الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

اليوم سوف نعرج على الإعلام التكنولوجي ومدى أهميته للكادر الدبلوماسي بصورة خاصة وللقيادة والإدارة وعامة شرائح المجتمع بصورة عامة، حيث نشاهد ونسمع بأن الرئيس الفلاني قد غرد بموضوع ما حول نقطة معينة من وجهة نظر الشخصية، وبالتالي يكون قد أحرج دبلوماسية وسياسة بلده الخارجية أم حتى الداخلية ووضع وسائل الإعلام لذلك البلد في موقف محرج، لعدم أفصاحها وبث التغريدة على شكل بيان أم سبق صحفي ، لذلك سوف نتطرق الى الإعلام التكنولوجي وتأثيره المباشر على على الكادر الدبلوماسي والقاعدة الجماهيرية وخاصة في وسائل الاتصال والتواصل الجماهيري.

 

إن وسائل الإعلام اليوم هي ليست إعلام السبعينات والثمانيات من القرن الماضي، أتذكر كنا ننتظر الطائرة الفلانية القادمة من أوربا لتجلب معها المجلات والصحف  لكي نقرأ ما منشور في ذلك البلد من جميع الأنشطة سواء السياسية أم الاقتصادية أم الرياضية.

 

الإعلام التكنولوجي أو الإعلام الحديث هو إمتداد الى الإعلام التقليدي أو القديم أن صح التعبير، والمشترك بين جميع أنواع الإعلام هو وجود مادة معينة أو حدث جاهز للنشر، بالاضافة الى وجود المُرسل والمُتستقبل ولكن الفرق هو في التطور التكنولوجي الذي حصل والتمدد الأجتماعي الجغرافي في السنوات الاخيرة لوسائل التواصل الأجتماعي، على العكس في السلك الدبوماسي حيث نجد ثبات هيكل الكادر الدبلوماسي على مدى السنيين الماضية في إداء مهام البعثة الدبلوماسية ومثال ذلك نلاحظ بأن مهمة السفير ثابتة منذ نشأتها الى الآن وكذلك القنصل والقائم بالأعمال نفس المهام والواجبات الموكلة اليهم من المركز.

 

إن التغيير التكنولوجي في وسائل الاتصال والتواصل غير كثيرا من معالم الدول وحضارتها وتقاليدها، فعلى سبيل المثال يعتبر" صندوق التلفون telephone Box  "أحد أشهر معالم بريطانيا وأهم وسيلة لنقل الخبر في القرن الماضي الا أن التطور الكبير وسيل من النظريات المبتكرة أصبح هذا المٌعلم جزءا تاريخيا في زمن كان، بالاضافة لمجموعة كبيرة من الصحف الورقية المعتادة نشرها بكافة أرجاء المملكة المتحدة. أن  الإبتكارات الإلكترونية السريعة والتي تحدث بالساعات بل بالثواني جعلت الإعلام يأخذ مسار آخر في الوصول الى المُستقبل وفي بعض الأحيان بعيداً عن الحنكة والرقابة اللغوية وتحرير الخبر فنلاحظ كثيرا من وسائل الإعلام المرئية تعتمد على خبر مُرسل لها لمواطن من داخل الحدث ليكون لها سبق صحفي ينشر لديها على وسائل الإعلام المختلفة لتكون هي المصدر الرئيسي لذلك.

 

يعرف الإعلام الحديث أو التكنولوجي بانه أجندة وملابس جديدة بأدواتها التكنولوجيا وشبكاتها بمختلف أنواعها، وهنا يطرح السؤال؛ ما مدى صحة ومصداقية الخبر المنقول من هذه الوسائل سواء الشخصية أم حسابات الرقمية للوزارات والهيئات الحكومية والخاصة؟

 

كان الإعلام التقليدي محدود الانواع هو المقرؤء( الصحف والمجلات والنشرات الخاصة) والمسموع ( الاذاعة ) والمرئي ( التلفاز بجميع قنواته المحدودة) وقد يكون هناك نشرة مترجمة بفترة زمنية محددة، أما الآن والإعلام الحديث تتسع مجالأته وأنشطته ومساحته، ولا مجال لذكرها والتي تعتبرمن أعمدة النشر الإعلامي السريع سواء (التوتير / الانسجترام / الوتساب / الفيس بك ) ووسائل أخرى كثير ما يعتمد عليها الإعلام الحديث في نشر خبر أو أقتناص مادة فلمية معينة.

 

أما الكادر الدبلوماسية والإعلام التكنولوجي فإن الدبلوماسية كهيكل عام لم تتغير ولكن تتسارع لإقتناص ردود الأفعال من القاعدة الجماهيرية لتبني عليها صورة محددة وحسب المادة المطروحة للنقاش والتي تتفاعل مع الجمهور أن كانت رسمية صادرة من جهات حكومية رسمية أم شخصية بحته فكل هذه الأحداث التي تتسارع بالثواني، فأن الدبلوماسي الناجح عليه إقتناص ما هو مطلوب من خبر أم حدث معين وأن كان سلبياً لغرض التحليل والوصول الى نقطة معينة قد تستفاد منها دولته؛ فعلى سبيل المثال يتداول على توتير تصفية أصول مشروع سياحي معين فعلى الدبلوماسي إقتناص هذه الفرصة لغرض توظيفها لدولته والشروع لتحليل الخبر ومن ثم التأكد من مصداقية المعلومة والشروع في أرسالها لدولته من باب الأستثمار الخارجي وبذلك حقق هدفين أساسين لوظيفته الدبلوماسية وهو دعم بلده أقتصادياً وإبراز دور السفارة لخدمة أهداف أستراتيجية لبلده ذات مردود مالي كبير، وكل هذا جاء من خلال الإعلام الحديث التكنولوجي وإصياد الخبر من خلال متابعة وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد بملايين الأخبار يومياً، وبذلك يعتبر الإعلام الحجر الأساس لرفد كثير من العلوم والمجالات وليس الدبلوماسية فقط ، وعلى الكادر الدبلوماسي أو بالأحرى القادة والمدراء وجميع الموظفين وعامة الناس مواكبة هذه التطورات والقفزات التكنولوجيا لغرض الاستفادة منها في حياتهم الشخصية أو الرسمية و لايكون العمر هو مشكلة في ذلك.

 

دبلوماسي سابق  

تم نسخ الرابط