وائل لطفي يكشف كيف تمت صناعة التشدد بمصر في كتاب "دعاة عصر السادات"
يصدر حديثا الكتاب الفكري الجديد للكاتب الصحفي وائل لطفي، تحت عنوان "دعاة عصر السادات" - كيف تمت صناعة التشدد في مصر، والذي يصدر عن دار العين للنشر، ويطرح بالمكتبات والباعة منتصف يناير الجاري.
ويطرح الكاتب وائل لطفي بمقدمة كتابة العديد من التساؤلات التي يجيب عنها داخل الكتاب، عن ماذا كان يمكن ان يكون شكل الحياة في مصر لو لم يتخذ الرئيس أنور السادات قراره بإعادة احياء جماعة الاخوان المسلمين ؟وما هو تأثير الدعاة الشعبيين المنتمين لأفكار الجماعة في نشر افكارها لدي المواطن العادي ؟ محاولة الاجابة علي هذين السؤالين هي محور هذا الكتاب الذي رحلت فيه الي السبعينات.
كما يحاول الكتاب تفهم ورصد الظروف التي اتخذ فيها الرئيس أنور السادات قراره بإحياء جماعة الاخوان المسلمين وتأسيس الجماعات الدينية في جامعات مصر المختلفة وتأثير ذلك علي المشهد الديني والسياسي في نهاية السبعينات، والتي انتهت بالنهاية المأسوية للرئيس السادات ،حين تم اغتياله علي يد منتمين للحركة الإسلامية التي كان هو من اطلقها ويرعاها.
بعد هذا الفصل التأسيسي، ينطلق الكتاب ليدرس دعاة السبعينات الذين أعادوا صياغة وعي الشعب المصري تجاه مختلف القضايا ،وامتد تأثيرهم حتي اللحظة الراهنة ،لقد كان هؤلاء هم الرعيل الاول للدعاة الجماهيريين الذين عرفتهم مصر في الألفية الثانية وعرفوا باسم "الدعاة الجدد".
وكشف الكتاب ان كلمة السر التي حولتهم الي دعاة مؤثرين هي وسائل الاعلام الحديثة، فلولا التلفزيون لما كان للشيخ محمد متولي الشعراوي كل هذا الذيوع والتأثير ،ولولا اختراع الكاسيت لما أمكن لخطب الشيخ الساخر عبد الحميد كشك ان تطوف الوطن العربي كله من المحيط الي الخليج وان تبقي حية حتي اليوم.
يقارن الكتاب بين ظهور الشيخ الشعراوي وبين ظهور الواعظ الامريكي الشهير "بيلي جراهام" ويرصد الدور الذي لعبه الاعلام في مساندة كليهما ،كما يرصد دور كلا منهما في محاربة الافكار الشيوعية في بلده.
كما يدرس مواقف الشيخ المختلفة وتقاطعاته مع افكار الاخوان المسلمين، ويرصد الكتاب أيضا الدور الذي لعبة الدعاة المنتمون لجماعة الاخوان المسلمين مثل محمد الغزالي والسيد سابق في دعم انتشار الاخوان في السبعينات ..وكيف عاد الغزالي مرة اخري الي احضان الجماعة بعد ان فارقها في بداية الخمسينات منحازا لثورة يوليو وممثلا لجناحها الديني.
يرصد الكتاب أيضا حياة تتسم بالغموض للداعية ابراهيم عزت ..الذي خرج من الاخوان المسلمين ليؤسس جماعة التبليغ والدعوة في مصر ويتماس مع تنظيم الجهاد الذي اغتال أعضاءه الرئيس السادات ..مما يؤدي في النهاية لمنعه من الخطابة ثم وفاته بصورة مفاجئة وغامضة.
يدرس الكتاب أيضا تاثير شيخ الازهر عبد الحليم محمود الذي لعب دورا سياسيا مباشرا في احياء التيار الاسلامي والتصدي للشيوعية وتقاطع مع جماعة الاخوان في الكثير من المواقف ..ولا يفوتني في النهاية ان أتوقف امام الشيخ المحلاوي ..الداعية الذي دخل التاريخ عندما فقد الرئيس السادات أعصابه ،في خطاب رسمي القاه فيل اغتياله بشهر واحد ..متسائلا عن القوة التي كان يحظى بها المحلاوي والتي دفعته لتحدي الرئيس السادات والقرارات الرسمية بإيقافه اكثر من مرة ..مما دفع الأجهزة الرسمية في النهاية لاتخاذ قرار باعتقاله.
ويرى الكاتب ان الأهم من نلك التفاصيل المتعلقة بكل داعية من دعاة عصر السادات ذلك التأثير الذي تركه كل منهم في وعي المصريين ، حيث كانوا بداية عملية متصلة من التديين للمجتمع المصري أدت في النهاية لوصول جماعة الاخوان الي قمة السلطة في مصر.
ثم إزاحتها من خلال ثورة ٣٠ يونيو التي يمكن القول انها بدأت مرحلة جديدة من السياسات الدينية لم تتضح كامل ملامحها بعد "دعاة عصر السادات" هو رحلة مثيرة للبحث في الجذور ..تحاول الاجابة علي السؤال..كيف ولماذا وصلنا الي ما وصلنا اليه.



