الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أمجد المصري يكتب: ليلة للتاريخ

امجد المصري
امجد المصري

لم تكن مجرد حلقه في مسلسل رمضاني شاهدها الناس ثم إنصرفوا إلى امور حياتهم المعتاده ولكنها كانت ليله لتوثيق حدث جلل مرت به مصر منذ ثماني سنوات وكان له أثر كبير فى مجريات حياتنا  من بعده .. ليله أجتمع فيها أهل مصر امام الشاشات ليشاهدوا ويتذكروا ما حدث ويروا ربما للمرة الأولى صورًا ومشاهد مصورة لعملية فض أعتصام رابعه لأول مرة منذ الحدث.

حالة من الترقب والانتظار سادت عموم البلاد وربما فى بلاد أخرى انتظارًا لتلك الحلقه التي جاءت لتضع الجميع أمام مسؤوليه تاريخيه شديدة الأهمية وهى أن نوثق ماحدث وننقله لأجيالنا القادمه ونفند للعالم كله مزاعم الجماعه الإخوانيه حول هذا اليوم ونقتل للابد فكرة (المبكاه) التي صدروها للعالم بالباطل حين صوروا لهم أن الأمر كان اعتصام سلمي تم فضه بالقوه الغاشمه . عفوًا لم يكن الأمر كذلك وإنما كانت معركه بين الحق والباطل تم التعامل معها بكل الوسائل الممكنه وبالتدريج بدافع إنهاء تلك البؤره الإخوانيه قبل ان تتحول إلى ذريعه قد يستغلها البعض لإحباط ثورة المصريين ضد الجماعه ومرشدها والتدخل فى الشأن المصري حينها.

مشاعر من الحزن الممتزج بالفخر كانت حاضره بقوه فى اغلب تجمعات المصريين الملتفين حول الشاشات وهم يشاهدون هذه الجرعة المركزة من الحقائق وهذا الفجر الإخواني فى الكذب والخداع طوال سنين رغم قسوة بعض المشاهد وخاصة مشهد اقتحام قسم كرداسه وإستشهاد ابطال ورجال القسم الذين دافعوا عن مكانهم بكل شرف وبساله حتى سقط اغلبهم شهداء للغدر والخسه الإخوانيه . بعد سنوات طويله سقطت كل وريقات التوت وشاهد المصريون حقائق موثقة بأقل قدر من الأحداث التي كان يمكن عرضها احترامًا لمشاعر اهالى شهداء الضباط والجنود الذين استشهدوا فى عملية الفض.

حين تلعب الدراما دورها بشكل واعٍ ومدروس وأسلوب احترافى لتعرض حقائق وتزيل اللبس حتى وان جاءت قاسيه بعض الشىء ولكن سيظل الأختيار دائمًا بين ان تكشف للناس ما غاب عنهم من احداث وبين ان تترك الساحه خاليه لكل من تسول له نفسه تزييف التاريخ واللعب على المشاعر واستغلال الأحداث لتحقيق لمصالح الشخصيه وجنى المكاسب السياسيه فى الداخل والخارج . يبدو ان الرهان كان على فضح الزيف الإخوانى المعتاد عبر تاريخهم الممتد ويبدو ان هذا ما اصابهم بالجنون الذي بدا واضحًا قبل وأثناء وبعد عرض الحلقه فى كل قنواتهم الماجوره ومواقعهم الأليكترونيه التي تبث سمومها من خارج الحدود .. كان الأمر قاسيًا علىهم حقًا حين شاهدوا أنفسهم أمام مرآة التاريخ الحقيقيه دون تزييف أو طمس.

مازال الفن قادر على توصيل الحقائق والرسائل وما زالت القوى الناعمه قادره حين تُبدع أن تكون جيشًا للوطن يبنى ويدعم ويكشف كذب اعداء الوطن الذين يغرسون فى أرضنا وعقول صغارنا ضلالًا من اجل كسر عزيمتنا وبث الفتنه بيننا وهدم حالة الإصطفاف الوطني التي كانت وستظل موجوده حتى وان خفتت احيانًا ولكنها عبقرية هذا الشعب المتلاحم دائمًا فى المحن مع مؤسساته وقيادته وآيامه الثقال.

نعم كان اليوم ثقيلًا ولكنه كان ضروريًا ان نشاهد تلك الحلقه ونشرح لأطفالنا الذين لم يعيشوا تلك الأحداث حقيقة ماجرى لننهى تلك القصه للأبد ونتفرغ لإستكمال بناء دولتنا الحديثه بأيادى ابناءها المخلصين دون غيرهم فعليهم الرهان وبهم نستطيع .. حفظ الله بلادنا الطيبه من المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن.. حفظ الله الوطن الغالي.

تم نسخ الرابط