"المرأة الحديدية" تحصل على ليسانس الحقوق في عمر 63 عامًا
مازالت المرأة المصرية، قادرة على التحدي وتحقيق المستحيل، بل ومنافسة الرجل في المهن الأكثر صعوبة، التي لايقدر عليها إلا رجل قوي ذو بنية جسدية شديدة.
ومن بين إحدى العزب البسيطة "عزبة الزهور"، قرية أبو عاشور، التابعة لمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، تعلمت فاطمة الورواري، والبالغة من العمر 63 عامًا، حتى الشهادة الثانوية، ويؤدي وفاة شقيقيها إلى رسوبها لعامين متتالين، إلا أنها تكمل شهادتها الثانوية وتلتحق بالمعهد الفني التجاري بمحافظة الشرقية.
وبإصرار كبير منها وتحدٍ لجميع الظروف المحيطة وأعباء الحياة، تستكمل دراستها الجامعية، وتحصل على ليسانس الحقوق "منازل".
ومع قرار انفصالها عن زوجها ومسؤوليتها تجاه ابنتيها "تعليمًا وتربية"، خرجت فاطمة للعمل منذ أن كان عمرها 18 عامًا، واحترفت مجال البناء والتشييد والمعمار، هذه المهنة التي توارثتها عن والدها، واستمرت رحلتها في العمل الشاق لـ45 عامًا، وتأبى بذلك ارتداء ثوب المحاماة الذي يحلم به الكثير.
وترى فاطمة أن الوظيفة الحكومية، لا تحقق ما يحققه مجال المعمار من مكاسب مالية، قائلة: “يكفيني وابنتي شر السؤال”، مرددة: ”أنا ست بمليون راجل أعمل في هذه المهنة الصعبة منذ سنوات، وأنجح وأتميز بها وأكثر ما يميزني كوني "امراة"، ولكني عملت أيضًا بهز الحجارة واستخراج الزلط.
وقدمت فاطمة الورواري العديد من الخدمات لمجتمعها، مثل حل المشكلات بين الناس وتقيم الجلسات العرفية لحل المشكلات، وتؤخذ كلمتها بعين الاعتبار، فضلًا عن تقديمها المساعدات وبناء مدرسة ذات الفصل الواحد لتعليم الأطفال وتبرعت بأرض لبناء مسجد.
وأنشأت مصنعًا لتدوير القمامة، ووفرت به فرص عمل لأبناء قريتها، فيلقبها أهالي القرية بـ"العمدة والمرأة الحديدية"، التي لا تقهر.
وأشادت الدكتورة عفاف الكومي، مقررة المجلس القومي للمرأة بمحافظة الإسماعيلية، بالسيدة فاطمة وكفاحها الذي استمر لأكثر من 45 عامًا، وما مرت به من صعوبات، وعملت وسط الرجال، وفي مهنتهم بكل رضا، من أجل أكل العيش و"الحياة الكريمة"، مؤكدة على تكريمها في احتفالات يوم المرأة المصرية.



