عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تمكين (الرفيق اليسارى) فى الصحف القومية

الصحافة الورقية قضيتى.. لماذا 9

تمكين (الرفيق اليسارى) فى الصحف القومية

قبل التحدُّث عن خطة التسلل والتمكين اليسارى إلى الصحف القومية، من الضرورى التعريف بهذا التيار الذي غاص بين جنبات طبقات المجتمع ويَقبّ وقت اللزوم ليعلن: نحن هنا نريد قطعة من السُّلطة فقط لا غير، فهو لا يناقش قضايا ولا يبدى رأيًا، ولكن لعبته لَىّ الحقائق والتلويح بها فى وجه المسؤولين؛ لأنه يملك (حنجورة) لا تكلّ ولا تملّ، ولذا يُعتبر تيار (اليسار) فى مصر من العجايب الذي لم يجود بأفعاله الزمان سوى على وطننا؛ لأنه فى كل بلاد العالم يُطوّر من نفسه وينافس على وجوده بالفكر والقضايا التي يتبنّاها، لكن عندنا لا يملك سوَى شيئين لا ثالث لهما (الحنجورة بالشتايم، والادعاء بأنه يملك الحقيقة)، وصوته العالى يجعل البعض يخشونه لأنه (تنظيم غير عنقودى)، وهذا عكس تنظيم (الإخوان) العنقودى لكى يسهل الأمر على أربابه فى تلقى الأوامر، وهذا مَرجعه أن قياداته متعلمة، ولكن صفوفه يسودها ضعاف التعليم أو الجهلاء تمامًا.



 

ولكن (اليسار) صفوفه جميعها من المتعلمين والمثقفين، وهم سلالة تنظيم أخذ حقه فى عهد الرئيس عبدالناصر لأنهم كانوا مناهضين للأحزاب السياسية الليبرالية وقتذاك، وأيضًا للمَلكية وينادون بالاشتراكية التي كان رُوّادها المنظرون السوفييت (لينين وستالين)، وكان عبدالناصر يتجه للصداقة الروسية بعد أن تكالبت عليه أمريكا والدول الأوروبية، ولكن يسار زمان (ناصر) كانوا مختلفين كلية عن أحفادهم الذين يتربص بعضهم بالوطن الآن، ولكى أكون منصفة ليس كل الرفقاء اليسار فى مَركب واحدة، ولكن منهم قلة تحتفظ بأفكارها دون أن تغرق السفينة المصرية أو ينال من هدمها أو خيانتها، والبعض الآخر (أنجب) سلالة فاسدة ضالة أطلقت على نفسها (الاشتراكيين الثوريين) تكيد للوطن بكل ما تملك.

 

 هذا التيار غير العنقودى يسهل على أربابه الانتشار دون تجمّع إلا فى الأوقات التي يطلقون عليها (الحرجة) فى حين يطلق عليها الإخوان (المحنة)، وربما يكون هناك استغرابٌ بأننى لا أترك فرصة إلا وأذكر تيارى (الإخوان واليسار) مع بعض، وهذا ليس مجازيًا، ولكنه واقع يشاهده أى مُراقب لأحوال سياستنا الداخلية التي تُعلن فيها التيارات والأحزاب عن نفسها، وفى كل ظرف تتعرض مصر فيه لتحديات نجد التلازم والتوافق والتحالف بين هذين التيارين، والغريبُ فى الأمر أنه بعد أن تحالف اليسارُ مع الإخوان وساعدوهم ليحكموا مصر فى ٢٠١٢ تحت زعم مقولة (عاصرى الليمون) لاختيار مرسى والعصف بشفيق لأنه ينتمى إلى نظام مبارك، مسح الإخوان بأستيكة كل الاتفاقات والمواثيق الشفوية والمكتوبة مع اليسار ولم يمنحوهم أى مشاركة فى الحُكم، بل نكلوا بهم، هذا دعا (اليسار) يعمل (للخلف دُر) ويلحق بقطار القاعدة الشعبية الرافضة للإخوان ليردوا لهم الصاع صاعين، مع أنهم أى (اليسار) كان صاحب نكبة رفض الإعلان الدستورى الذي أصدره المجلس العسكرى قبل إعلان اسم «مرسى» رئيسًا بأيام لكى يحمى الدولة الوطنية والهُويّة المصرية من براثن الأممية والخلافة الإخوانية التي كانت تطل برأسها مدعمة ومدججة بالقوَى الخارجية الأمريكية والأوروبية فى تحالف ضد الدولة المصرية والإطاحة بالجمهورية وكل المكتسبات الشعبية للتمكن من وضع أرجلها فى مصر بشكل استعمارى جديد متحكم فى قناة السويس وسيناء وتصبح مصر «سَدَاح مَدَاح» ساحة للاقتتال والإرهاب والفَتك بالمنطقة العربية وأنظمتها جمعاء.

 

 ربما أكون أسهبتُ فى سَرد خلفية تيار (الرفيق اليسارى)، لكنه من الضرورى أن نعرف كيف يتسللون وبأى رداء يتدثرون، لنعرف كيف تمكنوا من صحافتنا بعد أن انتهى عويلهم على اللبن المسكوب فى عهد الإخوان المغدور، البداية كانت فى الغزو النقابى ورفع شعار القضاء على النقيب الإخوانى ليرفع على الأكتاف، وللأسف النقيب (اليسارى) فى ظل احتجاب التيار الوسطى المعتدل، وهو القاعدة العريضة من عمومية الصحفيين، وجاء اليسار متحكمًا فى كل مكان بالنقابة فاردًا ضلوعه بصلافته المعهودة قاسمًا ألا تفوته فرصة (المَرحلة الانتقالية) التي تعيشها البلاد بعد إزاحة الإخوان ووجود رئيس مؤقت (المستشار عدلى منصور) رئيس المحكمة الدستورية لإدارة شؤون مصر متعاونًا مع الجيش الذي يقوم بحماية البلاد والعباد والشرطة فى طور النهوض بعد ما أصابها من انتكاسة فى ٢٠١١ وعام الإخوان.

 

كان وقتها (اليسار) متربصًا للجيش وقائده منتظرًا أن يكون هناك مجلس عسكرى آخر لإدارة شؤون مصر، ومع أنهم وقفوا مع جموع الشعب ينادون بنزول الجيش لإنقاذهم من حُكم المرشد، إلا أن (تُقيتهم اليسارية) لم تهدَأ وكانوا ينتظرون بكل تحفّز وتجهيز لصفوفهم ليعلنوا أنهم لا يريدون مجلسًا آخر، وأنهم فيها ليخفوها ملوّحين بما كان لهم من اتصالات خارجية، والأكثر من ذلك أنه مثل ما لوَّحَ لنا الإخوان بعودة نظام (مبارك) لوَّح لنا اليسار بعودة (الإخوان)، ولكى تفوت الدولة عليهم اللعب بمصير الشعب الذي كان لتوّه يتنفّس الصّعداء بعد عام من حُكم جائر خاين وجبان، ترك للتكتل اليسارى مساحة للإعلان عن نفسه وأسلوبه فى الحُكم تحت مظلة الرئيس المؤقت حتى لا يحيدوا عن مسار الدولة، ورأينا كيف جمعوا أنفسَهم وأربابهم سريعًا وانتشروا تحت مسمى مستشارين ونواب فى مقر الرئاسة، ولكن الله عفَى الرئيس (منصور) من أن يتيح لهم الفرصة إلا فى أضيق الحدود، وللأسف كان على رأسها الصحافة القومية عندما أوكل هؤلاء المنتشرون فى أروقة قصر الرئاسة إلى النقابة ترشيح أسماء لتكوين (المجلس الأعلى للصحافة) لإزاحة رؤساء التحرير الذين أتى بهم الإخوان وتمكين أرباب اليسار، وويل لما هو ليس منهم سوف تناله الأهوال.. فماذا حدث؟ ..(يتبع)  

من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز