فى زمن وباء كورونا اللعين ..كثرت فجائع الموت..وفقدنا بعض الاقارب والاصدقاء والزملاء والأصحاب ..وكل يوم. تصدمنا وسائل الاعلام. وشبكات التواصل الاجتماعى بحالات وفاة واصابات ..لنصاب بحزن عميق ووجع مؤلم . ونحن نعلم ان الموت حق.."وكل نفس ذائقة الموت" ..وان الكل سيموت فى موعده المكتوب الا سبحانه ذو العزة والجبروت..ولكن علينا ان نتقبل الحياة بحلوها ومرها وافراحها وأحزانها ..ونعمل ونصيب ونخطئ..ونتوكل على الله ونسعى فى الارض لعمل الخير ..فالأعمال الصالحات هى طريقك الى الجنة..
بعض الناس تعيش فى الدنيا بعقلية الخالدين متصورين ان الموت بعيد عنهم ..بعد ان أصابهم الغرور ..وفقدوا البصيرة ..و أعمتهم اموالهم ومناصبهم ..ونسوا ان الموت حقيقة ابدية ..تنهار امامه كنوز الدنيا ..والجاه والسلطان..
قد يتساءل البعض..مادام الموت هو مصيرنا المحتوم ..فى أى لحظة ..فلماذا نتعب ونشقى ونتصارع ..ونسعى لحفر اسمائنا فى سجلات الشرف التي قد لانشعر بها بعد موتنا؟!
قال الله عز وجل.."وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعمل ..واتقانه ..فالعمل عبادة ..وان غياب العمل ..كارثة ..لان الانسان الذي لايعمل يتحول الى عالة على الآخرين ..وان غياب العمل يعد كارثة تحط من شأن الانسان والمجتمع ..
الانسان لابد ان يعمل مادام على قيد الحياة ..ويجتهد قدر المستطاع ..فلايجوز ان نستسلم للمصاعب ..او نركن للخمول والكسل ..والاهمال ليسودنا التخلف ..
لقد رزق الله الانسان بنعمة العقل ..ليفكر ويعمل ..ويسخر علمه لخدمة البشرية ..لقد فضل الله الانسان على سائر المخلوقات واستخلفه فى تعمير الأرض ..واهداه مفاتيح تقوده للبحث والابتكار والاكتشاف العلمى ..فلا ينبغى ابدا ان يعيش الانسان متواكلا وليس متوكلا على الله ..منتظرا لحظة الموت ..دون ان يسعى ويعمل الخير والاعمال الصالحات التي هى الطريق الى الجنة .. نعم الموت هو اليقين.."واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "..وفى الموت عظة وعبرة..وفوائد عظيمة ..لنعمل الخير ..ونزهد فى زخارف الدنيا ..ونحاسب انفسنا ..ونحافظ على حقوق الغير ..
المؤمن ..يستريح بالموت من تعب الدنيا وأذاها ..الى رحمة الله عز وجل ..والعبد الفاجر ..بموته ..يستريح منه العباد والبلاد والدواب . فلتحرص على عمل الخير حتى آخر العمر ..حت تكون من المستريحين من متاعب الدنيا ..الى رحمة الله ونعيم الجنة باذن الله.



