القضاء في مصر مستقل.. ولا سلطان على القضاة إلا سلطان القانون والضمير.. ومن يزر أي سجن في أي بقعة من العالم يدرك معنى وقيمة الحرية.. وفضل الله على عباده بنعمة الحرية. أحيانًا يدخل الإنسان السجن باتهامات ظالمة، رغم نبل أخلاقه.. والتزامه بقيم الأخلاق والواجب.. فيذوق عذاب فقدان حريته حتى لو كان السجن قصرًا.. ويستمر في وجع وألم، ربما لعدة سنوات في انتظار قاضٍ عادل يصدر حكما ببراءته.
تجربة الحبس المريرة، استمرت أكثر من 3 سنوات مع الدكتور محمد عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم الأسبق حتى صدر حكم براءته في اتهام بإهدار المال العام.. حكم البراءة.. من القضاء المصري العادل.. لم ينصف الدكتور عهدي ويزيل جراحه فحسب، وإنما أسعد كل من يعرفه ويدرك أخلاقيات الدكتور المهندس عهدى المحترم الشريف، الذي جلب منافع كثيرة لمؤسسة أخبار اليوم، وحقق لها إيرادات وأرباحًا عظيمة.. تجربة الدكتور عهدي ذكرتني بمقولة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ.. السجن كالجامعة.. وأحيانًا يدخله إنسان لنبل في أخلاقه.. لا اعوجاج.
لقد نال الدكتور عهدي حريته.. في زمن قضاء عادل بعد أن ذاق الظلم والعذاب في فترة حكم عشيرة الإخوان الشيطانية، التي ثار عليها الشعب المصري، وأطاح بها.. في ثورة شعبية.. حقًا.. أن قضاء مصر المستقل العادل ينصف كل مظلوم.. لم تمر سوى أيام معدودة على الحكم النهائي البات.. ببراءة الدكتور عهدي.. حتى صدمنا خبر وفاة الكاتب الصحفى الكبير الصديق رياض سيف النصر، فأصابنا بحزن عميق.. وتألم كل الأصدقاء وزملاء مهنة الصحافة، الذين يعرفون قيمته ومهارته في فنون العمل الصحفي.
ويدركون عن قرب شجاعته وثبات مواقفه وعشقه للمهنة.. ومساندته لزملاء مهنة صاحبة الجلالة.. رحم الله الكاتب الكبير الأستاذ رياض سيف النصر، إنها الحياة الدنيا.. ساعات الفرح لا تدوم طويلًا، والحزن قد يطول.. ولكن علينا أن نتأقلم مع الحياة ونتعايش مع أحزانها وأفراحها.. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا.. واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا.



