الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي بحظر الإفتاء من غير المتخصصين، يعد حكما تاريخيا لمواجهة دعاة الإرهاب والتطرف والقضاء على فوضى الفتاوى التي انتشرت على ألسنة دعاة ليسوا متخصصين استغلوا الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي. وبعض المساجد والزوايا لبث افكارهم المغلوطة والشاذة التي تدعو للتطرف وتغذي الإرهاب.

 

تجار الدين والفتاوى استغلوا بعض البسطاء وجهلهم وغرسوا فى عقولهم وأدمغتهم افكارا شاذة وسموم تحريض على العنف والقتل وسفك الدماء باسم الدين بينما الدين منهم براء.

 

عانى المجتمع المصري لفترة طويلة ومازال يعانى من الاثار السيئة لتجار الدين الذين استغلوا الشباب الغض لدفعهم لبؤر التطرف بفتاوى غريبة بعيدة تماما عن سماحة الاسلام وقيمه السامية التي تدعو للاخلاق الحميدة واحترام الاديان، وحسن التعامل مع الآخرين.

 

استطاع تجار الدين الذين لم يتعلموا بالازهر ..بل لايحملون مؤهلات علمية تؤهلهم للعمل فى مجال الدعوة الدينية.. استطاعوا ان يتسللوا لبعض المساجد واستغلوا الزوايا العشوائية ليس لبث افكارهم وسمومهم فحسب وانما لتجنيد بعض البسطاء والشباب وغرسوا فى عقولهم افكارا شاذة تدعو للعنف لكل من يخالفهم او يعارض افكارهم وفتاوى شيوخهم الذين يغذون التطرف والارهاب، وبث الفتنة بين ابناء المجتمع لاهداف سياسية.

 

هؤلاء المتاجرون بالدين ..استغلوا البسطاء وجهل بعض الناس ..وفقرهم لتفتيت الوطن.. وهز استقراره لاغراض سياسية خبيثة ليس لها علاقة بالدعوة الدينية ..وقد استطاع هؤلاء ان يحصدوا اموالا ضخمة باسم الدين وبتعاونهم مع جماعات شيطانية واخوانية كانت تسعى دائما للاستيلاء على السلطة لخدمة اجندات أجنبية.

 

لا أخوض فى الفتاوى الغريبة لهؤلاء الذين تاجروا بالدين .. وتسببوا فى العنف وسفك دماء الابرياء ..ولكن عندما يقول الشيخ محمد حسين يعقوب امام القاضى فى قضية ..داعش امبابة..اثناء ادلائه بشهادته ..انه ليس عالم دينى ويعترف انه يحمل دبلوم فقط لبس فى علوم الدين أو الدعوة الدينية وانما يحث الناس فقط على الصلاة ..فقد كانت اقواله مفاجأة ..لانه تعامل مع الناس على انه داعية ..طوال عدة عقود ..واصبح له اتباع وتلاميذ يتبعون نهجه ..وفتواه..ومنهم من ارتكبوا جرائم إرهابية.

 

هذا الحكم التاريخى ..هو بداية حقيقية لوقف فوضى الفتاوى التي تدعو للتطرف والارهاب ..على ألسنة دعاة غير متخصصين ..ولكن علينا ان نحذر من بعض المتخصصين الذين يبثون افكارا تدعو للتطرف والعنف ..أو العقول المتحجرة الجامدة التي تحاول اعادة المجتمع للوراء.

تم نسخ الرابط