الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

"المعلم إلياس حلاق "الأستاذ".. والأستاذ سعيد فريحة يبدأ نهاره في مكتبه مع "المعلم إلياس"، حيث اعتاد أن يحلق ذقنه، فيضع وجهه بين يديه، ويتركه يُمرر الموس عليه بتؤدة وطول بال، يقضم الشعيرات التي تمد رأسها من مسام جلد وجهه. 

 

وكان "قش ذقن" الأستاذ، “كما يقول اللبنانيون عن حلاقة الذقن” يطول. فقد كان "المعلم إلياس" الصبور، الجليد، يرفع الموس عن وجهه الأستاذ عند دخول أحد المحررين أو ضيف ثقيل أتي من دون ميعاد، وفي أحايين كثيرة، ليرد الأستاذ على المكالمات كلما جن جرس الهاتف من الرنين.

 

والأستاذ سعيد، ما تذكرته في سويعات التأمل في ماضي ما كان، إلاَّ و قَفَزَ إلى ذهني التناغم الدائم والفاعل، بين القدر وحياة البشر.

 

و"القدر" هو الذي نظَّمَ، ورتَّبَ، ودَبَّرَ, وتدَبَّرَ، حياة ذلك الصبي، الذي عرف اليُتم باكراً، فحُرم حنان الأم، ولم ينعم بحضانة الأب.

ظلمته الحياة، فتحَمَّلَ ضَيْمَها، عارك الدهر، وشقي في تضاريسه، ساكناً، صبوراً، جليداً على الوجع والجوع.

 

رماه "القدر" في "حلب"، صبي حلاق، يكنس الدكان، وينتظر "البقشيش" من الزبون. ما كان يعرف "فك الحرف"، فَتَعَلَّمَ على نور مصابيح الطرقات، من خوف أن يراهُ شقيقه، وهو يحمل كتاباً ويفك رموز وأشكال أحرف ليتعلمها، ويحفظها، ويتعود بالمران والتكرار على كتابتها، وقد حباه الله بذاكرة حفّاظة، وبذكاء لمَّاح. 

 

لما بلغ الحلم، أصبح شديد المراقبة، لا يقع بصره على شيء إلا و تحرّاهُ، في فضول المثابر، الملحاح، كل ذلك إلى ثقة في النفس عارمة، وغامرة، تصنع في العادة "العصاميين"، غير الهيّابين للعقبات، فيقتحمون "المجهول"، ويستسهلون الصعاب.

 

والمستحيل، عند الرجال من خميرة وعجينة سعيد فريحة، ليس برجاً عاليا بلا سلم، أو نجماً في الفلك نعجز عن بلوغه، "المستحيل"، كما قال لي الأستاذ سعيد في جلسة صفاء في حديقة "أوتيل شتورا بارك" عند صاحبه الحميم نجيب حنكش:

 

"المستحيل هو منا نحن، ويكفي أن نتجاهله ليزول، ومتى زال من نفسك وذهنك، فُتحت أمامك أبواب النجاح". ولأنه هكذا كان ينظر إلى الحياة، واجه  قَدَرَهُ و تحدّاهُ، وتحدّى الدنيا كلها.

 

ووضع سن القلم على الورق وكتب، وكلماته الملزوزة، العفوية، التي كانت تنقل الخبر والحادث، كما هو، من دون تزويق وتلوين، بدأت تسترعي الانتباه.

 

كان "المخبرون" في صحافة الثلاثينات قلة، وغالباً لا يجيد بعضهم نقل ما يسمعون أو يرون، بشكل يُسّهِل على "مطبخ" الأخبار في الجريدة، من إعادة الصياغة والنشر.

 

وبرع سعيد فريحة في رسائله وإخبارياته، وأصبح من أبرز "المخبرين" الصحفيين، تنشر له "التقدم"، وتتهافت عليه "القبس" الدمشقية، و"الأحرار " البيروتية، التي كانت، في أحايين كثيرة، تنشر رسائله على الصفحة الأولى.

وتحول  سعيد فريحة، إلى كتلة زخم دائمة الحركة، يُقْدِمُ ولا يَتَرَدّدُ، يستشف الخبر، فيسبق الكل إليه، وإلى كشف ما استتر، وغَمُضَ، وانغَلَقَ، بجرأة، تحسب للعواقب ولا تأبه بها. 

 

 

عروبي... وعروبته تعلمها من مدرسة "الكتلة الوطنية" السورية، العالية الباب والقباب، التي كانت بيدها مصائر سوريا،  وتتلمذ على إبراهيم هنانو، سعد الله الجابري، عبد الرحمن الكيالي، وسائر أبناء لفيفهم من الوطنيين.

 

ويعود سعيد فريحة إلى بيروت التي أحب، فنقلت "الحديث"، وكانت جريدة لها وزنها وانتشارها، وتُرفع لمحرريها القبعات. ويلعب "القدر" مرة أخرى في حياة الأستاذ سعيد، فيتم اللقاء الأول بينه وبين رياض الصلح، فبذل له السياسي الأريب المحنك ودَّهُ ومكانه، ورغب في صداقة مديدة أثمرت صدور "الصياد"، فتدبر له الصلح العون والمدد، ومع ولادة الاستقلال اللبناني، ولدت تلك المجلة، وبطلب من رياض الصلح، تكفل الثري نجيب صالحة في بناء بيت "الصياد" الأول في الحازمية.

 

كانت مجلة "الدبور" التي أصدرها يوسف مكرزل سنة 1933 المجلة الكاريكاتورية، النقدية، الساخرة الوحيدة في لبنان، فانتشرت، وراجت، وأصبحت على كل لسان وشفة، “صار  يُتندر بها كلما أراد واحد ذم آخر فيقول: "وجهه مثل التي ترسمه الدبور"، وكانت لا تحابي الصلح ولا "الاتحاد الدستوري" وكتلته البرلمانية، وهو حزب الرئيس بشارة الخوري، فشاء الصلح أن تكون "الصياد" صنو "الدبور"، وتزيحها من مكانها ومكانتها. وكان ما كان.

 

وإذا كان سعيد فريحة أخذ عروبته من "الكتلة الوطنية" الدمشقية، فإنه أخذ لبنانيته وعنفوانها من رياض الصلح وبشارة الخوري، أول رئيس للجمهورية اللبنانية المستقلة.

 

 

انتفخ بالزهو، وهو يعطيني نسخة من عدد "الصياد"، مرّ على عينيه بريق نشوة غامرة، تسربت، من دون أن يدري، وراء ابتسامة شعر أنها ضرورية لكسر جليد الجلسة.

 

تنحنح، تأهبت لسماع سبب طلبه الاجتماع بي مجدداً، دارت عيناه في محجريهما دورة سريعة، تأنى في مخارج الكلمات:

 

"عرفت من بسام أنك رفضت ما عرضه عليك للعمل معنا...".

 

صمت قليلاً، حكّ جلدة رأسه، عرف أنه شدّ انتباهي، وهبت نفسي لكل الظنون، أكمل:

 

"دعك من بسام... أنا أريدك معنا في الدار".

 

قَلَبَ فنجان القهوة في جوفه دفعة واحدة، راح يفتش بعينيه قبل يديه، في الطاولة المعجوقة بالأوراق، تعثرت حركات يديه، اهتدى أخيرا إلى ما كان يفتش عنه. أخرج من ملف كبير "ماكيت" ملونة لمجلة، قَرَأَ اسمها بتلذذ  ونشوة:

 

"سَمَرْ... هذي سَمَرْ"

ومدَّ يدَهُ وأعطاني "الماكيت" المصممة بإتقان وحِرفية، وقبل أن أفُرَّ صفحاتها بأصابعي، سَبَقَني إلى الكلام: "أريدك أن تتعاون معنا على إخراجها.. وأطلب المبلغ الذي يرضيك، من دون أن تكون في "كادر" وجهاز الموظفين في الدار... سمي نفسك يا سيدي مخرج بالقطعة"!

 

وأطلق ضحكة مجلجلة اهتزَّ لها كل كيانه. ظلّ في نفسه شيء يدفعه إلى الكلام:

"كلما أنجزت عدداً تمر على قسم المحاسبة فتجد مستحقك جاهزاً... وحبة مسك، كما نقول نحن اللبنانيين. هذا ما قصدت بكلمة مخرج بالقطعة.

تناثرت عباراته، تمددت ابتسامة على شفتيه، غالبت تجمد الكلام على طرف لساني، قلَّبتُ صفحات التصميم القشيبة بأصابعي الملهوفة، ومعها الأفكار المتلاطمة في رأسي، أعجبتني فكرة المجلة، وراقت لي أبوابها، أعادني صوته إلى رشدي:

"إيه... شو رأيك ... متفقين؟".

وسكت، سحب سيجارة من علبة السجائر، حبسها بين شفتيه وأشعلها، أحمر رأسها، عبّ نفساً عميقاً، نَفَثَ الدخان، انتظر أن أقبل، أدرك في قرارة نفسه أنني سأقبل. و... قبلت.

 

وقد لمست الحرية التي كان اللبنانيون ينعمون بها ويتفيأون ظلها. فالحرية شرطاً أساسياً لبلوغ المعرفة. وهذه الحرية فتحت الباب وسيعاً أمام شركات توزيع الكتب والمطبوعات، لتوزيع كل صحف العالم بلغاتها شتى، وثمار مطابع دور النشر العربية والدولية، فكنت تمر على المكتبات تلملم من على أرففها ما شاء لك من جرائد ومجلات، وكتب عربية وأوروبية وأمريكية.

 

في الستينيات، راجت في بيروت مجلات "الروايات المصورة" Photo Roman التي كانت رأت النور  في "استوديو لانسيو" في روما، إلا أن التجربة ظلت خجولة إلى أن قام الأخوين Del Duca في تطويرها سنة 1947، فكانت مجلة ll Mio Sogno (حلمي)، ثم مجلة Bolero التي أطلقت صوفيا لورين، وكانت في السادسة عشرة من سنيها، وجينا لولو بريجيدا، وأورنيللا موتي.

 

وكالعادة غارت باريس من روما، فصدرت فيها سنة 1949 مجلة  Festivalأول مجلة "فوتو رومان"، ثم كرّت حبات السبحة:  Film completوRoman Magazine   إلى أن صدرت مجلة Nous Deux سنة 1950، فتربعت على عرش تلك الموجة من المجلات. وكانت توزع أسبوعياً مليون ونصف المليون نسخة في فرنسا والدول الفرانكوفونية.

 

وأصبحت Nous Deux الأولى في بيروت ولم تستطع Hebdo Roman التي كانت صدرت بعدها بحِلّة مختلفة، ومتعوب عليها، زحزحتها عن عرشها.

 

واستلهمت إلهام فريحة من تلك المجلات فكرة مجلة "سَمَرْ"، فكانت أول مجلة "فوتو رومان" في العالم العربي. وبعد لقاءات عمل معها لبلورة الفكرة، بدأت في وضع التصاميم والرؤية للصفحات، والمشاركة في اختيار أحرف العناوين، و"التراويس"، وأحرف النصوص.

 

ولم تقتصر "سَمَرْ" على الروايات المصورة، وغالبيتها مترجمة، بعد الحصول على حقوق نشرها وترجمتها، إنما أدخلت عليها أبواب مثل مشاكل المراهقات، علم النفس، التدبير المنزلي، الطهي، والرياضة والأبراج... وأُختير الزميل الراحل حافظ محفوظ، ليكون المدير المسؤول.

 

وانطلقت "سَمَرْ" أسبوعية، فاستقبلها القراء بلهفة، وأقبلوا عليها، فأخذت بعد العدد الخامس تحقق انتشاراً ملحوظاً، وتتزايد تدريجياً نسبة المبيعات، ويقل المرتجع، ولم توصد في وجهها أبواب الخليج، التي تسهل الحصول على الإعلانات وجني الأرباح، فتربعت في المكتبات، وتخاطفها القراء.

 

ونجاح المجلة أوجد منافسين لها، مشوا على خطاها، فصدرت "ريما فوتو رومان"، وتبعتها مجلة "نورا"، والأكثر جدية في المنافسة كانت مجلة "دليلة" التي تخلّت عن نقل وترجمة الرويات المصورة، واعتمدت لأول مرة، ممثلين بارزين في التليفزيون اللبناني، أمثال: أحمد الزين، أكرم الأحمر، جاكلين، علي دياب، شوقي متى وغيرهم من ممثلين ذياك الزمن.

 

ومن نجاح "سَمَرْ" ولدت "فيروز"، التي تحولت إلى مجلة المرأة العربية الأولى، تنافس وتزاحم "حواء" شيخة المجلات النسائية، بحجمها وورقها المصقول وإخراجها المتميز.

 

"الأنوار" التي صدر عددها الأول في 25 من أغسطس سنة 1959، بعد "صيف الدم" الذي هزَّ البلاد سنة 1958، وكاد أن يقوض البنية الاقتصادية والاجتماعية.

 

ومثلما صدرت "الصياد" في ظروف عزّزت الاستقلال والوحدة الوطنية، صدرت "الأنوار"، لتتابع مسار الوحدة الوطنية، مع فارق أنها أكدت على الدور الناصري وتأثيره في السياسة اللبنانية.

 

فما جرى في صيف 1958 حيث قام عبد الحميد السراج، رئيس المكتب الثاني و رجل دمشق القوي، بجمع رجال المعارضة فيما سمي، وقتها، "الجبهة الوطنية. وتهريب السلاح من دمشق الى بيروت، وفي الثامن من مايو 1958 نُفذت عملية اغتيال نسيب المتني، المعارض للرئيس كميل شمعون. 

 

لكن سرعان ما لملمت بيروت نفسها، والتأمت جراحها، لتسكن من جديد في وجدان كل عربي، عاصمة العرب بلا منازع، وموئل فكرهم، ومرتع ثقافتهم، ومصنع إشعاعهم وطلتّهم الحضارية على العالم.

 

و لأن الصحافة اللبنانية هي تعبير عن لبنان الليبرالي، ذي التركيبة المتنوعة الحساسة، والمستنيرة، والأكثر تواصلاً وانفتاحاً على العالم... فإنه من الطبيعي أن تنعكس على صفحات جرائده ومجلاته، رياح الأيديولوجيات، والسياسات، والمحاور، التي تهب وتعصف في المنطقة، وأن يتنافس الزعماء العرب على خطب ود تلك الصحف التي كانت تنقل معاركهم، ومساجلاتهم، وسياساتهم، وتروّج لأفكارهم، مهما كانت ملتوية، وهدّامة, وضارة.

 

وأدرك جمال عبد الناصر مدى أهمية بيروت، بموقعها الجغرافي، ومركزها, وانفتاحها، وتنوعها، وحرية صحافتها... ففتح كيسه، وراح ينفق على الصحف اللبنانية، إلا من عصي عليه منها: "النهار"، "الحياة" والجريدة" L’Orient  "الصفاء".

 

كان أنور الجمل, الملحق الصحافي المصري في بيروت، هو المحاسب، وحامل دفتر الشيكات... فكان ظاهرة لا تتكرر، لعب الدور المرسوم له بكل جدارة... إلى أن  رحل جمال عبد الناصر.

 

في أحد اجتماعات القمة للملوك والرؤساء العرب، اشتكى أمين الحافظ من الحملات الناصرية التي يتعرض لها الحكم في دمشق، وقال له:

 

"يا ريس... حوش عنا جماعتك، والحملات المسعورة ضدنا". ضحك عبد الناصر وردّ عليه قائلاً:

 

"شايف دول إللي بيشتموك... دول بيشتموني إذا أنا لم أدفع لهم"!

والناصرية علقت في شباك "دار الصياد". وأصبحت "الأنوار"، ناصرية بامتياز. تقتات خبزها من معجن عبد الناصر ودولته، تضرب بسيفه، تروج لسياساته، تدافع عن قراراته، وتهاجم من يهاجمه، وتخاصم من يخاصمه... ولشدة تعلقه بجريدة صديقه سعيد فريحة، طلب أن  تُنشر مقالة محمد حسنين هيكل "بصراحة"، الموحى بها، في الوقت نفسه في "الأهرام" و"الأنوار".

 

وكان سعيد فريحة وثيق الصلة بالأخوين علي ومصطفى أمين، ولم ينكر أو يتنكر أن لمصطفى أمين الفضل في التعرف على عبد الناصر، قبل أن يغضب عليه الريس ويتهمه بالتخابر والتعامل مع "جهة" أجنبية ويرميه في غياهب السجن! وكان سعيد فريحة وفياً لصديقه مصطفى أمين، فكتب في "الأنوار"، وبجرأة تحسب له، مطالباً عبدالناصر بالإفراج عن مصطفى أمين.

 

وفي سنة، كنت ما أزال أتعاون مع "دار الصياد"، حاول الأستاذ سعيد أن يلقح الدار بشيء من مدرسة "الأمينين"، المختلفة تماماً عن المألوف في الصحافة اللبنانية. وفي إحدى جلسات العمل، لاحظ علي أمين أن المحررين البارزين لم يكونوا على وفق مع طروحاته، ونظريته في العمل الصحفي... فسحب نفسه. ترك "الأنوار" والدار وما فيها، وعاد أدراجه إلى لندن.

 

ما كان سعيد فريحة يكتب بيده. كان يُملي عفو الخاطر ما كان يريد كتابته. وكل مرة كان يختار محرراً، وإن كان في أغلب المرات يملي على جورج إبراهيم الخوري, رئيس تحرير مجلة "الشبكة".

 

بين معاصريه، في الصحافة اللبنانية, كان لسعيد فريحة "طابع خاص"، ففي حين كان جورج نقاش صحافي القلم الأمض، وكامل مروة صحفي الخبر الأبدع، ورشدي المعلوف سيد "المختصر المفيد" البليغ... فهو كان رائد "الصحافة الشعبوية"، العفوية، وأسلوب "سليقة قلمية"، كما وصفها غسان تويني ذات يوم.

 

كان الأستاذ سعيد يضيق في "التعمق بالبحث"، يروي "الخبرية" بعفوية وبساطة، ويُملي الخبر كما هو، قليل العزم على التوثيق.

 

في لقاءاته مع رجال السياسة، كان سعيد يسحب الخبر منهم بلباقة ملفتة ومدهشة، وعندما كانوا يعودون إلى بيوتهم ومكاتبهم، ويتذكرون كيف انزلق لسانهم، وقالوا ما قالوا أمام الأستاذ سعيد، يندمون أشد الندم، ولكن بعد فوات الأوان، فالخبر نُشر في "الصياد" بصيغة، وفي "الأنوار" بصيغة أخرى.

 

وتمضي بي الأيام، يوم ميت بآخر مولود... 

 

وتهّب العاصفة على لبنان.. تكسر كل شيء!                                               

تم نسخ الرابط