الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

بطبيعة الحال وطبقا للآية القرآنية بسم الله الرحمن الرحيم "لا تقربوا الصلاة".. فقط ونسكت.. ليس ذلك صحيحا.. فلابد أن تكتمل الآية “لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" صدق الله العظيم.

 

مع الأخذ في الاعتبار التباين؛ نجد أن هذا بالفعل ينطبق على مقولة دائما يتم ترديدها"الاستثمار في البشر..." فبدون تكملة تلك الجملة فهي تمثل عنوانا عاما وشاملا وهو: اهتمامات الدول ذات الحضارة والتقدم بالإنفاق على المورد البشرى من خلال التدريب والتأهيل على العمل.. نظرا لمعرفة الآثار الإيجابية لذلك الاستثمار في فرص العمل والتميز.. وهذا يمثل شيئا طبيعيا.

 

ولكن عندما تحرص القيادة السياسية في الآونة الأخيرة على "الاستثمار في البشر" وتكملة الجملة "بدءا من الألف يوم الأولى في حياة الطفل" ومرحلة الطفولة المبكرة! في هذه الحالة لا بد أن نتوقف كثيرا وننتبه؛ لأن هذا هو الموضوع الأهم بالنسبة لمستقبل أطفالنا.

 

والتساؤل لماذا بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ يولى اهتماما بذلك؟ فليس الموضوع فقط هو توفير الرعاية الصحية والاجتماعية السليمة للطفل والحرص على الالتحاق بالتعليم وعدم التسريب منه وتوفير المناخ الملائم للطفل في السكن الكريم الذي يعيش فيه.. ولكن الحقيقة أن الموضوع أكبر من ذلك ويختلف كثيرًا.. عندما تؤكد الدراسات المحلية والعالمية أن الطفل المصري أذكى أطفال العالم حتى سن الـ4 سنوات!

 

وبالطبع لا بد أن نستوقف كثيرًا ونتساءل ماذا يحدث لأطفالنا بعد هذه السن وما أسباب التحول من تلك الصفة الربانية؟

 

ومن هنا تأتي أهمية الدعوة للاستثمار في البشر منذ الألف يوم الأولى في حياة الطفل، أي على مدار الثلاث سنوات الأولى.. التي تؤكد الدراسات ذكاء الطفل المصري.

 

كما تؤكد التقارير ومنها “اليونيسف” أن زيادة الاهتمام والاستثمار في أول 1000 يوم من حياة كل طفل سيكون له بالغ الأثر على تحسين وضع الأطفال العام وسعادتهم مستقبلًا، بما في ذلك تحصيلهم العلمي.. وهذا بالفعل سيخدم ذكاءهم الفطري؛ وأهمية اللحظات الأولى من حياة كل طفل، وأن الإخفاق في القيام بذلك، قد يؤثر على قدرة الطفل على النمو والتعلم، وبالتالي على مستقبله.

 

ولا بد من التأكيد أن مرحلة الطفولة ومن بين كل مراحل العمر، هي الأكثر تأثيرًا في بناء شخصية الإنسان، ومن هنا تأتي أهمية العناية بنمو شخصية الطفل.. ليس فقط لتنمية ذكائه ولكن أيضا حتى يصبح سويًا في سلوكه، وأساسًا صالحًا لشخصية صحيحة ومتوازنة قادرة على مواجهة الصعوبات والتحديات.

 

كما أننا في حاجة أيضا إلى إلقاء الضوء حول أطفالنا الأذكياء؛ ليكونوا قدوة وحافزا لأطفالنا وأيضا التعريف بنموذج الأسرة القادرة على إبراز ذكاء طفلها والعمل على تنميتها ومن أمثالهم الطفل الذي كرمه الرئيس السيسي منذ عامين.. محمود وائل، "أذكي طفل مصري"؛ الذي أصر د. أحمد زويل قبل وفاته على مقابلته وإهدائه أحدث كتبه وكان في عامه الـ11؛ ويطمح محمود أن يكون أصغر من يحصل على جائزة نوبل في العالم.

 

وأيضا الطفل عبد الرحمن حسين، الذي دخل مسابقة أقيمت في ماليزيا، منذ 3 سنوات واشترك فيها ثلاثة آلاف طفل من جميع أنحاء العالم، لاختبار الذكاء العقلي، وكان الاختبار عبارة عن 300 سؤال حسابي، وكان المطلوب الإجابة عنها في ثماني دقائق فقط لا غير، دون الاستعانة بأي آلة حسابية، والاعتماد على العقل فقط، وانتهت المسابقة بفوز الطفل العبقري المصري عبد الرحمن وحصوله على لقب أذكى أطفال العالم، وغيرها من أمثلة أطفالنا الأذكياء!

 

وعلى ذلك؛ لا بد من إدراك أن هناك عبئا كبيرا، ليس على الأسرة وحدها ممثلة في الأم والأب، ولكن على المجتمع ككل، خاصة بدءا من السياسة التعليمية التي يمر بها الطفل، منذ البداية حيث تتطلب توجيه الطفل نحو الجانب التعليمي الذي ينمي درجة ذكائه، وهذا يتطلب في البداية اكتشاف أي المجالات التي يبرز فيها اهتمام وذكاء الطفل والعمل على ثقلها بالتربية والتعليم.

 

وأولستم معي؛ انه للأسف سياسة التربية الخطأ تجعلنا نخسر تفوق وذكاء أطفالنا.. بل في الكثير من الأوقات نسخر من تلك الموهبة أو عدم الاهتمام بها.. لتنعكس سلبيا.. بدلا من احتضان موهبة وذكاء أطفالنا كل في مجاله العلمي أو الرياضي أو الميكانيكي. وغيره.. يتم الاستهزاء من بوادر تلك الموهبة؛ ما يؤدي إلى وأدها.

 

وعلى ذلك فالأطفال بحاجة أن يتواجدوا في بيئة تحفز النمو العقلي خلال الأعوام الأولى من حياتهم.. ولا بد من تكاتف الجميع حتى نحمي أطفالنا ونعمل على تنمية ذكائهم للتفاخر بهم أمام جميع دول العالم!

تم نسخ الرابط