"فأس وحفرات في اللحم" سيرة إبداعية للشاعر مؤمن سمير في معرض الكتاب

تضمنت إصدارات دار "النابغة" في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52، كتاب "فأس وحفرات في اللحم – أوكار اللعب مع الحياة" للشاعر والكاتب مؤمن سمير. 

يحتوي الكتاب على وحدات سردية أو مقالات تشكل فصولا متصلة منفصلة يجمعها موضوع مهيمن، هو اللعب والتفاعل والتعاطي والنظر وإعادة النظر، مع الحياة والموت والكتابة والشعر. 

ويشكل كل فصل من الكتاب جولة أو خبرة أو وجهة نظر أو طريق أو طريقة في التعامل مع هذا الوجود الملتبس المحير الذي لا ثبات فيه لقيمة ما ولا خلود لفكرة أو فلسفة، ولا يقين كامل ينضوي تحته الجميع، وإنما هي الصيرورة الدائبة. 

وتعتمد الكتابة هنا، كما يقول المؤلف، على السيرة الذاتية، عبر مشاهد الذاكرة التي يتم تضفيرها مع المغزى النفسي، وصولا للحظة الكشف والتقاطع مع (الحياة) المتسعة والمكتنزة بالمعاني والأفكار والفلسفات. 

وتنبني تلك الكتابة كذلك على تصور إبداعي وجمالي للمعنى والغاية المراد الوصول إليها عبر الفصول/ المقالات، بحيث يتكون وينبني كل فصل من كتابة إبداعية تجمع بين خصائص عدة أشكال أدبية، ففيها من السرد القصصي وفيها من الطاقة الشعرية، كما تعتمد على نظريات علم النفس حتى تصل الرسالة التي هي خبرة إنسانية تخص هذا الإنسان بالذات لكنها تتقاطع وتتواشج مع كل إنسان آخر، ومن ثم تتعدد الفصول لتوسيع دوائر الاحتمالات التي يدخل معها القارئ في الحالة ليبني ويرسم حالته هو. 

ويضيف مؤمن سمير: شغلني موضوع ارتباطنا بالحياة الواقعية مبكرا، حيث تفاعلت معه منذ بدايات وعيي بشكل متقطع عبر نصوصي المتفرقة، الشعرية والمسرحية، وكذا المقالات والنصوص، حيث كنت أرى وأحس وأشم في كل كتاباتي دبيب التفاعل الحذر حينا، وحينا المتهور مع هذه الحياة، وكنت أدرك أننا ننتقل طول وجودنا من فصل إلى آخر ومن طور فكري إلى ثان ومن اعتماد طريقة ومنهج في التفكير إلى النقيض منها ومنه. 

ويتابع: في حياتنا المزدحمة تلك، نحن نبني التصورات ونعتبرها يقينا وعقيدة ثم ننقضها ونبني على أنقاضها حياة أخرى هي - وهذه هي المفارقة- حياتنا أيضا، فقررت أن ألم أذرع الحياة التي اشتبكت معها – بشكل واقعي وبشكل فني وجمالي كذلك– بين دفتي كتاب واحد لتظهر الحكاية – التي هي نحن ووجودنا كلنا ولكن باستعارة حياتي أنا وقصتي أنا كمثال وعينة - في بوتقة واحدة ومعين واحد يسهل تعاطي الفكرة ككل دون إغفال وجه من وجوه القصة أو ظل من ظلالها.