ربنا يجعل أيامنا كلها بيضاء؛...مش بس أيامنا...لكن الأيادي تكون بيضاء بالصدق والأمانة؛...أكيد عرفتوا أنا باتكلم على إيه ...إنه إشارة إلى أكبر حدث تسوق فى مصر والعالم "الجمعة البيضاء " ولا أفضل مسمى "Black Friday ".
وليه" الجمعة بيضاء" !..لأن ذلك الحدث والذي لم يصبح يوما فقط ؛ كما هو معتاد فى الدول الخارجية وخاصة الأمريكية مصدر ذلك التقليد السنوى؛ حيث بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1869، وينظم حاليا بعدد كبير من الدول الأوروبية والشرق الأوسط.ثم انتقل التقليد إلى مصر والدول العربية. .. هذا الحدث؛ ينتظره عشاق التسوق للحصول على النسبة الكبرى من الخصومات والتخفيضات الهائلة التي تقدمها المتاجر لبضائعها، فى مختلف القطاعات الاستهلاكية سواء المعمرة أو غير المعمرة من البراندات الماركات العالمية من ملابس ..إكسسوارات. الأحذية.
مستحضرات التجميل .العطور .الالكترونيات. والهدايا عامة بصورة ؛ وهو أشبه باحتفال وسباق ماراثون للمبيعات لعدة أيام ..وبالتالى ليس من الطبيعى أن يلقب ذلك الحدث الذي يمثل خيرا على المشترى وأيضا على البائع الذي يجد فرصة أكبر للترويج ويؤمن أكبر الأرباح للتجار؛ يطلق عليه" Black" بالعكس ده يوم تفاؤل وفرصة لا تتكرر بصورة دائمة فهو فى مصر يبدأ من الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر.
والملاحظ أن التسوق فى ذلك اليوم سواء في المتاجر أو الأسواق العادية يسيطر عليها ما يسمي بـ "جنان التسوق" وتتواجد حشود كبيرة من المتسوقين وصيادى الأسعار المنخفضة ؛ للإستفادة من التخفيضات الهائلة المعلن عنها ..
فبالله عليكم! هل يعقل أن تكون تلك التخفيضات وهمية والإعلانات مضللة ؛ ويكون هناك الحاجة إلى تدخل رقابة الدولة من قبل وزارة التموين ؛ وتقوم بتشكيل مجموعات عمل لمتابعة الأسواق خلال تخفيضات الجمعة البيضاء ؛ للتأكد من جدية العروض والتصدى لأى مخالفات من شأنها الإضرار بحقوق المستهلك خلال عملية الشراء...بسبب فهلوة المصريين!!! ..بس للأسف فى الشر من جانب مفتقدى الأمانة؛ حيث تقوم بعض السلاسل والمحالات التجارية بتطبيق سياسة عمل خصم وهمى،
وتقوم برفع أسعار المنتجات عن السعر الحقيقى، ثم تقوم بعمل خصم عن المعلن عنه بهدف خداع للمستهلك، وهو مايمثل ارتكاب جريمة الإعلانات المضللة بمخالفة «قانون حماية المستهلك» رقم ١٨١ لسنة ٢٠١٨. وتصل الغرامة بمبلغ لا يقل عن ٥٠ ألف جنيه ولا تجاوز ٢ مليون جنيه.
وهل يعقل طبقا لاحصاءات جهاز حماية المستهلك ؛ يتم ضبط ١٠٧ حالات مخالفة ضمن عروض « فرايداى» الوهمية العام الماضى ، ومن ضمن هذه المخالفات ٧٥ حالة لعروض وهمية، تعرض فيها المشترى للخداع والتضليل، إلى جانب تحرير محاضر بسبب إصدار فواتير غير سليمة !!!. ولازال الحصر العام الحالى جاريا فى ضبط المخالفات من خلال الشكاوى المقدمة من العملاء خلال فترة الفراي داى.
والتساؤل! لماذا ضعاف النفوس يلحقون الضرر بالعديد من المحال والسلاسل التجارية الكبرى وغيرهم من المحال الملتزمة الذي يبحثون عن وسائل لتنشيط الحركة التجارية فى ظل الركود الاقتصادي الذي أصاب الجميع من جراء تداعيات أزمة فيروس كورونا "كوفيد 19"؛ وماذا تفعل الدولة بعد تغليظ العقوبات !! ولماذا لانطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من غشنا فليس منا" !
وللأسف فمظاهر الغش والخداع وتزيين الباطل؛ أصبحت كثيرةٌ؛ و آن الأوان أن يتحلى كل فى موقعه بالصدق والأمانة فى الكلمة والعمل والتعاملات مع الآخرين؛ فهى صفات سفينة النجاة و حتى نمر بسلام جميعا من المخاطر التي تحيط بنا سواء الاقتصادية أو الاجتماعية والصحية التي نتعرض لها جميعا في تلك المرحلة الصعيبة ليس فقط على بلادنا ولكن على جميع دول العالم !!!



