فضحتها كاميرات المراقبة.. جريمة في الحي الهادئ
كعادتها كل يوم، نزلت لمساعدة أبيها في العمل وإعانته على المعيشة، حملت أكياس المناديل والفوطة لتسرح في الإشارات وتلمع زجاج السيارات.
الأب يعمل في منطقة المعادي "سايس"، ورزقه الله بأربعة أولاد، ولضيق الحال تعمل الابنة لمساعدته، فما تعود به من قروش وجنيهات قليلة يساعد في نفقات المعيشة.
اعتاد المتهم أن يشتري من الطفلة ذات الإحدى عشرة سنة يوميًا، رأفة بحالها، ولمساعدتها.
تطور الأمر وأصبح الإشفاق والمساعدة وسيلة لما هو أخطر وأكبر، فقام بإعطائها جنيها لتشتري "حاجة حلوة"، ثم اتخذها ذريعة وحجة لاستدراجها بعد ذلك لينال ما خطط له.
في إحدى المرات قام باستدراجها إلى مدخل إحدى عمارات الحي الهادئ، بحجة "هديكي جنيه تجيبي حاجة حلوة"، ثم حاول استغلال خلو المدخل وبير السلم ليهتك عرضها، فقام بملامسة جسدها ولكن صراخها أربكه.. وما زاد في الإرباك أن باب إحدى شقق الدور الأرضي انفتح فجأة، وخرجت منه سيدة قامت بتوبيخه ونهره على فعلته.
جرت الطفلة هربًا وذعرًا من الواقعة ومن هول ما حدث.. أما هو فقد اختفى من المنطقة بسرعة.
انتشر بعد تلك الحادثة فيديو على مواقع السوشيال ميديا يصور الواقعة كما حدثت بلا تعديل.
البداية
كانت إحدى السيدات قد نشرت فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وطلبت من رواده نشره على أوسع نطاق.
أظهر الفيديو شابًا يرتدي بدلة ونظارة طبية، يقوم بالتحرش بطفلة لا يتعدى عمرها الخمس سنوات، أسفل سلم عقار، ولكن تم إنقاذها، بسبب خروج سيدة من إحدى الشقة، وعاتبته على فعلة الشنيع وهو ينكر ذلك، فقامت بالإشارة إلى كاميرا المراقبة التي صورت مشهد التحرش، وأنها سوف تفضح أمره.
النائب العام
رصدت "وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام"؛ تداول مقطع لتعدي شخص على طفلة في مدخل أحد العقارات بحي المعادي بالقاهرة، صورته إحدى آلات المراقبة المثبتة به، وبعرض الأمر على المستشار النائب العام أمر بالتحقيق العاجل في الواقعة.
تواصلت "النيابة العامة" مع صاحبة المنشور المتداول واستدعتها لسؤالها، فشهدت برؤيتها- عبر شاشات المراقبة المثبتة بالمعمل الطبي محل عملها بالعقار محل الواقعة- تعديَ المتهم على الطفلة باستطالته إلى مواضع العفة من جسدها، فخرجت لمنعه من مواصلة تعديه عليها، فلما رآها ترك الطفلة التي هربت منه، وواجهته بما فعل وبرصد آلات المراقبة الواقعة، فبادر بالانصراف، وأدلت مرافقة للشاهدة بذات مضمون أقوالها.
كلفت "النيابة العامة" "خط نجدة الطفل" باتخاذ اللازم قانونًا حيال الواقعة، وطلبت تحريات الشرطة حولها، وتحديد شخصي المتهم والمجني عليها، فتمكنت من تحديدهما، وعلى ذلك أذنت "النيابة العامة" بضبط المتهم لاستجوابه.
الداخلية تضبط المتهم
في إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية، وعقب تقنين الإجراءات والاستعانة بالتقنيات الحديثة؛ تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من ضبط الشخص المشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.. وعرض المتهم على النيابة العامة.
أمر الإحالة
أمر النائب العام بإحالة المتهم بخطف طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات محبوسًا، حيث تحيّل لاستدراجها إلى عقارٍ قاصدًا إبعادها عن أعين الرقباء، فاستجابت إليه، واقترنت تلك الجناية بأخرى؛ هي أنه في ذات الزمان والمكان هتك عرض الطفلة بالقوة باستطالته إلى مواطن العفة من جسدها.
هذا، وقد أقامت «النيابة العامة» الدليل على المتهم بشهادة أربعة شهود وأقوال الطفلة المجني عليها، وما ثبت من إجراء المقارنة الفنية والمضاهاة بين صورة المتهم ومثيلتها المنسوبة إليه الظاهرة بمقطع تصوير الواقعة وما تبين من التصوير، وتعرف شاهدتين والطفلة المجني عليها على المتهم حال عرضه عليهن عرضًا قانونيًّا.
إنكار المتهم
أنكر المتهم ما نسب إليه من التحرش بها، قائلًا: "أنا أعرفها من قبل، وكنت أشتري منها مناديل، وعندما لمستها كنت أداعبها كطفلة، وأمزح معها". وأضاف أن السيدة التي تصادفت بالعقار قد شاهدته، واعتقدت أنه يتحرش بها، لكن هذا عكس الحقيقة.
حكم المحكمة
أسدلت محكمة جنايات القاهرة، الستار عن قضية متحرش المعادي، التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس، بمُعاقبة محمد جودت، المتهم في القضية المعروفة بـ"التحرش بطفلة المعادي"، بالسجن المشدد 10 سنوات.



