الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

أيام قليلة ...ونحتفل بعيدها الـ 32 دائما شامخة، رغم أنف الحاقدين فعلى الرغم من مساحتها الصغيرة التي تتجاوز الكيلو متر بأمتار قليلة حوالي 1090 كيلو مترا مربعا، ...إلا أنها لم تأت إلينا بالساهل وتم اقتناصها من عرين الأسد بعد سنوات طويلة من المفاوضات والتحكيم ...طبعا عرفتوا من هي!!!  ... إنها "طابا" القطعة المصرية من الجنة؛ التي شهدت ملحمة الصمود أمام مراوغة المفاوضين الإسرائيليين...حتى جاء التاسع والعشرين من سبتمبر عام 1988 ...ليرتفع علم مصر على أرضها ولن يُنتكس أبداً... بمشيئة الله.   ويعد استرداد طابا، ليست مجرد ذكرى سنوية للاحتفال ومراسم رفع العلم عليها فقط في محافظة جنوب سيناء وخلال الاحتفالات بعيدها القومي، بل أنها عبرة ووعظ لأولادنا ودروس يجب حفرها على الجبين حتى تكون إنارة لهم على الطريق، طوال حياتهم وتورث لأجيالنا على مر الزمان، وتعلم الصبر والمثابرة على استرداد الحقوق، وليست بأي حقوق ...إنها الكرامة والوطنية والعرض، الذي لا يمكن التفريط في تراب أي جزء منه.

 فلابد أن نتذكر أنها سنوات من النزاع القانوني في المحاكم الدولية، لأول تسوية من نوعها في الشرق الأوسطـ، ومنذ الخامس والعشرين من إبريل 1982 وهو تاريخ تحرير شبه جزيرة سيناء، لم تكن تمت استعادة طابا وبدأت رحلة   استعادتها من خلال مفاوضات مباشرة استمرت على مدى 4 سنوات ، ولكن حاول الطرف الثاني فرض سياسة الأمر الواقع وقام ببناء عدد من الفنادق والقرى السياحية ، حتى يطبق المثل "يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء "؛ وعلى ذلك فشلت المفاوضات وتم اللجوء للتحكيم الدولي، فى جنيف الذي استمر  على مدار عامين  ليعلن القاضي السويدي "جونار لاجرجرين"، رئيس هيئة التحكيم الدولي، حكمه التاريخي في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 1988 بقاعة البرلمان بجنيف، "أن وادي طابا بأكمله وبما عليه من  إنشاءات سياحية ومدنية هي أرض مصرية خالصة".

وبالله عليكم !!!  كم منا يعرف من هم الجنود المصرية لا أقصد محاربين وليس كلهم عسكريين ؛  الذين شاركوا فى مرحلة  التحكيم وحفروا بخبراتهم  طريق النجاح حتى وصلت  القضية إلى الحكم لصالحنا ؛ ولازال البعض منهم على قيد الحياة-  أطال الله فى أعمارهم -  ليكونوا شهداء على حقبة هامة فى تاريخ الكرامة المصرية..ومن حقنا ترديد أسمائهم بهذه المناسبة الاحتفالية لعودة طابا؛ ونفخر بمصريتهم وذكائهم فى تلك المرحلة الهامة من التحكيم ؛ حيث تم تشكيل اللجنة القومية العليا لطابا وضمت خبرات  عسكرية ، وفى مقدمتهم  اللواء عبد الفتاح محسن مدير المساحة العسكرية فى ذلك الوقت . وكفاءات قانونية وتاريخية وجغرافية ومنهم وحيد رأفت، نائب رئيس حزب الوفد، ود. مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي، والمؤرخ يونان لبيب رزق، فضلا عن عدد من الدبلوماسيين، على رأسهم نبيل العربي.

وقام ذلك الفريق من الخبراء الذي تحول إلى هيئة الدفاع المصرية عن طابا في التحكيم الدولي بتقديم أسانيد ووثائق تؤكد حق مصر التاريخي في منطقه طابا، تمتد من عام 1274، وغيرها ...، إلى أن نجحت فى الحصول على الحكم التاريخى لصالح مصر في جلسة علنية عقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين معلنة عودة طابا إلى أحضان الوطن المصري.

وأسدل الستار في سبتمبر 1988 بإصدار هيئة التحكيم حكمها التاريخي، لتنتهي قضية طابا برفع علم مصرفوق أراضيها في 19 مارس عام 1989، بعد معركة سياسية ودبلوماسية استمرت لأكثر من 7 سنوات، وأصبح الاحتفال في ذلك اليوم   من كل عام بعودتها للأراضي المصرية.

وفى الواقع ..لم تنتهى الحرب والصراع على أرض الفيروز كلية و طابا كجزء منها ؛ وحتى الآن لازال الصراع مستمرا ولكن بصورة أخرى ممثلة في خفافيش الظلام وتصدير الإرهاب ؛ فلابد أن تعلم  الأجيال أن الحرب لم تنتهى وتحتاج إلى التذكرة دائما ؛ بأهمية الحفاظ على سيناء الغالية ؛ وأنه رغم صغر مساحة " طابا "  فهي   تمثل أهمية استراتيجية حيث  تقع علي بعد 7 كيلومترات من الميناء الإسرائيلي أيلات شرقاً، وعلي بعد 245 كيلومتراً شمال شرقي شرم الشيخ ذات الأهمية الكبرى في المرور داخل العقبة وعبر مضيق تيران علي مدخل الخليج، كما تتمتع أبار  طابا بمخزن ضخم من المياه العذبة. بخلاف الأهمية السياحية لها حيث تتميز طابا بأنها مدينة حدودية تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، ويأتي إليها عدد كبير من السياح من جميع إنحاء العالم.

والستم معي أننا؛ في حاجة دائمة إلى التوعية بكنز اسمه ارض السلام وطابا؛ وإشعال الوطنية بصورة متواصلة لحماية أرضنا الغالية والتي من أجلها يستشهد ولازال الكثير من أولادنا حتى لا تعطى الفرصة للمتربصين بها؛ وخير الدفاع؛ مساندة الخطط التنموية لأرض الفيروز والتي بدأت تحتل أولويات أجندة الدولة بقيادة الرئيس "السيسي"؛ فالتنمية هى أساس وئد قوى الشر؛ وضمان الحياة الكريمة لأهلها. !!  

تم نسخ الرابط