الحادث مؤلم.. هز مشاعر مختلف أطياف الناس الذين أصابهم الحزن العميق.. وتألموا لسقوط ضحايا أبرياء في تصادم قطاري سوهاج.. ولكن المشهد أكد تضافر جهود الدولة، وسرعة انتقال الحكومة بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي لموقع الحادث، وتسابق أهل الصعيد لإنقاذ المصابين والتبرع بالدم.
الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر في كلمات مؤثرة عن حزنه، وأصدر توجيهات للحكومة بسرعة صرف التعويضات الملائمة لأسر المتوفين والمصابين وتوفير رعاية طبية كاملة لكل المصابين وسرعة تأهيلهم ورعايتهم بشكل متكامل.
وصرف معاش ثابت خاص لكل من تسبب له الحادث في نوع من العجز يمنعه من أداء عمله، وفي نفس الوقت وجه الرئيس بتطبيق الإجراءات التي من شأنها ان تحقق التوازن بين اكتمال مخطط التحديث الجذري للسكة الحديد، مع استمرار تشغيل القطارات وضمان تعزيز معايير الأمان والسلامة للركاب، وأيضا تطبيق العقوبة الرادعة لكل من تسبب في الحادث بالإهمال أو التقصير، في أداء عمله.
الحادث وقع.. في مرحلة تقوم فيها الدولة بتطوير السكك الحديدية.. بتكاليف حوالي 225 مليار جنيه، وفقا لتصريحات المهندس كامل الوزير وزير النقل الذي قال: إن الدولة خصصت تريليونًا و500 مليار جنيه لكل قطاعات النقل بالإضافة لشبكة قطار سريع من 3 خطوط كهرباء بتكاليف تصل إلى 360 مليار جنيه.
فالدولة تقوم بتطوير مرفق السكك الحديد ليس فيما يتعلق بالعربات والجرارات ووحدات الأجهزة والتحكم الحديثة والابراج والمزلقانات فحسب وانما بالعنصر البشري وتدريبه ورفع كفاءته.. لان الأجهزة الحديثة تتطلب عمالة مدربة على اعلى مستوى، فالعمالة غير المدربة لم تعد صالحة للأجهزة الحديثة في عالم السكة الحديد والنقل، فمعظم الحوادث التي تقع في عالم النقل برًا وبحرًا وجوًا تكون دائما بسبب العنصر البشري.
وقد استوقفني مثل غيري نزول النائب العام المستشار حمادة الصاوي بنفسه إلى موقع الحادث على رأس فريق النيابة.. واتخذ حزمة من الإجراءات لمعرفة ملابسات الحادث والتوصل للأسباب الحقيقية التي أدت لهذه الكارثة.
ومن بين الإجراءات إجراء تحليل مخدرات للسائقين ومساعديهم وعامل المزلقان.. وحظر إصدار أي بيانات حول أسباب الحادث إلا بعد انتهاء التحقيقات.
في الحقيقة هناك بعض الشائعات التي روجها بعض الاشرار واعداء الوطن حول الحادث.. ولكن المرجح كما قال وزير النقل ان سائق القطار الخلفي قد أخطأ واهمل.. لأنه لم يرد أو يجب على اتصالات سائق القطار الأمامي الذي توقف لأن أحد الافراد قد قام بشد بلف فرامل الهواء وهو ما ترتب عليه توقف القطار.. فليس هناك.. ذنب أو خطأ على سائق القطار الأمامي.. ولكن التحقيقات لا شك ستكشف عن ملابسات وأسباب الحادث الأليم.



