الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

صحيفة سعودية: العالم أمام لحظة حاسمة بسبب التغير المناخي

بوابة روز اليوسف

 أكدت صحيفة "الاقتصادية" السعودية أن العالم أمام لحظة حاسمة بسبب التغير المناخي الذي بات القضية الأهم في العصر الحاضر، مشيرة إلى أن الحقائق المشاهدة اليوم تؤكد وجود تغيرات كبيرة تحدث على من حين إلى آخر، فحدوث ظواهر صحية، من مثل انتشار فيروس كوفيد - 19، وغيره من الفيروسات مثل مرض فيروس أيبولا، وإنفلونزا الطيور.

وذكرت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم السبت، بعنوان (مناخ متغير وسيناريوهات مخيفة) - أن تزايد مخاطر هذه الأمراض كل يوم، يحدث نتيجة التقارب بين الحيوانات البرية والبشر، وذلك حسب النظريات العلمية التي تطرح من فترة وأخرى من مراكز البحوث العلمية والجهات المهتمة بهذه الظواهر الكونية، وهو التقارب الذي لم يكن ليحصل لولا اقتحام الإنسان مناطق وبيئة هذه الحيوانات والأحياء البرية، وعدم وجود فرصة لهذه الكائنات للهروب بعيدا، حيث تقلصت مساحات الغابات. كما أن الجفاف الذي يضرب بأطنابه كل صيف وارتفاع درجات الحرارة تسبب في اقتراب هذه الحيوانات من المناطق المأهولة بالبشر.

وأضافت أن هذه الظواهر ليست الوحيدة المقلقة، فقد رأى العالم كيف اجتاحت الفيضانات أجزاء من مقاطعة هنان في الصين الشهر الماضي، وانتهت بمقتل نحو 300 شخصا، مضيفة أن العالم شهد قبل أسابيع من أحداث الصين تلك الفيضانات التي اجتاحت القرى في ألمانيا، والموجات الحارة غير الطبيعية في أمريكا الشمالية، وأخيرا اندلعت الحرائق في تركيا واليونان وإيطاليا وشملت دولا أخرى، بسبب درجات حرارة محرقة، وسجلت الكوارث أرقاما مخيفة من الخسائر والأضرار الطبيعية والاجتماعية، وبالطبع الاقتصادية، بشكل عميق في ظل توقف حركة الحياة اليومية في هذه الدول التي شهدت أعاصير أو أمطارا أو حرائق.

وأشارت "الاقتصادية" إلى أن الأسئلة المطروحة بقوة الآن على الساحات الدولية، ومن خلال التقارير الصادرة من المنظمات المهتمة بشؤون الطبيعة والمناخ وعلوم الجغرافيا، هل أدى تغير المناخ إلى زيادة احتمال وقوع هذه الكوارث؟ وهل جعلها أكثر سوءا؟ وهذه الأسئلة تقود إلى فهم العلاقة السببية المباشرة بين كل حالة من حالات الأعاصير والفيضانات أو الحرائق وبين التغير الذي حدث في المناخ عموما، مبينة أن علماء المناخ يعتقدون أن تحديد الرابط بين التغيرات المناخية وحدوث حالة معينة من الجفاف ليس أمرا حتميا، فالتغير المناخي لم يكن الدافع الرئيس للجفاف البرازيلي في عام 2014 - 2015، الذي حصل جزئيا بسبب الطلب الناتج عن الزيادة السكانية. فيما يشدد فريق آخر من العلماء على أنه من الخطأ أن نفترض أن هذه الأحداث ليست مدفوعة بتغير المناخ أو تتفاقم بسببه .

وشددت على أنه بالرغم من عدم إمكانية إثبات العلاقة السببية بين تغيرات المناخ والأحداث التي تحصل على الأرض من فيضانات وجفاف وغير ذلك، إلا أن الاحتباس الحراري الذي شهدته الأرض خلال الأعوام الـ50 الماضية، هو من تأثير الإنسان واستخدامه المفرط للطاقة، ويؤيد هذا الاتجاه عدد متزايد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بمتابعة التغييرات المناخية.

وتابعت "الاقتصادية" أنه في هذا السياق، طرح تقرير لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ، خمسة سيناريوهات محتملة للمستقبل، تعتمد على مدى السرعة، التي سيحد بها البشر من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهذه السيناريوهات تمت من خلال حسابات معقدة أخذت التغيير في المناخ ضمن موضوعات أخرى شملت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في مجالات، مثل السكان والكثافة العمرانية والتعليم واستخدام الأراضي والثروة. وتعمد السيناريوهات على قدرة الدول على تحقيق مستهدفات اتفاقية المناخ.

ولفت إلى أن السيناريو السيئ يكون عندما لا تلتزم الدول بالاتفاقية، فترتفع الانبعاثات ودرجات الحرارة باضطراد وتزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لمثل المستويات الحالية، وتقريبا بحلول 2050، ويتزايد التنافس فيما بين الدول مع التركيز على الأمن الوطني وضمان الإمدادات الغذائية لشعوبها. وفي كل التوقعات من السيناريوهات المطروحة سيستمر ارتفاع درجات الحرارة وستختفي الثلوج البحرية فعليا في الدائرة القطبية الشمالية في واحد على الأقل من فصول الصيف خلال الـ20 عاما المقبلة.

 

تم نسخ الرابط