"مستقبل وطن" يستضيف وزير الأوقاف في ندوة "أعمدة بناء الدولة"

نظم حزب مستقبل وطن، ندوة، أمس الأحد، تحت عنوان "أعمدة بناء الدولة"، وذلك بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والمهندس أشرف رشاد الشريف، الأمين العام والنائب الأول لرئيس الحزب، زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب، والنائب عبد الهادي القصبي نائب رئيس الحزب، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، والنائب محمد محمود هاشم أمين سر لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، والنائب محمد صلاح أبو هميلة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، وعدد من قيادات الأمانات المركزية وأمناء المحافظات، وأعضاء من مجلسي النواب والشيوخ عن الحزب بعدد من المحافظات، فضلا عن قيادات وزارة الأوقاف.

ورحب المهندس أشرف رشاد الشريف، الأمين العام والنائب الأول لرئيس حزب مستقبل وطن، زعيم الأغلبية، بمشاركة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في ورشة العمل.  وأكد المهندس أشرف رشاد الشريف، على أن ورشة عمل"أعمدة بناء الدولة"، كما تحمل وفق عنوانها الكثير من الأهمية، حيث تحمل الكثير من المعاني بشأن صناعة الوعي، من جانب مجلس الوزراء، وكل الوزارات وفق دور كل وزارة في هذا الملف بوجه عام، خاصة وزارة الأوقاف الذي يتابع الجميع أدائها فى صناعة الوعي. 

وأشاد "زعيم الأغلبية"، بجهود وزير الأوقاف العالم الجليل محمد مختار جمعة، التي يتابعها الجميع، مضيفا، وهو  الوزير المقرب من جميع النواب  بجهده على أرض الواقع.

وأكد النائب عبد الهادي القصبي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، على أهمية تلك الورشة، والتي تمثل لقاء مهما مع شخصية دينية ووطنية تتفاعل مع كل ما يهم المواطن والوطن داخليا وخارجيا، وهو الدكتور محمد مختار جمعة. وأوضح "القصبي"، أن حزب مستقبل وطن وقياداته ينشغل أيضا بكل ما يهم المواطن والوطن، ويتابع التداعيات الداخلية والخارجية، ولديه إيمان بأن الدولة التي تحافظ علي أعمدتها تستطيع أن تحقق النجاح والتقدم، مضيفًا، أي دولة تتهاون في الحفاظ علي أعمدتها تكون النتائج كارثية، مرحبا بحضور  وزير الأوقاف وموجها الشكر لحزب مستقبل وطن الذي يتيح فرصة الحوار والنقاش بين ممثلي الحكومة وقيادات الحزب. وقال النائب محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، إن  اللقاءات التي يعقدها حزب مستقبل وطن مع ممثلي السلطة التنفيذية فرصة كبيرة لإثراء الحياة السياسية، موجها الشكر للمهندس أشرف رشاد الشريف، زعيم الأغلبية بمجلس النواب، الأمين العام والنائب الأول لرئيس حزب مستقبل وطن، علي دعوة حزب الشعب الجمهوري للمشاركة فى مثل هذه اللقاءات.

وأشاد "أبو هميلة"، بمشاركة وزير الأوقاف في ورشة عمل "أعمدة بناء الدولة"، مضيفًا، حمل علي كتفيه توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الخطاب الديني المعتدل وما تضمنته هذه المهمة من أثقال كبيرة ، مؤكدا علي أن الجميع يتابع جهده علي مستوي الجمهورية. ومن جانبه، قال الدكتور محمد محتار جمعة، وزير الأوقاف، إن أهم  أعمدة بناء الدولة رئيسها وعلمها ونشيدها الوطني، لافتا إلى أن هناك فترة كان هناك من يخشى أن يقول على الأمر هذا حلال، وذلك بسبب الجماعات المتشددة، مع الأخذ في الاعتبار أن الأصل في الأمر الحلال ومن يقول على شيء أنه حرام عليه أن يأتي بدليل، ولكن بسبب هذه الجماعات المتشددة الإرهابية كان البعض يخشى هذه الجماعات وأصبح يقول على تلك الأمور إنها حرام، لأن هذه الجماعات كان تبحث عن الحرام.  ولفت "وزير الأوقاف"، إلى أن الفترة التي سيطرت فيها هذه الجماعات المتشددة أصبح التشدد هو السمة السائدة حينذاك، مع العلم أن الأصل في الأشياء الإباحية، لافتا إلى أن المحور الثاني من محاور بناء الدولة الإنصاف وقول الحق، وعدم الخوف من الاتهام بالنفاق، مضيفا، في فترة من الفترات كان البعض يخشى قول الحق خوفا من رد فعل بعض المواطنين باتهامه بالنفاق، وكأن عليه فقط ذكر السيئات، والقائد أهم أعمدة بناء الدولة، وضربه بمثابة ضرب معنوي للدولة.

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن جيش قوي واقتصاد قوي يعني دولة ذات مكانة ومواطن ذا كرامة، والرئيس عبد الفتاح السيسي يركز على تلك الهدفين، مضيفا أن رجل ضعيف في دولة قوية أفضل من رجل قوي في دولة ضعيفة، لأن الأول يستطيع أن يحصل على حقوقه في ظل قوة الدولة، على عكس الثاني الذي لم تتمكن الدولة الضعيفة التي يعيش بها من حفظ حقوقه. ولفت وزير الأوقاف، أن البناء السياسي واحد من أهم مفاهيم أعمدة البناء السياسي، مشيدا بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع وزراء الإعلام العرب وحديثه عن ثوابت السياسة المصرية، مستطردا، حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي ينبغي أن يدرس داخليا وخارجيا، خاصة عندما تحدث أن قوتنا وجيشنا لحماية أمننا وليس للاعتداء، مشيرا إلى أنه عندما كانت الأحداث مشتعلة في ليبيا، قال الرئيس حينها إن الجيش المصري رشيد يحمي ولا يبغي، مؤكدا "أن مصر محدش يقدر يكسر عينيها." وأكد "جمعة"، أهمية البناء الاقتصادي، حيث أنه لا يمكن وجود دولة قوية دون أن تملك أقواتها، لأن الدولة التي لا تملك أقواتها لا تملك كلماتها، لافتا أن الدولة المصرية لم تعد مشغولة الآن بمساعدات من قريب أو من بعيد، حيث أصبحت مصر تعتمد على الله وعلى سواعد أبنائها، متسائلا، أي صحوة لأمة لا تنتج أقواتها وغذائها.  واستكمل وزير الأوقاف قائلا، لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا أحترم الناس ديننا، موضحا أنه في زيارة له لإحدى الدول وجد بها أن أكثر من 90% من العمالة المصرية يعملون أستاذة جامعات، وأطباء ومهندسين ومعلمين. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن "احترام العلم والنشيد الوطني من أولويات وثوابت أعمدة بناء الدولة، والجماعات الإرهابية لم تكن تحترم النشيد الوطني أو علم الدولة"، مؤكدا أن البناء الأخلاقي والقيم من  أعمدة بناء أي دولة في العالم، ومن ثم لا بد أن يتم الانتباه لها كثيرا، مشيرا إلي أنه في أحد اللقاءات السابقة له تضمنت الحديث بشأن استراتيجية هدم الدول وحروب الجيل الرابع، ومن أهم بنود هذه الاستراتيجية  هو هدم الجانب الأخلاقي وهدم القيم للدول. ولفت "وزير الأوقاف"، إلي أن هذه الاستراتيجية تستهدف من جانبهم النيل من جميع القيم والأخلاق، ومن ثم نري البعض يكذب بسهول ويغدر بسهولة، وغيرها من السبل التي لا تخدم الأخلاق والقيم، مشيرا إلي أن الشاعر يقول منذ فترات بعيدة: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، ومن ثم الأخلاق عمود أساسي من أعمدة بناء الدولة،  مؤكدا أن الدولة التي لا تبني علي الأخلاق تحمل عوامل سقوطها والجميع يري  مصير  الدول التي طغت وتجبرت. وتطرق وزير الأوقاف بحديثه خلال مشاركته في ورشة عمل "أعمدة بناء الدولة"، التي ينظمها حزب مستقبل وطن، إلي أهمية العلم في بناء الدولة  ومن ثم الدولة المصرية تهتم بهذا الملف بالتربية والتعليم  والجامعات ، مشيرا إلي أن ما حدث في أزمة "كورونا" بأن إحدى الشركات التي تصنع اللقاح استطاعت أن تكسب أموال أكثر من دول كثير وذلك بفضل العلم الذي يقدم علي المال دائما. وأكد وزير الأوقاف، على أن الدولة المصرية ليست ضد الدين إطلاقا، وخلال الـ10 شهور الماضية تم افتتاح 1500 مسجد علي مستوى عال وبكفاءة كبيرة، مشيرا إلى أن فوضي الفتوى تتوقف حيث عدم ذهاب الناس لغير المتخصصين. واستطرد وزير الأوقاف خلال حديثه، عما تشهده الوزارة من جهود كبيرة بكافة المجالات، كالاهتمام بالعنصر البشري وتدريبه، مع النهضة الإنشائية أيضا، مؤكدا علي ضرورة ترشيد الفتوى  وأن تقتصر الفتوى علي دارسي العلوم الفقهية. وفيما يتعلق بملف أراضي الوقف الخيري، أشار وزير الأوقاف، أن خطبة الجمعة المقبلة موضوعها الفساد صوره ومخاطره، ويجب أن يعلم الناس أن مال  الوقف هو مال خاص وليس مال عام، ووزارة الأوقاف تنوب عن الرجل الصالح الذي وقف ماله وأرضه، ومن ثم لا يجوز ألا أعامل هذا المال بدون قيمته السوقية الحالية قائلا: "الوقف شرعا وقانونا يعامل لا بد أن يعامل بالقيمة السوقية العادلة  ولكن نراعي الأبعاد الاجتماعية للمواطنين"، مشيرًا إلى أن الوزارة بشأن الأراضي تتعاون بشكل كبير  فيما يخص النفع العام، ويتم تخفيض الأسعار بما يخدم النفع العام،  سواء في التعليم أو الصرف الصحي  وغيرها بما يخدم النفع العام على كل المستويات، وبشأن الأهالي بدأنا تقنين  الأوضاع لهم ونراعي البعد الاجتماعي  في حالات التقنين الجادة، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل الآن علي شراكة مع الدولة بملف حياة كريمة مقابل حصة عينية أو نقدية في المشروع لصالح الأوقاف. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،  إن الوزارة تنفق 1.2 مليار جنيه سنويًا منها  700 مليون جنيه لتحسين دخل الأئمة، وأنه على الرغم من جائحة كورونا إلا أن هيئة الأوقاف ستحقق نمو بنسبة لا تقل عن 16%، مشيرا إلى أن الهيئة أنفقت 175 مليون جنيه لدعم العملية التعليمية، و50 مليون جنيه لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، و100 مليون جنيه للقرى الأكثر احتياجا. وأكد وزير الأوقاف، أن الوزارة تعاملت بحسم خلال فترة كورونا وتصدت لغير المتخصصين، والتزمت بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية بشأن فتح وغلق المساجد من أجل تحقيق الانضباط، كما يتم عقد دورات تدريبية طوال الوقت للائمة، حيث تحملت الوزارة حصول ألف أمام على رسالة الماجستير والدكتوراi، والتركيز طوال الوقت على قضايا التجديد. وأوضح وزير الأوقاف، أن قرار فتح دورات المياه بالمساجد ليس من اختصاص وزارة الأوقاف، ولكن من اختصاص وزارة الصحة، وإذا رأت وزارة الصحة فتحها سيتم التنفيذ فورا، مؤكدا علي أن دورات المياه بيئة خصبة للفيروسات ومن ثم قرار الصحة هو  الملزم لنا. واستطرد "جمعة"، قائلا، الوزارة تعطي قضايا السوشيال ميديا اهتمامًا خاصًا، حيث يوجد 21 صفحة على مختلف منصات السوشيال ميديا، كما أن الوزارة قامت بعمل سلسلة من الفيديوهات الموجهة للأطفال لتحصينهم من الفكر المشدد الذي كانت تريد الجماعة الإرهابية نشره بين الأجيال الجديدة، مضيفا "نحارب المتطرفين طوال الوقت، ونحن أحرص الناس على نشر صحيح الدين الوسطى السمح، حيث تم بيع أكثر من 625 ألف نسخة من كتب مواجهة التطرف،  ونترجم هذه الكتب لمختلف لغات العالم وهناك تواصل دائم ومستمر بين الوزارة ومختلف السفارات المصرية بمختلف دول العالم". وأشار إلى ضرورة أن تكون هناك مواجهة حاسمة بشأن النشر على مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج الفتاوى  والأفكار الهدامة من خلال صفحات وهمية، مؤكدا أن العبث بعقول المصريين لا يتم السماح به إطلاقًا ولا بد من عقوبات رادعة مؤكدا أن  أكتر شيء يكون حاسم في الوعي هو الرقابة الشعبية القوية ورفع مستوي الوعي والناس لا تذهب لغير المتخصص في الفتوى. وفى نهاية الندوة، قدم النائب عبد الهادي القصبي نائب رئيس الحزب، درع الحزب للدكتور مختار جمعة، تكريمًا له وتقديرًا من الحزب، لدوره الوطني، وعلى ما قدمته الوزارة في مواجهة التطرف وتجديد الخطاب الديني، وقدم وزير الأوقاف الشكر للحزب وقياداته على الدعوة.