أيمن العيسوي يكتب: شباب الدارسين بالخارج واستراتيجية الأمل
لا شك أن ثروة مصر البشرية المتمثلة في شبابها هم كنز مصر وثروتها التي يجب أن تستثمر، فبالشباب تنهض الأمم وترتقى أعلى المراتب، ومصر الآن تتقدم بخطوات ثابتة وقفزات متميزة نحو تحقيق النمو الاقتصادي والتطور الحضاري لتسير في ركاب الدول المتقدمة بل أنها تعد نفسها لتتبوأ مراكز القيادة في العالم، ولن يحدث ذلك إلا بالاستغلال الحقيقي للقدرات العلمية والتكنولوجية والمعرفية التي يحوزها ويمتلكها شبابنا، وشباب مصر الدارسين في الخارج باختلاف مشارب العلوم التي يتلقونها بمختلف الجامعات المتقدمة في العالم هم فرصة ممتازة تستحق ان نستثمر فيها ليعود هؤلاء من دراستهم في الخارج محملين بأفضل ما تلقوه من علوم لينقلوه لمصر.
وزارة الهجرة والمصريين في الخارج، التي تقف على رأسها الوزيرة النشيطة السفيرة نبيلة مكرم، انتبهت لأهمية احتضان شباب الدارسين المصريين في الخارج وفتحت لهم أبواب الأمل لاحتضانهم من خلال الاستراتيجية الوطنية لشباب الدارسين بالخارج التي أطلقتها، والتي على أثرها سمح بالتسجيل للشباب في مركز "الهجرة" الذي سجل فيه ما يزيد على 90 شابا وشابة من الدارسين في الخارج في اليوم الأول لإطلاقه، بما يسمح بإقامة حوار بين شباب الدارسين.
ويعد مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين بالخارج MEDCE هو الأول من نوعه في مصر والمنطقة ويعمل على توفير خدمات وأنشطة متعددة مع الطلاب المصريين الدارسين بالخارج واستدامة التواصل معهم، من خلال إطلاق منصة تفاعلية كاملة للمركز تستهدف جميع المصريين الدارسين بالخارج، لدعم وطنهم معرفيا وبحثيا سواء اختاروا العودة إلى البلاد أو العمل خارجها، وليكونوا حائط صد قويا ضد محاولات الاستقطاب السياسي والثقافي لشباب ويساهم في خلق جيل واع من شبابنا في الخارج على قدر عال من الكفاءة وإتاحة فرص حقيقة للاستفادة من خبراتهم لتوليهم المناصب والوظائف التي يحتاجها الوطن وبما يساهم في دفع عجلة التنمية على أرض مصر.
وفي روسيا الاتحادية، التي يوجد بها ما يزيد على 13 ألف مصري، يدرسون بجامعاتها المختلفة في تخصصات دقيقة في الهندسة والطب والاتصالات والهندسة النووية والصيدلة، ويلقون رعاية من السفارة المصرية والملحقية الثقافية المصرية في روسيا بوصفهم ذخيرة مهمة لمصر وكفاءات مهمة ستعود يومًا لمصر يجب استثمارها، ولذلك نحث الطلاب الدارسين في روسيا في التسجيل في مركز الهجرة بما يساهم في إثراء الاستراتيجية الوطنية التي وضعتها الدولة للتواصل مع شباب مصر الدارسين بالخارج، خاصة ان هذه الاستراتيجية ستساهم من خلال إقامتها ملتقى سنويًا للتوظيف للشباب الدارسين بالخارج بدمج الخبرات المكتسبة بالخارج إلى داخل السوق المصرية وفي الشركات والمؤسسات المصرية وبما يعود في النهاية بالنفع على التنمية الشاملة للدولة المصرية وبما يرسخ لدى الشباب روح الانتماء والحب للوطن الذي يرعى أبناءه ومن خلال وزارة الهجرة يوصل رسالة للشباب المصريين انتم في قلوبنا ونخطط لمستقبلكم وننتظر عقولكم النيرة بعلمكم لتساهموا في بناء الوطن لتحيا مصر.