تعودنا دائمًا أن اختراق البحر بأسراره وعالمه الخاص من مخاطر، من نصيب الرجال، حيث اتسم القطاع البحري بهيمنة الذكور؛ على مرّ العصور.. ولكن قررت المرأة أن تحطم كل قيود العادات والتقاليد، لتثبت أنها قوية، جبارة، وتتحدى باستمرار التصورات القديمة، كما تؤكد أنه لا توجد هيمنة لجنس معين؛ على أي قطاع مهما كانت الصعوبات.. لتتحدى أول فتاتين مصريتين؛ وهم " ريم الردان وميادة رمضان" وتخترقان المجال والتأهيل لتصبح هناك أول قبطان امرأة بعد حصولهما على أول جواز سفر بحري . ولمَ لا.. وذلك المجال يتسم بالانضباط والالتزام؛ وبالتالي فإن المرأة الأكثر اتسامًا بتلك الصفات؛ مما يؤهلها للنجاح.
وأيضًا في عالم البحار، استوقفني السيدات العاملات في مجال الصيد ومنهن صيادات كفر الشيخ، اللاتي بحثن عن فرص عمل مهما كانت شاقة؛ حيث أضحت المرأة تحترف الكثير من المهن الصعبة والدخول فيها لتتحدى فيه جميع الصعوبات، ولم تبخل الدولة في إطار المبادرة الرئاسية "بر أمان"، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم الصيادين، من خلال تعاون وزارة التضامن الاجتماعي مع صندوق "تحيا مصر"، والعمل على دعم وحماية العاملات في ذلك المجال، وقامت بتسليمهن شباك الصيد وبدل الصيد الواقية، بهدف مساعدتهن على أداء عملهن وحمايتهن من برودة الطقس والأجواء التي يعملن بها.
وعلى الرغم من أنه لا بد أن نفخر جميعًا بأن المرأة تحاول اختراق مجالات عمل جديدة، ومن خلالها تتوافر للنساء فرص عمل متعددة ومهمة مهما كانت شاقة، يستجيب لها جيل جديد من النساء القويات والموهوبات، إلا أنه ما يحزنني، أن الكثير من الشباب لا يرغبون في خوض المخاطر والصعاب.. ولايزالون يبحثون عن الوظيفة والمكتب!
فمن الواقع العملي الذي واجهته.. وجدت حالات كثيرة من خريجي الجامعات خاصة النظرية.. لا يرغبون في العمل المهني الحرفي بالمصانع.. وتكون دائمًا ردودهم :
" أنا خريج جامعة وأهلي لم يصرفوا على حتى اشتغل في مصنع"، وبطبيعة الحال ومع هذا الفكر المتخلف والعقيم.. تكون النتيجة - العطالة- وليست بطالة حقيقية .
والأمر المدهش أنهم في الوقت الذي يرفضون فيه ذلك العمل، يفضلون العمل على سيارة أجرة كسائق تاكسي، أو على توك توك، أو السفر بالخارج والغربة والمرمطة في غسل الصحون أو بيع الجرائد!
بالله عليكم، متى يتغير فكر شبابنا؟، ويعلم جيدًا أهمية العمل مهما كان نوعه، فهو يضفي قيمة للفرد، وبذكائه ومجهوده يمكن أن يضيف الشاب الكثير من الفكر والتقدم للوظيفة، والوصول إلى مناصب أعلى، ويحققون النهضة الاقتصادية المستهدفة للبلاد.



