وزير خارجية المجر: مصر تسلمت 259 عربة سكة حديد
أكد وزير خارجية المجر بيتر سيارتو، إلى العلاقات المتميزة التي تربطه بنظيره سامح شكري، موضحا أنهما التقيا أكثر من 10 مرات في العديد من دول العالم، مؤكدا أهمية هذه اللقاءات التي تعطي زخما وقوة أكثر للعلاقات الثنائية وتعزز المصالح المجرية والمصرية وتزيد من الفرص المتاحة لتوطيد المصالح المشتركة.
وأوضح أن العلاقات بين المجر ومصر تتميز بأنها قائمة على الاحترام المتبادل واحترام سيادة كل دولة للأخرى والتركيز على المصالح المشتركة خاصة المصالح الأمنية والاقتصادية التي تشهد تناميا ملحوظا مع مصر.
وقال الوزير المجري، إن الإنجاز الكبير الذي نتحدث عنه والذي يعد أعظم مشروع لشركة مجرية هو قرار مصر بتحديث أسطولها من عربات السكك الحديد والاتفاق مع المجر لشراء 1300 عربة قطار بقيمة تناهز مليار يورو وهي المناقصة التي فاز بها تحالف مجري- روسي، وسيتم تصنيع 624 عربة منها في روسيا، و676 في المجر.
وأضاف أن مصر تسلمت 259 عربة، وقد وصلت حاليا إلى الإسكندرية 4 عربات مصنعة في المجر، مشيرا إلى أنه سيحضر في الإسكندرية خلال زيارته الحالية لمصر للاحتفال بوصول وتسليم هذه العربات.
وأوضح أن الحكومتين الروسية والمجرية توفران الدعم المالي لهذه الصفقة عبر بنك روسي واكزيم بنك المجري، مشيرا إلى أنه بحلول سبتمبر 2023 ستصل هذه العربات بشكل متواصل إلى مصر.
وتابع أن الشركات المجرية تلعب دورا متناميا في مصر، منوها ببناء شركة مجرية مضخات مياه كبيرة في سيناء وتحديث الرافعات الكبيرة في ميناء الإسكندرية.
وقال "إننا نستعد كذلك لما بعد تدشين خط الغاز بين اليونان وبلغاريا حيث بدأت الشركات المجرية الاستعداد مع مصر في مجال الغاز الطبيعي الذي يمكن أن تحصل عليه المجر، مشيرا إلى إمكانيات التعاون مع مصر في المجال العلمي في ضوء قيام مصر ببناء مفاعلها النووي.
ومن ناحية أخرى، شدد وزير خارجية المجر على أن مصر تبذل جهدا كبيرا للغاية لوقف الهجرة غير الشرعية عبر المسار البحري إلى أوروبا، مؤكدا أن مصر نجحت على مدى 6 سنوات في وقف مسار الهجرة غير الشرعية بشكل كامل إلى أوروبا.
وقال إن مصر أثبتت بذلك للجميع كذب ادعاءات من يزعمون أنه لا يمكن إيقاف الهجرة غير الشرعية من البحر إلى أوروبا، مضيفا أن هناك الكثيرين في أوروبا يتحدثون أنه لا يمكن إيقاف الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر لكن مصر أثبتت كذب ذلك.
وأكد وزير خارجية المجر أن مصر قدمت معروفا كبيرا لأوروبا كلها بإيقافها الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر، مشددا على أن مصر تستحق لذلك كل الثناء والدعم من أوروبا.
وأوضح أن المجر لا تتفق مع من يرون في المفوضية الأوروبية بربط الدعم لمصر بمشروطية سياسية، حيث يجب أن نأخذ في الاعتبار ظروف مصر الداخلية ومصالح مصر الدولية ويجب تقديم الدعم المالي لمصر لأنه لو لم تكن الهجرة غير الشرعية توقفت لأوروبا عبر هذا المسار لكنا الآن في وضع سيئ وصعب للغاية.
وردا على سؤال حول التعاون في مجال الغاز الطبيعي والهجرة غير الشرعية.. أوضح الوزير المجري أن مسألة الغاز مهمة ومحورية للغاية في أوروبا الوسطى، ونحن حريصون للغاية لتنويع مصادر الغاز، ولذلك بدأنا نتفاوض مع مصر ونشتري الغاز المسال.
وقال إنه وبشكل عام فإننا نركز على أمرين أساسيين أولهما كيفية إيصال الغاز وأن يكون سعره مناسبا، وننتظر بناء خط الغاز بين اليونان وبلغاريا، أما الأمر الثاني القائم حاليا هو إيصال الغاز المجر عبر كرواتيا، وأن هناك فرصة لمصر لتوصيل الغاز إلى أوروبا عن طريق المجر.
من ناحية أخرى، أشار وزير خارجية المجر إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والذي شارك فيه بالأمس في بروكسيل حيث تم طرح مسألة علاقتنا بشركائنا في الجنوب.
وأضاف أنه ذكر خلال الاجتماع أنه لا يمكن أن نركز على أوضاع سياسية سلبية بل يجب أن نرى الصورة الكبيرة بأكملها ونرى أن مصر أعطت خدمة كبيرة للاتحاد الأوروبي بوقف الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن بلاده تسعى كي تقدم المفوضية الأوروبية الدعم المالي المطلوب لمصر.
وتساءل الوزير المجري عن حجم الخسائر التي كانت ستتعرض لها أوروبا بأكملها لو لم توقف مصر على مدى 6 سنوات الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر إلى أوروبا.
وقال إن الخسائر كانت ستكون كبيرة بطبيعة الحال لذلك يجب على المفوضية الأوروبية تقديم الدعم المالي لمصر.
وردا على سؤال حول رؤية مستقبل العلاقات مع دول مجموعة فيشجراد التي تضم إلى جانب المجر كل من بولندا وسلوفاكيا والتشيك، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر تولي أولوية خاصة للعلاقات مع دول فيشجراد، لافتا إلى أهمية اجتماع القمة الذي عقد خلال الرئاسة المجرية للمجموعة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة الدول الأربع لتناول كافة القضايا سواء المتصلة بالعلاقات الثنائية بين مصر والبلدان الأربعة وتنمية العلاقات بين الجانبين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
وأضاف شكري أننا نقبل على رئاسة جديدة للمجر لهذه المجموعة في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين وأيضا بين مصر وباقي دول فيشجراد، معربا عن التطلع إلى استمرار التعاون التنسيق والتشاور وسوف نستأنف في حالة انحسار كورونا وهذا ما نأمله مع توفير اللقاح، وأن نستأنف الاتصالات الكثيفة بين الجانبين حتى نستخلص المصلحة المشتركة.