الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

لا جدال أن كل أم تستحق منا  التكريم والشكر والثناء  فهى التي  تمنح  على الدوام بلا انتظار، وتغفر دون اعتذار.

ولا تنتظر سوى أن يقف أبناؤها بصورة صلبة لتكملة مشوار حياتهم الخاصة حتى لو كانوا بعيدين عنها .

ولكن فى الحقيقة هناك أمهات تعطى وتمنح وقلوبهم تدمى على مر الزمان؛  من رؤية أبنائهن نتيجة اختلافهن عن باقى الأطفال؛ وتضيف إلى ما تفعله الأمهات العاديات قوة وصلابة؛ هل عرفتم عن من أتحدث ؟  إنهن أمهات ذوو الاحتياجات الخاصة!!!.

فى الواقع قصة الحاجة روحية " ذات الـ 70 عاماً التي تدخل فيها الرئيس" السيسي " لحل مشكلة ملكية منزلها  وفض نزاعها مع الأوقاف؛ والتي تقطن بقرية منشأة السادات التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، قد فجرت، جراحات وآلاما كثيرة فالموضوع ليست ملكية منزل، ولكن الحاجة  " روحية"  لديها ثلاثة أبناء فى  سن الشباب جميع  من ذوي الإعاقة وطوال عمرها  تعمل على رعايتهم بمفردها؛ لتضرب بخدمتها  لأبنائها مثالا يحتذى به في الصبر والكفاح وشرف كبير للمجتمع بأكمله، وجعلتنى أذرف دموعا موجعة سواء من قصتها أو قصة كل ام من ذوى الاحتياجات الخاصة .

لقد أثارت قصة الحاجة "روحية " العديد من الأمور التي يجب الانتباه لها جميعا سواء أفراد، مجتمع مدني، وليس الدولة فقط . فلابد من الاعتراف أننا جميعا

 مقصرون فى حقهم !!

فهناك احتياجات غير عادية يجب توافرها للأمهات ذوى الإعاقة فعلى الرغم من أنهن  مرهقات طوال الوقت؛ لا يطلبن المساعدة.  فالحياة اليومية مع طفل ذي احتياجات خاصة ؛ ليست بالأمر اليسير؛ بدءا من  اضطرابات فى النوم؛ فهو ليس له مواعيد محددة فى نومه بعد يوم إرهاق، وبالتالى الأم لاتتمكن  النوم بعد يوم شاق وطويل من الإرهاق ولكن لابد أن تظل مستيقظة لمراقبة الطفل حتى لايؤذى نفسه  فهى تحتاج إلى المراقبةال 24 ساعة، وغيرها من الصعوبات ؛ فهن ليسوا متعبين فقط، بل منهكون ومستنزفون. والاكثر صعوبة أن هؤلاء الأمهات لا يشكون أو يعربن  عن تعبهن وصراعاتهن ولكن دائما  يقولن أننا "بخير".

ولابد ان نعترف ان أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة،  أمهات اختارهن الله دون غيرهن للامتحان ورغم قسوة الاختبار  إلا أنهن تعلمن الصبر والعزيمة وتعلمن كيف يتخطين الصعاب بدون كلل أو ملل؛ كما أنهن، أمهات لم يخجلن من إعاقة أبنائهن بل يؤكدن انها وسيلة أرسلها الله عبر أبنائهن للآخرين ليثبت قوتهن وقدراتهن في الإبداع وتجاوز المحن·

ويؤكدن دائما ان أطفالهن هم أمانة في أعناقهن في صحتهم وسقمهم، وعلمهم ودينهم وكل شيء ممكن ان يقدم  لهم دون تردد.

والأكثر من ذلك هناك الكثير من الأمهات حولن إعاقة أبنائهن إلى قصص نجاح واستطعن تحدّي إعاقتهم. 

وفى الحقيقة مهما تحدثنا عن معاناة الأمهات ذوى الاحتياجات الخاصة؛  لن نفيهن حقهن ولكن ماذا علينا نحن كمجتمع أن نفعله فى محاولة  مشاركتهن آلامهن أو  التخفيف عنهن بطبيعة الحال ليس مهمة دولة فقط ولكن النسيج المجتمعى بالكامل لابد أن يتعاون ويتكاتف !!!.

ورغم  الدور الأساسي الذي تقوم به منظمات ذوي الاحتياجات الخاصة والذي  يتلخص بجعل كلمة ذوي الاحتياجات الخاصة مسموعة لدى عامة الناس والتعريف باحتياجاتهم،   ولكن ليس هناك التركيز الكافى على الأمهات التي تراعى هؤلاء الأطفال ؛ و لكن هناك  الحاجة إلى اعطاء اهتمام أيضا بالأم التي تراعى هؤلاء الأطفال ذوى الاحتياجات  وزيادة  عقد دورات تدريبية للأمهات في مجال رعاية شديدي الإعاقة وتأهيلهم  وأيضا  إرشاد الأسرة وتوجيهها لكيفية التعامل مع بعض.

وبالله عليكم ألستم معى؛ أن  هناك الحاجة إلى المزيد ؛ وفى مقدمتها  إعداد حصر شامل بالأسرة والأمهات التي لديها اطفال ذوي الإحتياجات الخاصة؛ حتى يكون هناك تواصل مستمر مع تلك الأسر وخاصة الأم  والتعرف على متطلباتها  واحتياجاتها صحيا، اجتماعيا، ماليا، نفسيا حتى يتوافر لديها القدرة على مراعاة اطفالها؛ فالاهتمام لا يكون فقط  بذوي الاحتياجات ولكن بالأم والأسرة  التي تقوم برعايتهم ؛  ولا جدال أن  توافر قاعدة البيانات عن تلك الأمهات  سيجعلنا  على معرفة دائمة بمشاكلهم، وليست بمحض الصدفة مثل  الحاجة " روحية". 

تم نسخ الرابط