الأسعار تحرق تركيا.. واستطلاع شعبي: الغالبية تطالب بـ انتخابات رئاسية مبكرة
شهدت تركيا زيادات جديدة في عدد كبير من السلع خلال الأيام الأخيرة، قابلها الشعب التركي بحالة من السخط والغضب ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبلاد وزعيمه، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأعلن يافوز أرأوغلو رئيس مؤسسة البحث والتطوير والتعليم لصناع البلاستيك الأتراك، صباح الأربعاء، لوسائل الإعلام التركية، أن هناك زيادة في الأسعار بأكثر من 100 في المائة من حيث القيمة الدولارية في المواد الخام البلاستيكية، والتي تعتمد عليها الصناعات المختلفة في البلاد، بنسبة 85 في المائة.
وقال أرأوغلو إنهم يعانون من زيادة في الأسعار ونقص في العرض، مشيرا إلى أنه إذا لم تتدخل الحكومة، فستكون هناك زيادات في الأسعار في كل منتج يتم استخدامه تقريبًا، ما ينبأ بكارثة في البلاد، التي تعاني منذ سنوات من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، وسوء الأوضاع الاقتصادية، بعد انهيار الليرة المستمر منذ 2018.
وأكد أر أوغلو على أن ارتفاع أسعار البلاستيك سيؤدي إلى زيادة التكلفة والأسعار في العديد من المنتجات، من المياه إلى المنتجات الغذائية الأخرى، ومن السيارات إلى الملابس الجاهزة، ومن السلع البيضاء إلى البناء، ومن الزراعة إلى الإلكترونيات، وذلك إذا لم يتم اتخاذ تدابير، فلن يكون من الممكن للدولة تحقيق أهداف التضخم.
وفي سياق متصل شهدت تركيا زيادة جديدة في أسعار الأسمدة بنسبة 80 %، خلال الشهر الأول من 2021، بسبب إغلاق مصانع الأسمدة المملوكة للدولة وخصخصتها، ما يهدد بارتفاع كبير في أسعار الخضروات والفواكه والمنتجات الزراعية الأخرى.
وحمل رئيس غرفة المهندسين الزراعيين، باكي رمزي سويشميز، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، مسؤولية العواقب المدمرة التي تسبب فيها إغلاق وخصخصة مصانع الأسمدة العامة، مؤكدا إن الزيادات في الأسعار مستمرة، وأن الحكومة التركية تركت المزارع أمام الآثار المدمرة للسوق الحرة.
ووفقًا لموقع «سوزجو» التركي، تنبأ المزارعون الأتراك بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بسبب الزيادات المستمرة في أسعار الأسمدة.
وكانت أسعار رغيف الخبز قد ارتفعت بنسبة 33%، بسبب ارتفاع سعر الدقيق ومواد الإنتاج الأخرى، وقالت غرفة الخبازين في اسطنبول إن سعر رغيف الخبز بوزن 250 جرام من الخبز العادي قد ازداد بقيمة 25 قرش (ربع ليرة تركية).
وأكد أوزجين ناما ، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة “خبز إسطنبول الشعبي”، أن بعض الأتراك يمشون 5 كيلومترات يوميا لشراء الخبز مقابل ليرة تركية واحدة، بينما يقف الآخرون ساعات طويلة في انتظار دورهم للحصول على الخبز، وذلك بسبب قرار وزارة الزراعة والغابات التركية، بحظر بيع الخبز في العربات المتنقلة والأكشاك الصغيرة التابعة لبلدية إسطنبول.
جدير بالذكر أن تركيا قد شهدت أمس زيادة جديدة في أسعار البنزين وفق ما نقله موقع «يني تشاغ» التركي ، حيث أعلن قطاع الوقود في تركيا، أول أمس الاثنين، أن الحكومة قررت رفع أسعار البنزين بواقع 8 قروش على اللتر الواحد بداية من أمس الثلاثاء.
تزامنت الزيادات الأخيرة في الأسعار مع انهيار جديد للعملة التركية أمام الدولار، حيث نشر موقع «جمهورييت»، أن الليرة التركية تشهد موجة عدم استقرار جديدة، بعد أن سجل سعر صرف الدولار أمس 7.43 ليرة تركية، وتخطى اليورو حاجز 9 ليرات تركية، مع زيادة جديدة في سعر جرام الذهب، حيث وصل إلى 437 ليرة للجرام الواحد.
على صعيد آخر، قابل الشعب التركي حالة التخبط الاقتصادي في البلاد، والزيادات المستمرة في أسعار السلع والخدمات بحالة من الغضب، ظهرت في نتائج أول استطلاع ضخم في 2021، والذي أجرته مؤسسة “ماك” للأبحاث، وهي أكبر مؤسسة مختصة بالأبحاث والاستطلاعات بالبلاد، وفي أغلب الأحيان تعبر استطلاعاتها عن حقيقة ما يدور في الشارع التركي.
وشمل الاستطلاع أسئلة حول الانتخابات المبكرة، ووضع الحريات في البلاد، ومدى رضاء الشعب عن حياته. وأعرب حوالي 49 في المائة من الناخبين عن رأيهم بإجراء انتخابات مبكرة، بينما أفاد 41 في المائة من المواطنين بعدم وجود حاجة لإجراء انتخابات مبكرة. وكان 10٪ من الناخبين مترددين في الإجابة على هذا السؤال.
وردا على سؤال: "ما مدى رضاك عن حياتك؟” أجاب غالبية المواطنين عليه بـ “أنا غير راضٍ”. ما يعكس حالة الغضب وعدم الرضا في البلاد ضد الرئيس التركي وحزبه الحاكم.
ما دفع زعيم المعارضة في تركيا، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، للقول إن الرئيس التركي رجب أردوغان يعيش بمعزل عن الشعب، ولا يدري شيئًا عن همومه، ووصف نظام الحكم الحالي بأنه “فرعوني” متوعدًا بإنهائه.



