"بوابة روزاليوسف" تتجول داخل المزرعة السمكية الذكية بكفر الشيخ
لم تتوقف محاولات الشباب بمحافظة كفر الشيخ عن إيجاد فرص عمل حقيقية من خلال مشروعات صغيرة يقمون بتنفيذها في الأماكن الخاصة بهم، ومن هذه المشروعات مشروع المزرعة السمكية الذكية التي قام أحد الشباب بإنشائها على وجه الأرض بمواصفات خاصة، وتعد هي الأولى من نوعها على جمهورية مصر العربية بصفة عامة، ومحافظة كفر الشيخ بصفة خاصة في زراعة البلطي.
بوابة "روزاليوسف" تجولت داخل المزرعة السمكية الأولى من نوعها بالجمهورية في زراعة أسماك البلطي، والواقعة بمدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ، ورصدت فكرتها الجديدة، ومساحتها الإجمالية، والآلات والمعدات التي تستخدم في المزرعة، وكيفية زراعة الأسماك بها، وجاءت كالآتي.
تقع المزرعة السمكية الذكية، الأولى من نوعها على مساحة 360 مترا مربعا، بما يعادل 2 قيراط أرض زراعية، ولم يتم حفر أحواض كالمزارع العادية، ولكن يتم تربية الأسماك داخل أحواض بلاستيكية مدعومة بقطع حديدية، داخل صوبة محكمة للتحكم في درجات الحرارة، وتم وضعها على وجه الأرض، ويوجد أسفل هذا الأحواض شبكة مواسير صرف لها، وفوقها شبكة أخري لامتلائها بالمياه في حالة احتياجها لذلك من خلال الخزانات الموجودة بالمزرعة.
وقال مدحت محمود العقدة، البالغ من العمر 31 عامًا، ومقيم بمدينة قلين التابعة لمحافظة كفر الشيخ، صاحب المشروع: المزرعة تحتوي على 10 أحواض بلاستيكية فقط نقوم بتربية الأسماك بداخلها، طول الحوض الواحد 4 أمتار في ارتفاع متر ونصف، ونقوم بوضع 50 ألف سمكة زريعة صغيرة في حجم عقلة الأصبع في الأحواض الـ10 بما يعادل 5 آلاف سمكة في كل حوض منهم.
وأضاف العقدة خلال الجولة التي أجرتها “بوابة روزاليوسف” داخل المزرعة، أن الحوض الواحد ينتج من 800 إلى 1000 كيلو سمك مختلف الأحجام في الدورة الواحدة التي تستغرق من 3 إلى 4 أشهر فقط، موضحًا أنه يتم وضع الأسماك الزريعة داخل الأحواض بشكل متتالٍ وليست مرة واحدة كالمزارع العادية، بمعني أننا نقوم بوضع الزريعة في الحوض الأول، وبعد 15 يومًا يتم وضع الزريعة في الحوض الثاني، وهكذا حتى يتم وضع الزريعة في جميع الأحواض بين كل حوض وأخر15 يومًا.
وأوضح العقدة، أنه بعد الانتهاء من وضع الزريعة في آخر حوض، نعود إلى الحوض الأول ونقوم بتصفيته وأخذ الأسماك الموجودة به وبيعها داخل المنفذ الخاص بنا، ويقوم هذه المنفذ ببيع الأسماك للمواطن مباشرًا بأسعار تبدأ من 22 إلى 25 جنيه للكيلو الواحد حسب حجم ووزن الأسماك، وهذا المنتج يكون طازج وفرش، ثم بعد الانتهاء من بيع أسماك الحوض الأول، نقوم بواضع الزريعة فيه، وننتقل إلى تصفية الحوض الثاني وبيع أسماكه، ثم بعد الانتهاء من صيده، نقوم بوضع الزريعة فيه وننتقل إلى تصفية الحوض الثالث، حتى نصل إلى الحوض الـ10 ويتم الانتهاء من صيادة الأسماك الموجودة به، ونعود مرة إلى الحوض الأول، وهكذا تكون دورة الأسماك لدينا مغلقة طوال العام وليس لها مدة محددة كباقي المزارع السمكية العادية.
وتابع العقدة، أن بذلك يكون لدينا أسماك موجودة على مدار العام داخل المنفذ الخاص بنا، من خلال الأحواض السمكية الموجودة بالمزرعة، وهذه هي الفكرة الأساسية للمشروع، منوهًا أنه يتم توفير المياه المطلوبة للمزرعة من خلال بئر قمنا بحفره ووضع عليه آلة "طلمبة" قطرها بوصة ونصف، لرفع المياه من البئر واستخدامها في أحواض الأسماك، ولم يتم تغير أو صرف هذه المياه خارج الأحواض نهائيا، إلا في حالة التبخر أو الفقد في شيء معين بالحوض.
وأشار العقدة، إلى أن المياه الموجودة في الأحواض السمكية يوجد بها مخلفات الأسماك والرواسب، ويتم نقل هذه المياه من خلال شبكة مواسير الصرف الموجودة أسفل الأحواض لتصل تلك المياه إلى مجموعة الفلاتر الموجودة بالمزرعة ويتم تنقيتها من هذه المخلفات والرواسب، وضخها مرة أخري داخل الأحواض السمكية بعد عملية التنقية التي تقوم بها الفلاتر، من خلال شبكة مواسير المياه الموجودة فوق الأحواض، وبذلك لا نقوم بإهدار أو تغير المياه إلا في حالة التبخير أو الفقد فقط، وهكذا يتم إعادة تدوير مياه الأحواض بنسبة 94%، و4% فقد أو تبخير من الحركة الطبيعية للمياه.
ونوه العقدة، إلى أننا نعمل بنظام عامل التحويل ويبلغ حتى الأن 1,3 بمعنى أن السمكة حينما تأكل كيلو و300 جرام من العلف تحول كيلو لحم، موضحًا أنه يعمل بالمزرعة 3 أفراد، يتقاضى الفرد الواحد 2500 جنيه في الشهر، وتقوم المزرعة بتغطية تكليفها شهريًا بفضل الله، مشيرًا إلى أن فكرة هذا المشروع وصل إليها عن طريق اليوتيوب أثناء تواجده بالمملكة العربية السعودية، وعلي الفور ذهبت إلى الصين لنقل هذه الفكرة إلى مصر وأقوم بإنشائها في بلدي بكفر الشيخ، ولكن في الصين هذا المشروع يكلف أموالًا باهظة جدًا لأنهم يقومون بإنشائه على مساحات واسعة، والحمد لله تمكنت من إنشاء هذه المزرعة بتكلفة ما يقرب من 500 ألف جنيه فقط.



