عاجل
السبت 16 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

نجوم الكرة الكبار كانوا يلعبونها فى البدايات

اعرف تاريخ الكرة الشراب فى مصر والدورات الرمضانية ..وأسرار كشافي اللاعبين

الكرة الشراب
الكرة الشراب

كرة القدم بالنسبة للشعوب هي عصب الحياة، وتعتبر اللعبة الشعبية الاولى في العالم، يبدأ الطفل اللعب بالكرة منذ الصغر.



في بداية القرن العشرين وجدنا الأطفال يلعبون في شوارع مصر بشئ صغير غير كامل الإستدارة، يطلقون عليه كرة شراب أو كرة الكولة، والسبب في ظهور هذا الشئ اليدوي الصغير هو عدم توفر الإمكانيات في الماضي لشراء كدة قدم، مثل التي يلعب بها المباريات كما يشاهدونها في التلفاز.  فكان كل ما عليهم هو إحضار قطن، وخيط، وإسفنج، وكولة، ويتم وضع القطن والإسفنج في الشراب، ولف الخيط عليهم، وفي النهاية يتم لصقهم بالكولة. إنتشرت هذه الفكرة بين الناس حتى أصبحت يقام لها بطولات في الأحياء الشعبية، وكان كشافين الأندية يأتون لمشاهدة هذه المباريات، وبالفعل تم اختيار لاعبين كُثر، وانضمامهم لفرق كبيرة بالدوري الممتاز.

 

ومن أشهر كشافي اللاعبين في مصر عبده البقال، الذي كان يجوب الشوارع، والحواري، ليشاهد المباريات، ويضع عينيه على اللاعب المميز، وإحضاره للنادي الأهلي، الذي كان يعشقه، وبالفعل كان السبب في وجود أساطير صنعوا تاريخ الأهلي، مثل صالح سليم، وثابت البطل، وطه إسماعيل، وعبد العزيز عبد الشافي، وغيرهم ممن صنعوا الأمجاد. ثم ظهرت الدورات الرمضانية، وهي بطولة ينظمها مجموعة من الأشخاص تقام في الشوارع بمشاركة عدد من الفرق، يلعبون دور المجموعات ثم التأهل للأدوار الإقصائية، ثم يصل فريقين للمباراة النهائية التي يشاهدها الجميع في المنطقة التي تقام فيها الدورة، ويحصل الفائز على كأس البطولة. لُعبت الدورات الرمضانية في الماضي بالكرة الشراب، وكانت المتنفس الوحيد للجميع سواء الكبار أو الصغار، ينتظرون المباريات بشغف وحماس.

أشهر أماكن لعب الكرة الشراب في مصر

 

 أشهر الأماكن التي كان يقام بها بطولات الكرة الشراب في الدورات الرمضانية هي، شبرا، وروض الفرج، وبولاق أبو العلا، وإمبابة، وعين شمس. ويقول لاعبي الكرة الشراب، إن هذه الكرة هي الكرة الحقيقية، لأن متعتها لا توصف، ومن يلعب الكرة العادية دون أن يمارسها فأنه لم يلعب كرة. إذ أن لاعب الكرة الشراب صاحب مهارات عالية، ربما بحكم العدد القليل الموجود في الملعب، فإذا تباطئ لاعب واحد، ينكشف بسرعة، وهذا هو السبب في جعل البعض يكتسبون شهرة كبيرة، لأنهم يفعلون بالكرة، ما يحلو لهم، ويستعرضون بها كأنهم بهلوانات.

أشهر اللاعبين

 

 محمود الخطيب أسطورة الأهلي ورئيسه الحالي، لعب الكرة الشراب في عين شمس، حيث نشأ، وهي من الأسباب التي أدت الى تكوين مهارة بيبو. وأيضا حسن شحاته، الذي لعب الكرة الشراب في كفر الدوار، في طفولته، والراحل حسن الشاذلي، ومحمود أبو رجيلة، وعيد عبد الملك. لاعب الكرة الشراب يكون موهوب أو بالمعنى الدارج “حريف”، يرجع ذلك لصعوبة التحكم في الكرة، لأنها غير كاملة الإستدارة، إبحث عن أصل اللاعب الحريف في مصر، تجد أنه كان مغرم، بلعب الكرة الشراب وهو صغير

بداية النهاية

 

بدأت فكرة الكرة الشراب في الإندثار، مع مرور الزمن، بعدما قام لاعبي الشارع بشراء “كرة كفر”، كما كان يطلق عليها حينئذ، ويلعبون بها، وفي الغالب يكون صاحب الكرة، هو المُتحكم الوحيد في كل شئ من إحتساب ضربات الجزاء، والفاولات، وغيرها فهو “صاحب الكورة”، وجيل التسعينات يفهمون هذا الشئ جيدًا.

ومع إختفاء الكرة الشراب، وجدنا ندرة في عدد اللاعبين الحريفة في مصر، أما الان فنحن في 2021، تحول الأطفال الى لعب الكرة في الأندية التي يشتركون بها، وأيضًا ظهور الملاعب الخماسية للإيجار بالساعة، وبذلك نجد أن اللعب في الشوارع إختفي تمامًا، بالرغم من أنه كان يتسبب في إزعاج للسكان المحيطين بالشارع، ولكنه كان ممتع وله بريق خاص.

ويشار القدر في هذا العام نتعايش مع فيروس كورونا الذي أجبرنا على الحد من التجمعات، وهو ما جعل رئاسة الوزراء تصدر قرار بمنع الدورات الرمضانية، في الأندية وفي الشوارع، والجميع ينتظر التخلص من هذا الفيروس اللعين للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى والإستمتاع بمباريات الدورات الرمضانية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز