الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

تعتبر مفاهيم فن الدبلوماسية من المرتكزات الحديثة في إدارة العلاقات العامة، والعكس هو الصحيح، لأن العلاقات العامة ونظرياتها تعتبر من أهم  سمات كاريزما الدبلوماسي  المتميز في مجال عمله، وحتى الإنسان البسيط يحتاج إلى أبسط نظريات العلاقات العامة لينجح في حياته.

نظريات العلاقات العامة ومفاهيم الدبلوماسية تستند إلى كثير من المفردات أهمها؛ مهارات الاتصال والتواصل/ إتيكيت لغة الجسد / إتيكيت نبرة الصوت / إتيكيت فن ولباقة الحديث/ علم النفس الاجتماعي / الثقافة والتحصيل الدارسي واللغات/ القيادة الرشيقة/ التواضع والمصداقية بالطرح.

 

فليس من سمات التفوق في العلاقات العامة ومفاهيم الدبلوماسية، أن يجلس الدبلوماسي في مقر بعثته متقوقعاً في غرفته ومنهمكاً في أعمال إدارية بحته وروتينه، تاركاً المجال الأهم في عمله، مهما تكون درجته ووظيفته في البعثة ( سواء سفير أو من الدرجات الدبلوماسية الاخرى) لأن من أهم أهداف البعثة ليس جلب الاستثمارات الاقتصادية فقط لبلدها، بل واستقطاب جميع الكفاءات العلمية في مختلف المجالات منها ( الصناعية / الزراعية / الدوائية /الطبية / العلوم الانسانية / الهندسية، وغيرها من العلوم المطلوبة في حياتنا اليومية) حيث تعتبر الدول المتقدمة هؤلاء (فاكهة وثمار جاهزة) عليها الاستفادة من خبراتهم، وأقرب مثال على ذلك أنه بعد احتلال العراق الشقيق عام 2003، فتحت دول أوروبا الغربية أبوابها لأغلب الكفاءات الطبية والهندسية والأكاديمية العراقية، وكذلك قسم من دول الجوار لما لديهم من خبرات علمية رصينة، كل في مجال اختصاصه، بل ذهب بعض أعضاء السفارات  الغربية بالاتصال المباشر معهم بغرض استقطابهم لبلدهم، قبل أن تأخذهم دول أخرى.

 

ويأتي هذا من خلال  اللقاءات المباشرة وغير المباشرة، وجني ثمار العلاقات العامة من المجتمع، والتعرف على أفضل الكفاءات والقامات واستقطابهم للبلد، وهذا لا يتم إلا بنظريات ومفاهيم الدبلوماسية والعلاقات العامة، وعلى الدبلوماسي أن يتسلح بأفضل المعلومات عن البلد الذي يعمل فيه، بالإضافة إلى لباقة الحديث وفنونه، واستخدام المجاملات في أرقى مراحلها بغرض تحقيق أفضل النتائج لبلده، بعيداً عن العمل الروتيني. 

 

وتُعتبر الدبلوماسية بكل تفرعاتها وإدارة العلاقات العامة مجالين من أهم مجالات الحياة، العلاقات العامة وتطبيق مفاهيم الدبلوماسية بالحياة اليومية هي من أبرز سمات الكاريزما النموذجية المتحضرة والمطلوبة في يومنا هذا، لأنها تحقق أفضل النتائج بأقل المفردات المطروحة، وتكون سمات القيادة الرشيقة هي أبرزها، فالاثنان يشكلان قمة النجاح في الحياة اليومية، سواء في سعادة أفراد العائلة أو على المستوى الاجتماعي بين العائلات، مروراً بالدوائر، وصولاً إلى سلطة الدولة العليا في التعامل مع المحيط الخارجي.

 

وتحاول أغلب المدارس الدبلوماسية صياغة وتدوين النظريات والمفاهيم المتطورة والحديثة لفن إدارة العلاقات العامة مع التطور التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي الحاصل بالعالم. 

 

إن أداة مفاهيم الدبلوماسية هي كيفية إدارة دفة العلاقات العامة، ومدى تأثيرها في تحقيق الأهداف المخطط لها من حيث تواصلها والنتائج المتوخاة من حاجة المجتمع لها في عالمنا اليوم، حيث أصبحت اليوم ضرورية، لأن هذا النشاط أو الإدارة يعتمد ويدرس سلوك وحاجة واحتياج الأفراد والجماعات والحكومات، ويعتمد فن الدبلوماسية إلى درجة كبيرة على إدارة العلاقات العامة لتشابك النظريات والأهداف معًا في أغلب وجهات المجتمع، سواء الفردية أو الرسمية، خاصة في مجال التنمية وإدارة عجلة الاقتصاد والمجالات الأخرى. 

 

والعلاقات العامة ومرتكزاتها الحديثة، هدفها الاستراتيجي هو التواصل والاتصال المنفعي الصادق والأمين بغرض الوصول إلى الهدف، معتمدة على عدة مؤهلات، أهمها: سمات الشخص أو القائد في عمله/ جمع المعلومات/ إدارة المناقشة/ نظرية ترتيب الأولويات/ نظرية التأثير المباشر "قصير المدى"، ونظرية التأثير التراكمي "طويل المدى"، كما أنها تساهم مساهمة فعالة في مد الجسور لإقامة أقوى الروابط بين المؤسسة وجمهورها، والمساهمة الجادة في رسم الصورة اللائقة عن نشاطات وسياسات هذه المؤسسة، وبذلك فإن للدبلوماسية دوراً كبيراً في التأثير ايجابياً أو سلبياً في أجندة العلاقات العامة، من حيث أنها تستند على المعلومات الأساسية التي تمرر من قبل البعثات الدبلوماسية المنتشرة في مختلف بقاع  العالم، بغرض إيصال ما هو مفيد للبلد.

 

والعلاقات العامة تُبنى بشكل جوهري على العنصر البشري والقيادة في المؤسسات والمؤهلات الشخصية للأفراد العاملين، والتي تعتبر حجر الأساس في التقدم والتفوق على الآخرين، ومن المؤهلات المطلوبة (التخاطب، الاستماع، الكتابة، لباقة الكلمة، حسن المظهر، البساطة، التواضع، الثقافة، الحماسة، الكياسة، التنظيم في هيكلة العمل، التواصل والمتابعة، القدرة على التعامل مع المفاهيم الإدارية، إمكانية صنع واتخاذ القرار في الأوقات الحرجة، مواكبة التطور والمناهج الحديثة، وأخيرا الاهتمام بموضوع الإتيكيت، خاصة احترام الوقت).  

دبلوماسي سابق  

تم نسخ الرابط