الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

لقد تطرقنا بالمقالين السابقين إلى مفهوم الدبلوماسية ومدى حاجته إلى الإعلام. وفي مقال اليوم سوف أتطرق الى مفهوم وأنواع الإعلام ومدى تعاملها مع فن الدبلوماسية وكيفية إدارة الأزمات الوطنية على مختلف أنواعها سواء الأمنية أم الأقتصادية والكوراث الطبيعة وما يمس سيادة البلد وتأثيرها على العلاقات الدولية وهل هناك أزدواجية بأدوات المعالجة وأساليب العمل بين الإعلام والدبلوماسية من ناحية المكان والزمان والاهداف أم هناك استراتيجية خاصة بهما.

 

في بداية المقال علينا التعرف الى مفهوم الإعلام؛ لا نريد أن نخوض لغوياً عن أصل كلمة الإعلام لان الحركات ( الفتحة والضمة والكسرة وغيرها من علامات التعريب) تعطي لنا معاني كثيرة ومتعددة. أن كلمة إعلام تعني التبليغ أو إيصال رسالة أم معلومة معينة بأتجاه واحد من المصدر الى المُستقبل مما كانت هويته حيث قال رسولنا الكريم عن "صحيح البخاري": (بلغوا عني ولو آية ......) ومعنى بلغوا أي انشروا وعلموا الناس العلم الموروث عني من كتاب أو سنة ، والتبليغ هنا بمعنى الإعلام ونشر وإيصال كل ما يتعلق بالرسالة السماوية الكريمة.

 

باعتقادي أن جوهر مفهوم الإعلام ينبي على المُرسل والمُستقبل لأن لا فائدة أطلاقاً من إرسال وبث معلومة بدون المُستقبل مما كان نوعه رسمي / شخصي فردي / جماعي لذلك يجب توفر البيئة المعلومة لغرض توصيل المعلومة المراد إيصالها الى المُستقبل بالوقت المناسب بدون إي تحوير في الحقائق والمعلومات لكي يتم أعتمادها وتحليلها ضمن السياقات المعتمدة أم قد تكون هناك ما يسمى بالفقاعة الإعلامية والتي هي هدفها أنتظار رد الفعل من المُستقبل.

 

ويعرف الإعلام بانه مجموعة من وسائل وقتوات التواصل الاجتماعي المستخدمة لإيصال فكرة أم حدث أم موضوع أم إي معلومات أخرى الى القاعدة الجماهيرية، وهي كذلك قنوات الاتصال التي تؤثر على نطاق واسع وكبير على الاشخاص وعلى مختلف الشرائح والاعمار.  يعتمد  الإعلام كثيراً على اللغة والتي هي جوهر الفكرومرآته الانعكاسية للتعبير عن الافكار والآراء والعواطف وكل ما يجول داخل النفس البشرية وحتى لغة الجسد تعتبر لغة أعلامية بالغة الاهمية بالرغم من عدم وجود ما هو مكتوب من حروف  والتي تعتبر لغات غير كلامية وبنفس الوقت فهي مؤثرة أعلامياً لانها توصل فكرة ام فعل معين من المُرسل الى المُستقبل ولكنها لا تستخدم في تحرير الخبر الاعلامي. تستخدم لغة الجسد غالباً في المؤتمرات والمقابلات الصحفية والإعلامية بحيث نرى معالم الوجه أم حركة اليدين وحتى مغادرة اللقاء أو المؤتمر الصحفي بسرعة، يعطي رسالة إعلامية لنا ذات  دلالات واضحة ومعروفة لدى المعنيين بذلك.

 

وظيفة الإعلام الرصين تزويد الناس بالمعلومات والأخبار الصحيحة والحقائق الثابتة التي تمكنهم من تكوين رأي صائب وهو يعبر بذلك عن عقلياتهم وأتجاهاتهم وميولهم مستخدماً الإقناع عن طريق صحة المعلومات ودقة الأرقام والإحصاءات ورصانة المصدر أو المُرسل.

 

 تعتبر الكتابة على مر السنيين هي أساس الإعلام ووسيلته الجوهرية على مختلف أنواعه ووسائله الحديثة، وعلى المستوى الدبلوماسي فان الإعلام يعتبر عامل أساسي وفي غاية الاهمية في صنع السياسة الخارجية وتأثيرها على كل مفردات المصالح الوطنية والرآي العام لذلك البلد بحيث تكون مواكبة الحدث بالثواني وليس بالدقائق والايام وعلى الإعلامي الناجح والأمين عليه واجب وطني مقدس في إيصال المعلومة الصادقة من مصادر رصينة هدفها بناء سمعة اعلإمية ناجحة وموثوقة فيها، بعيداً عن التذبذب والتطبيل وقلة الاحترافية والمهنية.

 

 أما السرعة الإعلامية في إيصال الحدث هي من أهم ميزات الإعلام الناجح وهو ما يسمى ( الخبر العاجل) وكذلك السبق الصحفي وهو صيد الإعلامي للمعلومة وبثها على أن تحتوي على مصداقية كبيرة في جوهر البث والا تفقد مصداقية المُرسل مما كان نوعه حسابه رسمي أم شخصي، لقد تطرق القران الكريم الى سرعة إيصال الخبر قال تعالى: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ.... (سورة النمل  40 ) ونحن هنا ليس بصدد التفسير الديني والبلاغي لهذه الآية الكريمة ولكن الأعجاز القرآني يعطي لنا مثال عن السرعة الفائقة لإيصال الحدث والسبق بنفس الوقت وبأختلاف المكان والُمرسل والمُستقبل. ونحن نعيش معالم علم النانو  والتطورات التكنولوجيا في وسائل الاتصال بالإعلام الحديث ، علينا أخذ الحيطة والحذر من نقل المعلومة الخاطئة والغير دقيقة بالرغم من تدوالها من مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لذلك على الاعلامي والصحفي المحنك أقتناص الحدث من مصدره وهنا يلعب السلك الدبلوماسي المصداقية في نقل ونشر الخبر وغالباً ما نرى في الدول المتقدمة هناك المتحدث الرسمي لكل جهة سيادية أم شركات كبرى لدحض أي معلومة كاذبة قد تؤدي الى أحداث كارثة سياسية أم أقتصادية والامثلة كثيرة سوف نعرج عليها بالمقال القادم ان شالله.

 

دبلوماسي سابق

 

تم نسخ الرابط