المعارضة التركية تؤكد اختفاء 128 مليار دولار من خزينة الدولة.. وصهر أردوغان المتهم الأول
أثارت المعارضة التركية مجدداً قضية فقدان خزينة البنك المركزي التركي 128 مليار دولار، خلال فترة تولي وزير المالية السابق بيرات ألبيراق صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأكد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك، اليوم الخميس، أنه لا يوجد سند واحد في وثائق البنك المركزي التركي على موقعه الرسمي على الإنترنت، يكشف كيف خرجت الـ128 مليار دولار من خزينة البنك، وهو السؤال الذي طرحه لأول مرة زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو.
أوزتراك أوضح أنه لا يهم كيف تم إهدار الـ128 مليار دولار، ولكن السؤال الآن هو كيف خرجت هذه الأموال من خزينة البنك المركزي التركي؟
وتابع أوزتراك: “كيف تم بيع 128مليار دولار، ولماذا ولمن باع؟ أنظر إلى موقع البنك المركزي، أجد أن التدخلات التي يتم إجراؤها في العملة الأجنبية هناك مكتوبة واحدة تلو الأخرى. لكن لا يوجد سجل واحد بخصوص 128 مليار دولار، لا توجد شفافية”.
وعن مدح أردوغان لصهره ألبيراق، قال أوزتراك: إنه دائمًا يجمل ألبيرق، إذا كان ألبيراق جيدًا، فلماذا قمت بتغييره؟ لماذا أتيت بإدارة جديدة .. لماذا احتجت إليها؟ .. لماذا غيرت محافظ البنك المركزي؟ .. كل هذه الأمور بحاجة إلى إجابة.
يشار إلى أن البنك المركزي التركي أنفق مبالغ هائلة خلال عامين أثناء تولي بيرات ألبيراق منصب وزير المالية، قبل استقالته في نهاية 2020، في سبيل دعم العملة المحلية، بعد أن فقدت الليرة التركية كثيرًا من قيمتها أمام العملات الأجنبية، وارتفع التضخم بشكل كبير.
ويشير خبراء ومصادر مصرفية إلى أنه خلال العامين الماضيين، حدث انخفاض “غير مبرر” بنحو 140 مليار دولار في صافي احتياطيات البنك المركزي التركي، وقد تم استخدام هذه الأموال ضمنيًا للحد من ارتفاع أسعار الصرف.
وفي سياق متصل بدأ الحديث مجددا حول إمكانية عودة ألبيراق لحكومة حزب العدالة والتنمية، بعد مدح الرئيس التركي، أردوغان، صهره وزير الخزانة والمالية السابق، رغم فشله الذريع.
وتتواتر أنباء عن إجراء أردوغان لتعديل وزاري قريبا، والذي من الممكن أن يعود من خلاله ألبيراق إلى الساحة من خلال تولي وزارة الطاقة والموارد الطبيعة التي تولاها من قبل، أو ربما يسند إليه منصبًا في الحزب لحاكم.
وأكد مصدر مقرب من حزب العدالة والتنمية لصحيفة زمان التركية، أنه سيكون هناك تغييرا لبعض الوزراء المتعبين، مشيرا إلى أن البيرق قد يأتي إلى وزارة الطاقة.
وقال المصدر نفسه، “خلال الأسبوعين الماضيين، كان هناك حديث عن أجندة مثل تولي ألبيراق منصبًا رفيع المستوى في الحزب أو أن يكون في مجلس الوزراء كوزير للطاقة.
واحتلت تركيا المرتبة الأولى في العالم عام 2020، من حيث انخفاض احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي.
رجب أردوغان حاول مؤخرًا إظهار رصيد ضخم لاحتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي. وفي محاولة لخداع أنصاره خلال المؤتمر الدوري السابع لحزب العدالة والتنمية بولاية إزمير، زعم أردوغان أن احتياطي البنك المركزي التركي من النقد الأجنبي بلغ 95 مليار دولار بعدما كان يقدر بـ 27.5مليار دولار فور تولي حزب العدالة والتنمية سدة الحكم.
لكن الخبراء الاقتصاديين ردوا على مزاعم أردوغان موضحين أن الرئيس التركي يجمع رصيد البنك المركزي من الذهب والقروض مع رصيد النقد الأجنبي لإظهار رقم كبير، بينما رصيد النقد الأجنبي وحده منخفض.
ووفق أحدث البيانات، فقد رصيد احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي في 12 فبراير 646 مليون دولار. وأصبح رصيد النقد الأجنبي لدى “المركزي التركي” 53 مليار دولار و 720 مليون دولار، بعد أن كان إجمالي احتياطي النقد الأجنبي 54 مليار و366 مليون دولار في 5 فبراير.
وبينما تقول الحكومة إنها تريد الوصول إلى هدف 5 بالمئة للتضخم النقدي، يقترب التضخم في تركيا بالوقت الحالي من 15 بالمئة ما يعكس الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد.



