عندما يتم اختيار عالم واحد من أحد البلاد ضمن موسوعة عالمية... يظل الإعلام يتحاكى بهذا الحدث الفريد !
فبالله عليكم ماذا يكون ردود أفعالنا.. كبلد.. ومواطنين؟!
عندما يتم اختيار عدد 396 عالما مصريا من مختلف الجامعات المصرية؛ في قائمة ترتيب جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل علماء العالم؛ وذلك ضمن قائمة بأسماء تضم أعلى 2٪ من علماء العالم الأكثر استشهادًا في مختلف التخصصات وعددهم حوالي 160 ألف عالم من 149 دولة من ضمنها مصر؛ اعتمادًا على قاعدة بياناتScopus في 22 تخصصا علميًا و176 تخصصًا فرعيً للباحثين الذين نشروا ما لا يقل عن 5 أوراق بحثية.
بطبيعة الحال؛ لا بد أن يشد انتباهنا جميعا ولنا أن نفخر.. فبلادنا عظيمة ودائما تلد العلماء المتفردين في كافة المجالات.
ويعد ذلك أبلغ رد على أن بلادنا أصبحت فقيرة أو متخلفة عن ركب العلم والتطوير.. ونقول لهم: هيهات وهيهات.. فعصر محمد النشائي عالم الفيزياء الذي استطاع تصحيح بعض الأخطاء والمفاهيم العلمية التي حوتها نظرية النسبية العامة لآينشتاين، ود. فاروق الباز الذي عمل في وكالة ناسا للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر؛ وغيرهم مثل د. أحمد زويل ود. مجدي يعقوب؛ والكثير من العلماء العمالقة كل في موقعه لم ينتهي! خاصة مع اختيار 5 علماء بمدينة زويل ضمن تلك القائمة الأفضل عالميا؛ ما يعد إنجازا جديدا يضاف إلى جهود علماء المدينة.. رغم وفاة رئيسها.
وأيضا؛ لمَ لا.. والعالم يعترف بأن الطفل المصري أذكى أطفال العالم حتى سن 4 سنوات.. وبالتالي تصبح المسؤولية على جميع أطياف المجتمع.. الاهتمام بالطفل واكتشاف موهبته منذ ذلك العمر؛ والعمل على ثقل تلك الموهبة حتى يصبح عالما في تخصصه.. فالمسألة كبيرة ومهمة ولا أعني بها الدولة فقط.. ولكن أعني الأسرة المحيطة بالطفل.. والمدرسة.. والمعلم الذي يعد قريبًا أيضا من الطفل ويكتشف مواهبه.. أيضا لا يمكن إنكار السياسة التعليمية التي تساهم في ثقل مواهب الطفل وتنميتها والعمل على توجيهه إلى المجال التعليمي الذي يمكن أن تظهر فيه مواهبه ويبدع فيه وتثقل بالتالي بالعلم والرعاية!
كما نحن ليس في حاجة فقط إلى ان نقدم التهنئة والأماني بالمزيد من التقدم خلال المسيرة العلمية لهؤلاء من نخبة العلماء المختارة.. ولكن هناك الحاجة إلى اهتمام الدولة وكافة القطاعات العلمية والاقتصادية بالمخرجات البحثية لهم؛ والتي يمكن أن تساهم في خدمة كافة مجالاتنا التنموية؛ إذا تم الاهتمام بها وترجمتها إلى واقع عملي على أرض الواقع وليست مجرد أبحاث ودراسات تخزن في الأدراج دون الاستفادة منها.
كما لا بد أن نعي أهمية تلك الاختيارات العالمية لعلمائنا المصريين؛ التي تم دراستها بصورة فائفة؛ إلى جانب التتبع المرحلي لإنجازات هؤلاء العلماء؛ والدليل على ذلك اختيار الدكتور علي بحراوي رغم وفاته من 3 سنوات بجامعة بني سويف ضمن القائمة المختارة؛ وذلك يرجع إلى ما حققه في تخصصه بالرياضيات.. حيث ما زالت تلك الإنجازات تدرس عالميا؛ رغم وفاته.
وألم يحن الأوان؛ ان نسلط الأضواء بصورة أكبر على إنجازات علمائنا المصريين والباحثين؛ خاصة في جامعاتنا المصرية؛ والعمل على توفير المناخ الملائم لاستمرار مسيرتهم ؛ وإسهاماتهم في المجالات العلمية المختلفة؛ والعمل على ربطهم باحتياجات القطاعات المختلفة بالمجتمع لتحويلها من مجرد نظريات وتنظير؛ إلى واقع عملي يخدم القضايا المعاصرة؛ مثل مجال مكافحة السرطان عن طريق اكتشاف مجسات قادرة على القضاء على ذلك المرض؛ والدراسات حول طاقة الرياح وغيرها من الإسهامات.. حتى نستفيد من إنجازات علمائنا بالداخل بدلا من توجههم للخارج وحرمان بلادنا من تميزهم وابحاثهم العلمية المفيدة!
وأيضا هناك الحاجة إلى المزيد من الربط بين علمائنا في الخارج والوطن وترجمة إنجازاتهم في الخارج لصالح بلادنا ونهضتها التنموية!



