عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
«أيمن الظواهرى» بين «تثوير المدن» و«عنق الزجاجة» 2-2

«أيمن الظواهرى» بين «تثوير المدن» و«عنق الزجاجة» 2-2

 تفرض الأسئلة الكثيرة نفسها على مسلسل (القاهرة - كابول) مع الشخصية محور المسلسل (الإرهابى رمزى) من يكون؟ هل هو كوكتيل الشخصيات الإرهابية التي طفت على مسرح الأحداث على مدار ثلاثين عاما وتضم جنسيات عربية مختلفة؟ أم هو ميكس من شخصيتين مصريتين عملا مع القاعدة بل إنهما أرسيا قواعدها الفكرية والعسكرية، وتحديدا (فضل إمام وأيمن الظواهرى) وهما تزاملا فى التطرف والإرهاب من أواخر الستينيات عندما كانا ينهيان دراستهما بكلية الطب جمعهما التطرف والإرهاب وفرقتهما الأهواء والأهداف، فى الحلقة السابقة ذكرنا (فضل إمام واسمه الحقيقى سيد إ°مام الشريف) وهو شخصية تعتمد على صياغة الفكر وبثه وتعبئته فى الدماغ ووصف حسب الأمريكان بأنه صاحب كاريزما ومؤثر فى العقول تماما كما وصفوا من قبل (حسن البنا) وجعلوه إمام المجرمين ليصلوا إلى أغراضهم الاستعمارية عن طريق أفكار وإرهاب هؤلاء أصحاب الزعامة المزيفة والأمراض النفسية المكثفة وقبلهم حب المال مقابل بيع الأوطان.



 

فى شخصيات ميكس (الإرهابى رمزى) نجد أنه جمع بين خطة الظواهرى فى (تثوير المدن) وخطة فضل فى (عولمة الجهاد) وإذا كانت فكرة فضل وقتية مرحلية قبل أن يتحول إليها الظواهرى بعد ذلك ويجعلها أممية دولية عالمية فى إعلان تأسيس الجبهة الإسلامية عام 1998 والتي نفذت تفجير السفارتين الأمريكيتين فى نيروبى ودار السلام وكان رأيا فرديا منه ولكنه ساق الجماعة إليها وعندما وجد معارضة شديدة استقال من قيادة الجماعة ولكنها كانت مناورة لدفع الجماعة إلى القبول فهم يعلمون أن (بن لادن) هو المصدر الوحيد المتبقى للتمويل والدعم وأن استمرار قيادة (الظواهرى) كفيل بترتيب التمويل والاستقرار لجماعة الجهاد والتي صارت تنظيم (القاعدة على أرض الكنانة).

 

الظواهرى والقاعدة

 

وللتعرف على (أيمن الظواهرى) فإنه ولد فى حى المعادى بالقاهرة عام 1951 وأبوه د.محمد الظواهرى طبيب مشهور وأمه (أميمة عزام) شقيقة (عبدالرحمن عزام) أول أمين عام لجامعة الدول العربية والذي عرف بهواه الإخوانى وولائه لتلك الجماعة إلى حد تنفيذ خططهم ونشر فكرهم عن طريق الجامعة العربية وكان رجلا زئبقيا، أيمن حصل على الماجستير من جامعة القاهرة 1978 ثم الدكتوراه من باكستان، وقد أقام حفل زفافه على زوجته الأولى (عزة نويرة) خريجة آداب قسم فلسفة والتي تقوم بدورها فى المسلسل (حنان مطاوع) مع شوية تغيير ولخبطة فى الأحداث من كاتب المسلسل، وكان هذا الزواج الأول للظواهرى عام 1979 بفندق الكونتيننتال وفق التقاليد الإسلامية المشددة حيث كان ذلك أحد مظاهر الجماعات المنتشرة فى هذه الآونة وقد أنجب الظواهرى من هذه الزيجة خمسة أولاد وبنتين.

 

شارك الظواهرى منتصف السبعينيات فى تأسيس الجماعة الإسلامية التي كانت تضم أيضا جماعة (الجهاد) حتى عام 1981 وعندما ألقى القبض عليه فى أكتوبر من نفس العام تبين أنه عضو فى خلية سرية تكونت عام 1968 وكان هو أمير التنظيم ومشرفا على التوجيه الفكرى والثقافى للجماعة والمستمد أساسا من كتابات (سيد قطب) وخاصة (فى ظلال القرآن) وكانت حركة الجهاد والجماعة الإسلامية تنظيما واحدا فى عام 1981، ومن مجموعاته الجماعة الإسلامية الطلابية فى محافظات الصعيد بقيادة (كرم زهدى) ومعه (أسامة حافظ وصلاح هاشم وطلعت فؤاد قاسم وناجح إبراهيم وعصام دربالة ورفاعة طه) ومن هؤلاء من تاب توبة حقيقية بعد عمل المراجعات مثل كرم زهدى وناجح إبراهيم وغيرهما.

 

وكانت هناك أيضا مجموعة المهندس (محمد عبدالسلام فرج)الذي أعدم بعد حادث اغتيال الرئيس السادات وهى المجموعة التي نفذت عملية الاغتيال ومن قادتها (عبود وطارق الزمر وحسين عباس ويحيى ومجدى غريب وعطا طايل) ومجموعة ثالثة بقيادة الأردنى (محمد الرحال) وقد توحدت هذه الجماعات عام 1979 بقيادة (عبدالسلام فرج) ثم انضمت عام 1980 لحركة الجهاد بقيادة (عمر عبدالرحمن) ومن رفاق الظواهرى الذي تأثر بهم (يحى هاشم) الذي حاول أن يخوض حرب عصابات ضد النظام فى مصر وقتها انتهت بمقتله هو وعصام القمرى الذي كان ضابطا بالجيش ويبدو أن الظواهرى والقمرى توافقا على فكرة الانقلاب العسكرى لإقامة حكومة إسلامية بديلة واتفق معهما (فضل إمام)

 

ولكن الغريب فى الأمر أن الظواهرى عام 1995 قال لن نجاهد من أجل استرداد (القدس) إلا بعد أن نحسم معركة الجهاد فى مصر والجزائر ويتم فتحهما إسلاميا، وفى الوقت نفسه قام بالتوقيع على إعلان الجبهة الإسلامية العالمية مع أسامة بن لادن فى فبراير 1998 ليعلن التدشين الرسمي لتحول جماعة الجهاد عن رؤيتها الفكرية والحركية التي ظل الإرهابيون باسم (الجهاديون المصريون) معتنقينها على مدار ثلاثين عاما والتي تقول بأولوية قتال الحكام والأنظمة الداخلية ولكنهم تحولوا حسب المصلحة مع صاحب التمويل بن لادن اللعين ووجدوا أن يلتحقوا بالجهاديين الذين خاضوا الحرب ضد السوفييت فى أفغانستان وهى أن العدو البعيد أولى بالقتال من العدو القريب.

 

وقد عرف الظواهرى بأنه الرجل الثانى فى القاعدة إلا أن بعض المراقبين لهذا التنظيم يرون أنه الرجل الأول الفعلى فى التنظيم والتخطيط حيث إنه بعد تركه مصر عام 1985 عمل على تكوين جماعات مسلحة مدربة ومستقرة بأفغانستان بمساعدة بن لادن تمويليا وصار هؤلاء المدربون فيما بعد هم جماعة تنظيم القاعدة المسؤولة عن أهم وأخطر أحداث العنف التي تعرضت لها الولايات المتحدة وكان من توابعها الحشد العسكرى الأمريكى فى آسيا الوسطى والمحيط الهندى بزعم محاربة الإرهاب.

 

وتعتبر الولادة الإرهابية الثانية فى حياة الظواهرى هو العامل الفاصل بعد خروجه من السجن فى مصر عام 1985 فذهب إلى السعودية ليعمل طبيبا هناك ولكنه لم يمكث طويلا وسافر إلى باكستان ثم أفغانستان ومن هناك أعاد بناء تنظيم حركة الجهاد وجمع خيوط التنظيم فى يديه بمساعدة مجموعة من معاونيه الذين لجأوا إلى أفغانستان واستقدم الملاحقين والفارين من التنظيم ووجد الشباب المستقطب فرصته للعمل والتدريب بحرية هناك، خاصة عندما انتقل الظواهرى بصحبة بن لادن ومعهما شباب عرب إلى السودان عام 1993 وبعضهم هاجر إلى اليمن، وكان الظواهرى حينذاك يقوم بترتيب دخول الشباب مرة أخرى إلى مصر للقيام بعمليات إرهابية منظمة عسكريا وقد جمعهم الظواهرى من جماعة الجهاد حتى لا يأخذ وقتا فى تدريبهم فكريا وحتى يبث فيهم فكرة (تثوير المدن من الداخل) وترك الجهاد العالمى جانبا.

 

إشكاليات الظواهرى

 

واجه الظواهرى مع بداية الألفية الثالثة مسألتين مهمتين تسببتا فى تراجعه بعض الشىء داخل التنظيم للقاعدة وعليه قام بإعادة حساباته لتكوين خلايا جهادية جديدة على أرض مصر لتصير وقودا للخزان البشرى الذي يدين له بالولاء داخل القاعدة بعد أن كان قد نضب هذا الوعاء بسبب التضييق الأمنى الذي عرف بـ(عنق الزجاجة) والبعض يقول إنه بسبب عدم استحداث أفكار جديدة لدى تلك التنظيمات، ومن هنا تراجعت النزعة الجهادية فى أرض الكنانة التي كانت تحظى بحفاوة لدى القاعدة لما يتمتعون به من فهم تنظيريا للجهاد أكثر من الجنسيات العربية الأخرى إلا أن بعد عنق الزجاجة صار تنظيم القاعدة يستقطب أتباعه من السعودية ودول الخليج ولكن لم تلمع منهم أسماء مثل جهادى الجماعات المتأسلمة بمصر وخاصة من كانت تزج بهم جماعة الإخوان فى حضن القاعدة ليكون الظهير لها وقت الحاجة وهو ما حدث فى عام حكمهم وما تم كشفه من رسايل ومكالمات بين الظواهرى ومرسى والمرشد والقيادات الإخوانية والإرهابيين باسم الجهاد والحقيقة كانت لهم بعض العمليات التفجيرية الصغيرة والمتفرقة فى سيناء وبدأت من عام 2004 وحتى عام 2010 تخللها اجتياح حماس لجدار سيناء 2008 بمساعدة هؤلاء أرباب الظواهرى والإخوان وظلت عملياتهم مستترة ثم أصبحت معلنة  عندما أعلن مرسى (حماية الخاطفين والمخطوفين) وبعدها نشرهم فى الاستاد تحت زعم احتفالات أكتوبر المجيدة التي هى بريئة منهم ويدهم ملوثة بدماء صاحب قرار الانتصار الرئيس السادات.

 

 

من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز