قصة أولمبياد 1932.. الياباني المجتهد وتحطيم الأرقام القياسية وأول قرية أولمبية

تتجه أنظار متابعي الألعاب الرياضية إلى العاصمة اليابانية، طوكيو، حيث تستضيف دورة الألعاب الأولمبية في نسختها المؤجلة من العام الماضي بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا؛ ويلقي "بوابة روزاليوسف" الضوء على قصص وحكايات من تاريخ الدورات السابقة للألعاب الأولمبية، وأغرب ما جاء فيها.

بوابة "روزاليوسف" تستعرض قصصًا من دورة "لوس أنجلوس" الأولمبية عام 1932، عن أول قرية أولمبية لإقامة الضيوف والخطأ التاريخي للحكام في سباق الـ3 آلاف متر وحكاية الياباني المجتهد شوي نامبو.

أقيمت الدورة الأولمبية العاشرة في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، في الفترة من 30 يوليو وحتى 14 أغسطس عام 1932 بمشاركة 1332 رياضيًا من بينهم 126 سيدة من 37 دولة.

ولأول مرة يتخلف رئيس البلد المنظم للدورة الأولمبية عن حضور حفل الافتتاح، إذ غاب الرئيس الأمريكي هربرت هوفر، لانشغاله بحملته الانتخابية، فيما حضر نائبه شارلز كورتيس.

أول قرية أولمبية

كما شهدت دورة لوس أنجلوس 1932- لأول مرة- وجود "قرية أولمبية" لإقامة الضيوف، وحرص نجوم هوليوود على حضور حفل الافتتاح، ومنهم ويل روجرز وجاري كوبر وكلارك جبيل.

دورة تحطيم أرقام ألعاب القوى

شهدت دورة لوس أنجلوس 1932 تحطيم أرقام ألعاب القوى القياسية، حتى إن البعض أطلق على الدورة لقب دورة تحطيم الأرقام في ألعاب القوى وحرص 70 ألف متفرج على حضور منافسات "أم الألعاب" التي شهدت تحطيم 11 رقما للسيدات و9 أرقام للرجال، وحصلت أمريكا على 16 ميدالية ذهبية من أصل 19 وتم تسجيل 116 رقما أولمبيا جديدا و21 رقما عالميا والرقم الوحيد الذي لم يتم تحطيمه كان الوثب الثلاثي.

أول ظهور لـ"فوتو فينيش"

كانت هناك منافسة عنيفة في سباق الـ100 متر، ما اضطر الحكام للجوء إلى الصورة النهائية "فوتو فينيش" لتحديد الفائز من بين الأمريكيين إيدي تولان ورالف مينكالين، وتأكدوا أن جسم تولان تقدم بفارق ضئيل جدا عن جسم منافسه ولم يكتف تولان بالفوز بسابق الـ100 متر وحقق ذهبية الـ200 متر مسجلًا رقمًا أولمبيًا جديدًا 21.2 ثانية ليكون أول أمريكي أسمر يفوز بميداليتين في سباقات المسافات القصيرة.

خطأ تاريخي يهدي الفضية للإنجليز

رغم استخدام الأدوات الحديثة في التحكيم لأول مرة إلا أن الحكام أخطأوا في سباق الـ3 آلاف متر وجاء الخطأ على حساب المتسابقين الذين استمروا في الجري لفة زائدة ولم يتأثر الفنلندي فوماري إيزوهولو بهذا الخطأ وفاز بالذهبية بينما تأثر به الأمريكي جو ماكلوسي الذي خسر الميدالية الفضية بعد أن لحق به الإنجليزي توم إيفنسون وتخطاه في اللفة الزائدة.

حكاية الياباني المجتهد

الياباني شوي نامبو شارك في دورة أمستردام الأولمبية عام 1928 في ثلاث مسابقات، واحتل المركز التاسع في الوثب الطويل، والرابع في الوثب الثلاثي، وشارك في سباق التتابع 4×100 متر مع منتخب بلاده، وبعدها قام بتطوير أدائه عبر مراقبته عدة أمور طبيعية وصناعية، فطوّر تقنية الجري من خلال مراقبته الأحصنة، كما قام بتعديل ميكانيكية حركة ذراعيه من خلال تدقيقه في حركة عجلات القطارات، كما استفاد من القردة والضفادع في تنمية تقنية قفزه، وفي دورة 1932 شارك وهو يحمل الرقم القياسي العالمي لمسابقة الوثب الطويل، لكنه حل ثالثًا في هذه المسابقة ثم فاز بذهبية الوثب الثلاثي محققًا رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا وبعد اعتزاله عمل محررًا رياضيًا ومدربًا للمنتخب الياباني لألعاب القوى في أولمبياد طوكيو 1964.

3 ذهبيات للسباحة ماديسون

السباحة الأمريكية هيلين ماديسون فازت بثلاث ميداليات ذهبية في أولمبياد 1932 في سباقات 100 متر و400 متر والتتابع 4×100 متر وحطمت 16 رقمًا قياسيًا عالميًا في مسافات مختلفة بين عامي 1930 و1931 ودخلت عالم التمثيل بعد أولمبياد 1932 فتم اعتبارها محترفة ومنعت من المشاركة في أولمبياد برلين 1936 وبعد اعتزالها عملت في التدريب وبائعة في مخزن تجاري وممرضة وتوفيت بسبب مرض خطير عن عمر 57 عامًا وتم تدوين اسمها وسجلها في المتحف الأولمبي الأمريكي عام 1992.

أما الأمريكية بايبي ديدريكسون فكانت واحدة من عظم اللاعبات في التاريخ، حيث فازت في دورة لوس أنجلوس بمسابقتي رمي الرمح والـ80 متر حواجز وفضية الوثب العالي بعد وثبة إضافية مع منافستها جاين شيلي، وكان بإمكانها أن تنافس في أكثر من ثلاث مسابقات إلا أن القانون- وقتها- لم يكن يسمح بذلك، رغم أنه كان باستطاعتها أن تحصد ميداليات في رمي القرص والوثب الطويل وسباق التتابع.

بعد دورة لوس أنجلوس لعبت الجولف وفازت ببطولة الولايات المتحدة للهواة عام 1946 وفي عام 1947 فازت ببطولة بريطانيا للهواة، ثم تحولت للاحتراف وفازت ببطولة الولايات المتحدة أعوام 1948و 1950 و1954، كما مارست كرة السلة بنجاح.