منحة ناصر تحصد جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون
فاز "محمد أبو شنب" الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية، والباحث الأكاديمي بمجال علم الفولكلور والأنثروبولوجيا الثقافية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة بجائزة الدولة التشجيعية عن كتاب له يحمل عنوان "العناصر الموسيقية الشعبية المرتبطة بالبيئة النوبية.. "الطنبورة نموذجا"، حيث تناول فيه دراسة توثيقية عن إحدى الآلات الموسيقية الوترية الشعبية النوبية المصرية القديمة، وهى تلك الآلة التي تعرف في مصر بالطنبورة، وفي منطقة النوبة ب"كسر".
وقد تناول "أبو شنب" في هذه الدراسة التي جمعت بين العمل "المرجعي والميداني" هذه الآلة، وذلك من حيث (تعريف الآلة، وصف الآلة، طريقة النبر، ضبط الآلة، طريقة العزف، أماكن تواجد الآلة وحدود انتشارها، حجم الآلة، مسميات الآلة، خصائص الآلة، عازفي الآلة، السياق الثقافي الذي تستخدم فيه، مكانها لدى الجماعات الشعبية التي تستخدمها، أسماء الأوتار، مكونات الآلة، أنواع الآلة، خامات الأوتار، أداة العزف، تصنيف الآلة، تاريخها، مفتايحها، حجم صندوقها) وغيرها من العناصر الوصفية الأخرى، بالإضافة إلي توضيح أوجه الاختلاف والتشابة بين هذه الآلة (الطنبورة) و(السمسمية) المنتشرة في مدن القنال.
ويحكى "أبو شنب" رحلته مع التراث الثقافي الذي أصبح يعشقه لأبعد الحدود، لكونه يعبر من خلاله عن الكثير من العناصر الثقافية التي تفسر له مدى علاقة الإنسان بالتراث الثقافي الذي ينتجه ويتلقيه في ذات الوقت، قائلاً: "انه من خلال عملي بمجال الصحافة في بعض المناطق الحدودية، خاصة الجنوبية كمنطقة النوبة وحلايب وشلاتين، كنت أقوم بجمع ورصد العديد من الموضوعات الثقافية المصرية الخاصة بكل منطقة على حدة، وذلك خلال إقامتي هناك مدة قد تستغرق مابين أسبوع وعشرة أيام في كل زيارة كنت أقوم بها بناء على تكليفي من الصحيفة، وبعد نشر العديد من الموضوعات الثقافية في هذا الشأن أردت التعمق في هذا المجال العلمي، ومن هنا بدأت رحلتى العلمية في مجال الدراسات الشعبية، وبالفعل التحقت بأكاديمية الفنون، ودرست أصول هذا العلم وفروعه المتشعبة بشكل متعمق، وخلال هذه الفترة صدر لي أول إنتاجا فكريا كان يحمل عنوان "طقوس الحناء لدى الرجال في النوبة المصرية"، وبعد الانتهاء من حصولي على دبلوم الدراسات العليا بأكاديمية الفنون، بقسم "مناهج الفولكلور وتقنيات الحفظ"، صدر لي كتابا آخر كان في الأصل مشروع الدبلوم، وبتشجيع مباشر من قبل بعض الأستاذة المتخصصين، وكان يحمل عنوان "العناصر الشعبية المرتبطة بعادات دورة الحياة عند النوبيين المصريين:دراسة ميدانية توثيقية في بعض مناطق القاهرة وأسوان.
وأضاف: بعد مشاركتى ببحث علمي كان يحمل عنوان " الآلات الموسيقية الإفريقية مصدرا للإبداع الإنساني .. الطنبورة الإفريقية نموذجاً" وذلك في المؤتمر العملي الدولي الأول بأكاديمية الفنون، استكملت هذا البحث حتى أصبح كتاباً حصلت من خلاله على جائزة الدولة التشجيعية.
ومع مرور الوقت، وزيادة عشقي للتراث الإنساني الثقافي النوبي، طرأ لي فكرة أخرى كانت نتيجتها الخروج بكتابين، تناولت فيهما دراسة اثنولوجية لأحد المستشرقين الأجانب الذين قاموا بزيارة منطقة النوبة في بداية القرن التاسع عشر، فكان عنوانه "جمع عناصر التراث الشعبي من كتب الرحالة والمستشرقين في النوبة المصرية.. بوركهارت نموذجا" الجزء الأول والثاني.
وأشار الباحث "محمد أبوشنب"، إلى أن فوزه بمثل هذه الجوائز العلمية القيمة التي تمنحها الدولة بصفة دائمة لمختلف الباحثين المتميزين في مختلف المجالات والعلوم الإنسانية تعد وساما شرفيا يفتخر به الإنسان على مدار حياته، كما يعكس هذا التقدير من ناحية أخرى مدى اهتمام مختلف الوزارت والمؤسسات العلمية والثقافية بمنظومة البحث العلمي بشكل عام والعمل المستمر على تطويره في مصر، بهدف خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات، وفي مختلف نواحي الحياة.
يذكر ان منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الثانية راعت في عملية الإختيار المساواة بين الجنسين فإستهدفت 100شاب بنسبة 50% إلي 50% من الجنسين، من القيادات الشبابية الفاعلة والمؤثرة في مجتمعاتهم كنشطاء المجتمع المدني والقيادات التنفيذية ذات التخصصية المتنوعة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات والباحثين بالمراكز الاستراتيجية وصنع القرار، فضلاً عن الأخذ في الاعتبار تمثيل المناطق الحدودية،، حيث اعتمدت على عدة آليات ومعايير في عملية اختيار المشاركين، راعت فيها بمنتهي الشفافية والدقة التنوع الجغرافي، والمستوي التعليمي، المؤسسي، والتأثير الاجتماعي، والمهني، وحتي الثقافي وهو مااستطاع أن يبرزه المتقدمين للمشاركة بالمنحة.



