الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

قبل عقد من الزمان أو أكثر فى بداية مرحلة التشدد التي شاهدنا عليها ما دأبنا على وصفهم بالدعاة «الكاجوال»، كنوع مغاير للداعية «الكلاسيك» الذي يرتدى الجبة والقفطان والعمة، سألوا معز مسعود عن رأى الدين فى الفنانة التي تقدم مشاهد عارية فى فيلم أو مسلسل؟ قال على الفور وبلا أدنى إحساس بفداحة التوصيف: «إنها زانية»، رغم أن للزنى فى الإسلام شروطًا توافُرها أقرب للمستحيل، وهى بعيدة بالقطع عن التشابه مع أى مشهد يتم تصويره سينمائيًا، إجابة معز جاءت قاطعة، فى توقيت كان التشدد بين الدعاة فى ذروته مثل سباق اختراق الحواجز، كنا نرى كل داعية يزيد من سقف الممنوعات التي على المسلم تجنبها، كما أنه يزيد بالتبعية من حجم العقاب السماوى، الذي ينال كل من لا يلتزم بالتنفيذ الحرفى، مما جعل البعض يعتقد أن التشدد والعنف هما صفة الدين الإسلامى، وغم أن الرسالة المحمدية تضع المغفرة قبل العذاب، وتؤمن بالتسامح قبل العقاب، بل وتمنح الإنسان الحق فى أن يختار الطريق «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».

إذا كانت العديد من الممارسات الخاطئة للجماعات المتطرفة دينيًا تُصَدّر للعالم رسالة عنيفة ودموية عن الإسلام، والدين منها براء، فأنا أرى أغلب شيوخ الفضائيات حتى لو ارتدوا «تى شيرت وبنطلون جينز» إلا أنهم بأفكارهم الرجعية وتصريحاتهم المتجاوزة للمنطق يشكلون خطورة أكبر، الصورة السيئة للإسلام عند الآخر نحن ساهمنا بقسط أكبر فى تأكيدها، وذيوعها ومنحناها كل هذا الحضور، وكل تلك المصداقية، وذلك عندما اعتلى هؤلاء مقدمة «الكادر» وصاروا هم «المسؤولون» عن الفتوى الدينية، فى كل الأحوال الداعية عمرو خالد فتح الباب بقوة لجيل جاء بعده من أشهرهم معز، وبدأت فى نفس المرحلة الزمنية أسهم عمرو خالد فى التراجع، بينما هؤلاء احتلوا مساحة أكبر عند شباب العشرينيات، ومعز لديه ولا شك حضوره الملموس، بل هناك أكثر من دراسة أشارت إلى أنه من بين الأكثر تأثيرًا على مستوى قطاع الشباب، فى عالمنا العربى.

 لا يتدخل أحد فى حق إنسان بالزواج ممن يريد، أو التنقل بين أكثر من حسناء، رغم أن الموقف فتح شهية رسامى الكاريكاتير، وشاهدنا واحدة من المتابعات تشير إلى الوسط الفنى المكتظ بالجميلات وجاء التعليق «الدور الدور مين اللى عليها الدور».

معز مع الأيام تغير فى سلوكه وربما أيضًا أفكاره المتحفظة، وبدأ ينتج أعمالاً فنية أو يشارك فى إنتاجها، وشاهدنا فى عام 2016 فيلم «اشتباك» افتتح به قسم «نظرة ما» بمهرجان «كان»، وصعد معز مرتديًا الأسموكن والببيون، وتجوّل على السجادة الحمراء بجوار نيللى كريم بطلة الفيلم، والمخرج محمد دياب والمنتج محمد حفظى، الفيلم لا يوجد به قبلة ولا مشهد حميم، الدراما اقتضت قطعًا ذلك، وقدّم معز قبلها أعمالًا درامية ترتكن لقيم دينية تؤثر على السلوك الاجتماعى، مثل حلقات «خطوات الشيطان»، لم يشترط الحجاب على الممثلات فى الدراما، كما لم يفعلها أيضًا مع زوجاته، توقع البعض مثلًا أن ترتدى شيرى عادل الحجاب بعد الزواج، وظلت شيرى كما عرفناها قبل الزواج، وأتصوره لن يحدث مع حلا، التي لا أزال أراها فى مرحلة ضبابية، فى مشوارها الفنى والشخصى، ولا أستبعد أى قرار تتخذه فى أى وقت.

هل الجانب الشخصى للإنسان عندما يرتبط بشخصية عامة يظل شخصيًا، ولا يجوز للإعلام التدخل فى تفاصيله؟ كان معز قبل نحو عشر سنوات ضيفًا ثابتًا على معتز الدمرداش فى برنامجه «90 دقيقة» عبر قناة المحور، وكثير من آرائه جاءت وهى تحمل التشدد، ولا تزال تلك الآراء يتم تداولها على «اليوتيوب»، وهكذا اختلط الخاص بالعام ولم يعد خاصًا، زوجتاه السابقة والحالية نجمتان، كثيرًا ما شاهدته فى السنوات الأخيرة على السجادة الحمراء بين ضيوف مهرجان «الجونة»، بل تعمّد فى الدورة قبل الأخيرة أن تلتقط له صور مع شيرى رغم الطلاق، لتصل رسالة أخرى أنهما توافقا على الانفصال كزوجين، وهذا لا يعنى أى ضغينة، وهى قيمة اجتماعية باتت نادرة فى حياتنا، حرص معز على تصديرها للرأى العام.

 فى كل الأحوال تهنئة العريس والعروس واجبة، ومحاولة رسم «بورتريه» لحلا شيحة ومعز مسعود، لا أراه أبدًا دخولًا فى المحظور!!.

 

من مجلة روزاليوسف

تم نسخ الرابط