اتعلمي من إلهام في "كله بالحب".. أعرفي إزاي متكونيش ضحية لمشاعر الخذلان
من أصعب المشاعر الإنسانية هي مشاعر عدم التقدير والخذلان، تلك المشاعر التي تستنزف روحك يوماً بعد يوم فتحولك إلى بقايا إنسان، وفي مسلسل "كله بالحب" تعرضت إلهام التي تقوم بدورها الفنانة صابرين للخذلان من زوجها دكتور طارق الذي يقوم بدوره الفنان أحمد السعدني، حيث أنه غدر بها بعد أن أحبته وتزوجها وأخذ منها كل ما تملك ثم انفصل عنها.
تقول ريهام عبدالرحمن، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسرى، ل"بوابة روزاليوسف" أن الشعور بقلة التقدير والخذلان شعور مؤلم يجعلك تشعر بالإحباط وخيبة الأمل في الآخرين، وهذه المشاعر السلبية تجعل الإنسان يفقد ثقته بنفسه، ويبتعد عن كل علاقة جديدة تظهر في حياته ليجد نفسه يتساءل ماذا فعلت لكل هذا؟
وأوضحت ريهام أن هناك أسباب متعددة للشعور بالخذلان، أبرزها ما يلي:
1- الثقة الزائدة في الآخرين:
الحياة تتطلب الواقعية في العلاقات فلا تنتظر المثالية والكمال من الآخرين؛ واحذر من تلك العلاقات التي تؤمن بمبدأ الأخذ ولا تؤمن بمبدأ العطاء، فإن لم تستطع الهروب منها فلا تدعها تستنزف روحك وأخبر نفسك دائماً أن العلاقات مأخوذة بالأفعال وخاصة في وقت الشدة والاحتياج.
2- ربط السعادة بالأشخاص:
السعادة لا ترتبط بوجود الأشخاص ولكن السعادة في القرب من الله في راحة البال وارتياح الضمير، ومن أكثر الأخطاء التي يقع فيها الإنسان أن يربط سعادته بوجود شخص معين، فهناك حقيقة تقول إن الجميع قابل للترك والنسيان.
3- وقفه مع النفس:
لن يستفيد الإنسان من الصبر الطويل على علاقات مرهقة تستنزف مشاعره وروحه وتسلب منه إرادته فبعض العلاقات يمكن تشبيهها بالحضور المزيف الباهت تنتهي بانتهاء المصلحة، وهنا أنت بحاجة لوقفة أخرى مع النفس، هل تلك العلاقات تستحق منك تدمير نفسك وحياتك بكل هذه الأفكار السلبية المحبطة؟
وتلفت ريهام إلى أنه يجب أن تتعلم كيف تبني روحك وقلبك من جديد، وذلك من خلال الطرق الآتية:
1- التصالح مع الذات:
وذلك من خلال الصبر واللجوء لله سبحانه وتعالى فهو الأحق بولايتك، يقول الله تعالى :(( وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ )) سورة الأنفال، ففي ولاية الله الآمان والطمأنينة والنظر للذات بصورة إيجابية تشعر الإنسان بالثقة بالنفس وقدرته على تخطي الصعاب والمحن.
2- تدوين المشاعر:
كتابة المشاعر في لحظات الحزن والاضطراب يساعد الإنسان على التخلص من الضغظ النفسي والتنفيس عن مشاعر الغضب.
3- أطلب الدعم والمساعدة:
ويكون من شخص تثق فيه، فالفضفضة تكون لأهل الخبرة والمعرفة أو لأحد الأصدقاء المقربين.
4- تخلص من الذكريات المؤلمة:
فقد تحمل هذه الذكرى رسالة، صور تذكارية، والتخلص من تلك الذكريات يساعد في تخطي المحنة النفسية وعدم العودة للماضي.
5- ركز على ذاتك:
اشغل نفسك بما يفيد وذلك بممارسة هواية مفضلة لديك، والتطوير من الذات، إذ يقول روبن شارما "ما لم يتجدد يتجمد والجمود هو الموت"، ونسيان عدم تقدير الأشخاص وبعض الصدمات النفسية لا يأتي إلا بمواجهة الواقع وخلق حياة جديدة بعيدة عن الروتين والملل.
6- اقرأ الرسالة جيداً:
فقد يكون المنح في المنع ورسالة الله لكل إنسان في لحظة الخذلان هي التهوين من المشاعر السلبية للصدمة أو الفراق، فالفراق أو الصدمة مجرد أسباب نفهم من خلالها أن الله أراد للإنسان أن يتعلم فن المسافات لتصبح حياته أجمل، فالمسافة هي التي حمت الأرض من الاحتراق بالشمس لو اقتربت أكثر لاحترقت، ولو ابتعدت أكثر لتجمدت!
وأشارت استشاري الصحة النفسية إلى أن هناك قصة توضح ذلك المعنى، فقد كانت مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد، فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء ، لكن أشواكها المدببة آذتها، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص، فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق، وعذاب البرد، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل هو التقارب المدروس، بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك، فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم، وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها.
وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنيا الناس، فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك الغير منظور ، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب، ويتفاعل معهم بغير انضباط، لذا وجب علينا تعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة، فنقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه، ونكون في نفس الوقت منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهم فينا.



