم السرطان وتخترق عتمة المحنة وتحولها الى طاقة نور غيرت حياتها للأفضل.…
ان كل إمرأة لديها تحديات كثيرة فى حياتها قد لا نعلم عنها شيئا، فلا تنخدع عندما تراها مبتسمة وسعيدة، فربما كانت تحاول أن ترسم تلك الابتسامة على شفتيها حتى لا يشعر أحدا بمعاناتها...فهناك من تعرضت للخذلان فوقفت فى منتصف الطريق حائرة لا تدرى أى الطرق يجب أت تسلكها حيث كانت تستند على حائط وجدته فجأة ينهار لتصبح بعد ذلك بقايا إنسانة تمزقها الأحلام وتحطمها الذكريات لكنها ظلت تقاوم حتى لا تسقط، تقاوم حتى لا تنهار، تقاوم من أجل أطفالها....فتستكمل الحياة كما يصفها البعض: "أهى عيشة والسلام" فإذا أخطأت عزيزى الرجل فى حق المرأة، فلتدرك جيدا أن ثمة جروح لا يشفيها ألف اعتذار…
وثمة أشياء حين تنكسر لا يجدى معها كل محاولات الترميم...فإذا فقدت المراة احساسها بالأمان واهتزت ثقتها فى شريك حياتها...أصبح من الصعب جدا أن تستعيد حياتها معه كما كانت من قبل...فهذا الاحساس سيظل كامنا فى قلبها لا يفارقها...فإذا كنت أيها الرجل تاجا على رأس المرأة، فالتاج لا تحمله الا الملكة...فاجعلها ملكة على قلبك تضعك تاجا على رأسها....



