المالكي : يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته تجاه جرائم إسرائيل
أكد رباض المالكي وزير خارجية فلسطين أن القدس دوماً، كما يشرف أبناءها المرابطون الفداء باسم العرب والمسلمين، في حماية الأقصى أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، طوبى لأولئك المرابطين الذين يسطرون أبهى معالم المواجهة النبيلة والتضحية الذاتية حفاظاً على القدس وقدسيتها، على عروبتها، على اسلاميتها، وعلى مسيحتيها.
جاءذلك اثناء القاء كلمته في اجتماع مجلس جامعه الدول العربية دورة غير عادية علي مستوي وزراء الخارجية العرب عبرفيديو كونفراس
وقال المالكي ان لهؤلاء الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، في غزة ، والذين سقطوا اليوم، حيث وصل عددهم إلى 26 شهيداً، في تلاحم لأبناء هذا الشعب الواحد. اعتقدت إسرائيل أن قرارها بضم القدس الشرقية واعتبارها جزء من القدس الموحدة العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل سيجبر الفلسطينيين على التنازل عن قدسهم وعاصمتهم. واعتقدت إسرائيل أن سياستها العنصرية بحق المقدسيين واجراءاتها القمعية وجرائمها الفاشية ستجبر المقدسيين على الاستسلام وترك مدينتهم، وقدسهم، ومقدساتهم.
وأشار الي ان إسرائيل تضخ الأموال والاستيلاء على المنازل وطرد سكانها وتهجيرهم، وخلق البؤر الاستيطانية في قلب الأحياء العربية في القدس الشرقية سيفي بالغرض ويضمن يهودية المدينة للأبد. واعتقدت إسرائيل أن هدية ترامب المجانية باعترافه بالقدس عاصمة موحدة أبدية لدولة إسرائيل سيغير في الأمر شيئاً، وسيحسم أمر القدس ومستقبلها نهائياً. واضح أنه دولة الاحتلال لم تتعلم من أخطائها ولم تستخلص الدروس والعبر من تجاربها الفاشلة. ونراها بالأمس كما رأيناها كل مرة تعود لتحتل القدس من جديد، عندما تكتشف أنها لم تنجح في احتلالها، لم تنجح في تهويدها، لم تنجح في طرد المقدسيين الشرفاء المرابطون فيها، ولم تخدمهم هدية ترامب إلا معاناة جديدة مع مقدسيين وهبوا حياتهم للدفاع عن القدس والأقصى. عندما يكتشفوا كل ذلك يكون رد فعلهم عنيفاً اجرامياً حاقداً كارهاً عنصرياً فاشياً. يصبون كل هذا الفشل وكل هذا الغضب على كل من يمر أمامهم أو يتجنبهم وهذا ما قاموا به خلال الأيام والأسابيع الماضية.
وقال ان إسرائيل تشعر أنها فوق المساءلة أو المحاسبة، رغم كل ما تقترفه من جرائم بحق الأبرياء الفلسطينيين قد شجعها على المغامرة لإغلاق ملف القدس بالكامل. فمن جهة تنبري الإدارة الأمريكية لتوفير الحق لإسرائيل في الدفاع عن النفس كلما احتاجت لذلك بينما تبقى صامتة أمام سقوط الشهداء الأبرياء من أبناء شعبنا، أو أمام جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل، دولة الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المقدسة. كما وتسكت الأفواه في عديد دول العالم خوفاً من نعتها باللاسامية، ينما تتسابق بعض الدول لكسب ودها والتطبيع معها. أسباب كافية لكي تشعر إسرائيل بالمناعة ولكي تقترف إسرائيل جرائمها بحق الفلسطينيين، غير آبه يما يصدر من أصوات ودعوات لوقف العدوان من دول ومسؤولين أملت عليهم ضمائرهم ومبادئهم ومسؤولياتهم إلا ذلك.
واوضح ان الاعتداء على الأقصى المبارك ليس الأول ولن يكون الأخير، والاعتداء عليه بهذه الطريقة خلال شهر رمضان الفضيل إنما رسالة لكل العرب والمسلمين، إنكم غير قادرين على حمايته، وإن دولة الاحتلال ماضية في تهويده تماماَ كما فعلت مع الحرم الابراهيمي في الخليل. وإن النتيجة هناك حتماً ستكون جبل الهيكل بديلاً عن المسجد الأقصى، إن لم نتحرك الآن وبمسؤولية عالية لوقف هذه الجرائم.
إخلاء سكان الشيخ جراح من بيوتهم يعتبر جريمة حرب، لكن كم من جريمة حرب اقترفتها إسرائيل منذ قيامها وحتى الآن ولم تحاسب عليها؟
وتابع : إن قرار دولة الاحتلال بإخلاء هؤلاء لم يأت صدفة وإنما ينسجم مع خطة مدروسة تنفذ بشكل ممنهج من قبل كامل عناصر منظومة الاحتلال، ابتداءً من المستوطن إلى الشرطي إلى المسؤول إلى السياسي إلى العسكري إلى المشرع إلى القاضي. جميعهم يعملون لتنفيذ نفس الهدف وهو القضاء على الوجود العربي الفلسطيني الإسلامي المسيحي في المدينة المقدسة وتهويدها بالكامل.
واكد ان ما نشاهده في أحياء المدينة، مرة في سلوان ومرة في العيساوية ومرة في الطور ومرة في الشيخ جراح إنما انعكاس لتلك السياسة الاستيطانية الكولونيالية الاحلالية، والتي لن تتوقف فقط لأننا قررنا اصدار بيانات الإدانة. تتوقف فقط بدعم صمود هؤلاء المرابطين من أبناءها، بتسخير امكانياتها لحمايتها، امكانياتها السياسية والمالية والقانونية والدبلوماسية، بالتحرك على مستوى العالم، بتفعيل كامل الأدوات المتاحة لدينا وفي تحرير عديد الدول من خوفها الملازم عند الحديث عن إسرائيل، من متلازمة اللاسامية، ومن الدعم اللامتناهي للإدارات الأمريكية لدولة الاحتلال وغض البصر عن كامل جرائمها التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
واكد انه في اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في القدس لأكبر دليل عن هذا الانحياز الأممي للإدارات الأمريكية التي تختبئ وراء الادعاء بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، متجاهلة ارتكاب إسرائيل لجرائمها المستمرة والتي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
رغم هذا الواقع المرير الذي نراه أمامنا، إلا أن هبة أبناء شعبنا في القدس يجب أن تعزز من عزيمتنا وتغذي فينا روح الدفاع عن القدس والأقصى، فالقدس خط أحمر ولن نسمح بتخطيه. وإن القدس لأهلها، لمرابطيها، عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، القدس بعروبتها،
إن الاحداث الأخيرة قد سبقتنا جميعاُ، وأكدت أن المرابطين فيها هم السابقون الى الجنة هم الخالدين فيها. ومع ذلك فإن اجتماعنا اليوم يجب أن يرسل رسالة قوية، إذا شئنا ذلك، إلى كل من يهمه الأمر، وتحديداً إلى دولة الاحتلال، أن العرب جميعاً ينتصرون للقدس، وأن القدس عربية إسلامية مسيحية. إن إسرائيل دولة احتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عما يحدث في القدس، وأنها هي أشعلت نارها بيدها، فلا مجال لنا إلا الانتصار في معركة القدس، فهي أم المعارك، وهي كل المعارك.
إن تجاهل إسرائيل لمسؤولياتها والتزاماتها كسلطة احتلال بموجب القانون الدولي واصرارها على الاستمرار في ارتكابها لجرائمها بحق القدس ومقدسييها، تستدعي منا العمل بشكل آخر، وأن نعطي القدس حقها. يجب توفير الحماية اللازمة للفلسطينيين والتصدي لهذا العدوان الاجرامي الإسرائيلي. يجب أن يكون تحركنا قادراً على لجم العدوان الإسرائيلي وعلى حماية الفلسطينيين.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة ان الاحتلال الإسرائيلي هو أساس التهديد وعدم الاستقرار في منطقتنا، وإن كان لمنطقتنا أن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام فيجب العمل أولا على انهاء الاحتلال. فالسلام دون الفلسطينيين لن يدوم، والاستقرار في المنطقة دون الفلسطينيين لن يدوم، والأمن دون توفيره للفلسطينيين لن يكون. دون توفير الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة بعاصمتها القدس المقدسة فلن يكون هناك لا سلام ولا أمن ولا استقرار لأحد في هذه المنطقة.
واوضح اً أن نتنياهو أيضاً يحارب من أجل بقائه مستغلاً معركة القدس، فهو يهدف إلى مزيد من التصعيد في القدس لمآربه الخاصة وأمام إمكانية محاكمته وعزله عن العمل السياسي وأمام فشله في تشكيل حكومته، يدفع إلى صرف الانتباه عن ذلك والدفع بتصعيد سيؤدي حتماً إلى حرب دينية، تبقيه على سلم الرئاسة وتمنع عنه محاكماته العديدة. يجب أن نمنع نتنياهو من جرنا إلى هذه الحرب الدينية، ويجب تحميله وتحميل إسرائيل كامل المسؤولية عما يحدث حالياً وما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين.
يجب يتحمل المجتمع الدولي والإسرائيليين أيضاً مسؤولياتهم حيال ما يحدث من جرائم، وعلى مجلس الأمن الوفاء بواجباته المنصوص عليها في الميثاق، حيث نجد أنفسنا أمام حالة لدولة عضو في الأمم المتحدة، تشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين يجب على هؤلاء جميعاً العمل على وقف التصعيد الإسرائيلي، والعمل على ضمانة مساءلة إسرائيل لانتهاكاتها القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الانسان.



