المترو بلا ركاب ومحطات القطار مهجورة.. لندن مدينة أشباح (صور)
رسمت الصور الملتصقة هذا الصباح صورة قاتمة للعاصمة البريطانية لندن، حيث خلت الشوارع من المارة وكأنها “هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ” على غير عادتها بأن يكون موسم الأعياد على قدم وساق حيث تقوم العائلات بالتسوق في اللحظة الأخيرة أصبحت لندن مقفرة هذا الصباح، حيث لم يكن هناك سوى عدد قليل من العمال الرئيسيين على شبكة مترو الأنفاق خلال ساعة الذروة، بينما كانت مصاريع المحلات التجارية مغلقة ومحطات القطار مهجورة.
فرض رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إجراءات جديدة صارمة من القيود على لندن وجزء كبير من جنوب شرق البلاد يوم السبت، مما أدى إلى إغلاق أكثر من 16 مليون شخص.
كان المتسوقون قد نزلوا في شوارع لندن الرئيسية بأعداد كبيرة يوم السبت، مع صور تظهر شارع أكسفورد وشارع ريجنت يغمرها مشترو الذعر في وقت متأخر من الليل. ولكن عندما انغمست لندن والجنوب الشرقي في قيود المستوى 4 عند منتصف الليل، أفرغت الشوارع حيث أجبر الناس على البقاء في منازلهم.
الكريسماس الآن في حالة فوضى بالنسبة للملايين بعد انعطاف الساعة الحادية عشرة لرئيس الوزراء؛ وسط مخاوف من نقص الغذاء بسبب إغلاق الحدود الأوروبية ومواجهة الأعمال التجارية الخراب قبل العام الجديد. وصدرت أوامر بإغلاق المتاجر والصالات الرياضية ومصففي الشعر وصالونات التجميل مرة أخرى، مع مطالبة السكان بعدم مغادرة الطبقة الرابعة.
كما أمر قام رئيس الوزراء أيضًا بخفض عفو عيد الميلاد من خمسة أيام إلى يوم واحد فقط وألغى اللقاءات تمامًا في المستوى الرابع. قبل ثلاثة أيام قال إنه سيكون "غير إنساني" القيام بذلك.
كان مترو أنفاق لندن، قد شبه فارغ اليوم، حيث يعمل الكثيرون من المنزل بعد تطبيق القواعد الصارمة الجديدة في وقت متأخر يوم السبت. ويصطف الملايين بالفعل في محلات السوبر ماركت في محاولة لشراء الإمدادات هذا الصباح، وسط مخاوف من نقص الغذاء بعد أن فرضت فرنسا حظرا جديدا على السفر بسبب فيروس كورونا على الشاحنات البريطانية.
وأغلق ميناء دوفر أمام جميع مركبات الشحن التي تغادر المملكة المتحدة لمدة 48 ساعة بعد أن فرضت فرنسا حظرًا على السفر للداخل من الساعة 11 مساءً الليلة الماضية وسط انتشار السلالة المتحورة "Covid-19" التي أجبرت والجنوب الشرقي على الدخول على المستوى الرابع. ولكن بعد وقت قصير من الساعة العاشرة صباح هذا اليوم، قالت الحكومة الفرنسية إنها ستضع "في الساعات القليلة المقبلة" بروتوكولًا لضمان استئناف الحركة من المملكة المتحدة".
وبدأ المتسوقون في الوقوف في طوابير في محلات السوبر ماركت من الساعة 5.50 صباح اليوم حيث اندفع الناس لشراء البقالة قبل عيد الميلاد وسط أنباء عن نقص محتمل. وحذر Sainsbury من عدم توفر العديد من العناصر الشعبية خلال الأيام المقبلة: `` إذا لم يتغير شيء، فسنبدأ في رؤية فجوات خلال الأيام القادمة على الخس وبعض أوراق السلطة والقرنبيط والفاكهة الحمضية -وكلها مستوردة من القارة في هذا الوقت من العام. ونأمل أن تتوصل الحكومتان البريطانية والفرنسية إلى حل مقبول للطرفين يعطي الأولوية للمرور الفوري للمنتجات وأي أغذية أخرى في الموانئ".
وسيعقد رئيس الوزراء بوريس جونسون محادثات الأزمة مع الوزراء اليوم حيث يرأس لجنة الطوارئ المدنية التابعة للحكومة كوبرا وسط تحذيرات من "اضطراب كبير" حول موانئ القناة في كنت. نفذت شرطة "كينت"، عملية المكدس لتخفيف الازدحام، بينما قالت وزارة النقل إن مطار مانستون المهجور يتم إعداده أيضًا كإجراء احتياطي آخر ضد المستوى المتوقع للاضطراب. وأعلنت دول من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وبولندا والنمسا والدنمارك وأيرلندا وبلغاريا فرض حظر السفر إلى المملكة المتحدة بعد انتشار السلالة الجديدة عبر جنوب شرق إنجلترا.
وخلال اجتماع لجنة كوبرا برئاسة رئيس الوزراء، قال وزير النقل جرانت شابس إنه تم اتخاذ إجراءات طارئة للتعامل مع تراكم الشاحنات المتجهة إلى موانئ القناة. لكنه سعى إلى التقليل من التأثير المحتمل، مؤكداً أن شحن الحاويات لم يتأثر بالحظر الفرنسي على المسافرين.
وتراجعت الأسواق استجابةً لأزمة فيروس كورونا المتصاعدة والتوقعات التي تلوح في الأفق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة في نهاية الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر. تم محو أكثر من 33 مليار جنيه إسترليني من FTSE 100 في غضون دقائق من الافتتاح، حيث انخفض المؤشر بأكثر من 2٪، على الرغم من أنه تعافى لاحقًا إلى حوالي 1.4٪. إلى جانب فرنسا، أعلنت دول في جميع أنحاء العالم قيودًا على السفر إلى المملكة المتحدة بعد الكشف عن السلالة الجديدة شديدة العدوى منتشرة في جميع أنحاء جنوب شرق إنجلترا.
وقالت السلطات الإيطالية إن السلالة الجديدة تم اكتشافها في مسافر عاد مؤخرًا إلى البلاد من المملكة المتحدة. قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إن البديل الجديد" -VUI 202012/01 –" كان موجودًا بالفعل هناك، على الرغم من أن الاختبارات لم تكتشفه. بالإضافة إلى التأثير على تدفقات الشحن من دوفر ونفق القناة في فولكستون، فإن الاضطراب سيترك الركاب عالقين في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.
وحاول شابس تهدئة المخاوف بشأن التأثير الأوسع للقرار الفرنسي، قال وزير النقل إن الناقلين "معتادون تمامًا على توقع حدوث اضطراب"، مضيفًا أن هناك اختلافات في العرض "طوال الوقت".
وقال شابس إنه كان يتحدث إلى نظيره الفرنسي جان بابتيست جباري وقال لشبكة “سكاي نيوز”: "المفتاح المطلق هو حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن".
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه ملايين العائلات العيش في ظل قيود المستوى الرابع لعدة أشهر، كما حذر مات هانكوك.
وحذر وزير الصحة من إمكانية تمديد الإغلاق الصارم على الصعيد الوطني، فقال إن فيروس كورونا أصبح الآن `` خارج نطاق السيطرة '' بعد ظهور نوع جديد سريع الانتشار.
واعترف هانكوك أمس بأن الكثيرين كانوا غاضبين من إجبار الحكومة للأسر على إلغاء خطط عيد الميلاد. لكنه قال إن البديل الجديد يمثل "تحديًا هائلاً، حتى نتمكن من إطلاق اللقاح لحماية الناس. هذا ما نواجهه خلال الشهرين المقبلين.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحذر فيه خبراء في" Nervtag "المجموعة الاستشارية لتهديدات فيروسات الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة" من أن سلالة "Covid-19" الجديدة "تبدو أسرع بكثير في الانتشار".
قال بيتر أوبنشو من إمبريال كوليدج لندن، وهو عضو في نيرفتاج، لصحيفة The" Times"` من المستبعد جدًا أن يتحكم أي شيء أقل من الإجراءات الفعالة حقًا''.
حزب الحكومة يدعو لإقالة وزير الصحة
ما يقلقني هو أن الناس لن يمتثلوا ؟، من المهم حقًا أن يقدر الناس الخطر، اقترح وزير الصحة أن أجزاء أخرى من البلاد ستنغمس أيضًا في المستوى الرابع إذا ظهر عدد كبير من حالات الإصابة بالفيروس الطافرة.
دعا أحد أعضاء البرلمان من حزب المحافظين وزير الصحة البريطاني، إلى الاستقالة بسبب المعالجة الشائنة لقواعد عيد الميلاد.
وطالب المحافظون الغاضبون باستدعاء البرلمان للمناقشة والتصويت على التغييرات التي طرأت على قوانين الوباء، والتي تم إجراؤها من جانب واحد من قبل هانكوك في الساعات الأولى من يوم أمس.
سجلت حالات الإصابة بالفيروس رقمًا قياسيًا يوميًا بلغ 35928 حالة أمس -أي ضعف الأسبوع السابق تقريبًا. كما كان هناك 326 حالة وفاة، ارتفاعًا من 144 في الأسبوع السابق.
