الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

هناك العديد من الحملات والمبادرات نشهدها بصورة متواصلة؛ ولا أشكك في مدى الاستفادة منها؛ والمردود الإيجابي على المجتمع منها.. ولكن هناك حملات؛ لا بد أن تستوقفك؛ حيث إنها تمثل روح الحياة وأصل البقاء.. التي لا يمكن لأحد الاستغناء عنها مهما كانت الأسباب؛ وقطعةٌ من الوجدان والرّوح تمنح الإنسان الأمان والطمأنينة، والهويّة التي لا يمكن التخلّي عنها.. هل عرفتم أتحدث عن إيه؟ إنها حملة حب الوطن التي أطلقها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف؛ تزامنًا مع ذكرى العاشر من رمضان ونشرها بـ13 لغة.

في الواقع؛ تلك الحملة؛ لا يجب أن تكون مرتبطة بذكرى معينة؛ لكننا في حاجة إليها في كل زمان ومكان؛ لأن قيمة الوطن وأهمية الدفاع عنه.. لا بد أن تسري في دمائنا فإذا كان ببساطة الفرد يحافظ ويدافع بكل قوة؛ على الوحدة السكنية التي ولد وتربى واستقر فيها وانتمى إليها.. فكيف يكون حبه ودفاعه عن البلد "الوطن" الذي شهد ميلاده وتمتع بكل خيراته من تعليم وصحة وغيره.. فمن الطبيعي بل الواجب أن يدافع عنه ويحميه بكلّ ما يملكه ويستطيعه من قولٍ أو فعلٍ. وأن يحافظ على تماسكه، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره.

 

وفي الحقيقة لسنا في حاجة إلى ترديد شعارات حتى نقول إننا نحب وطننا؛ فهناك واجبات كثيرة علينا جميعا لا بد أن نترجمها إلى عمل حقيقي تثبت حبنا للوطن والدفاع عنه ضد أي زعزعة لأمنه واستقراره؛ سواء كان ذلك بالقول أو الفعل.. والعمل على دعم الوطن في الأزمات ومساندًا والوقوف بجانبه ضد أي محاولات خارجية للنيل منه. 

 

وهنا أقتبس مقولة أبو الأدب الأمريكي مارك توين "لا تنخدعوا بنظرات الحنين الزائفة في وجه من يتظاهر بالوطنية، وهو غير ذلك".

 

فحُبُّ الوطن ليس تعبيرات رمزية لحظية، أو شعارات تبرز في يوم أو مناسبة معينة.. لكن حالة من التعايش الوجداني والمساهمة أيضا مع كل ما يمر به الوطن سواء من نهضة تنموية؛ أو الذود عن كل خطر يهدده أو يهدد موارده وثرواته كواجب على كل مواطن يعلم معنى قيمة كل ذرة من تراب بلاده؛ بكل ما يمكن دون تردد أو تكاسل.. فالحفاظ على الوطن وكنوزه مهمة كل فرد يعيش على أرضها أو خارجها.. وليس مسؤولية قيادة ودولة فقط.. بل تلاحم كافة قوى الوطن للوصول به إلى بر الأمان.

 

وهذا ما نحتاج إليه بقوة الآن.. إلى جانب عدم ترديد الإشاعات الهدامة التي تخدم أغراض المأجورين للنيل من تنمية وأمن بلادنا.

 

أولستم معي أن هناك الحاجة إلى ترسيخ معاني حب الوطن لدى أطفالنا منذ الصغر للحفاظ على خيراته وأن ذلك يحقق الحياة الآمنة والكريمة التي يحلم بها الجميع.. حتى لا يقعوا في براثن الشر والانحراف والتسفيه بمعنى وقيمة وطننا وترابه الغالي الذي ضحى من أجله الكثير ولا يزال حتى الآن يموتون من أجل الحفاظ عليه وحمايته!

 

تم نسخ الرابط