نحن أمام اختبار إنسانى حقيقي لايمكن تجاوزه إلا بالتضامن، وتغليب الضمير اليقظ، والرحمة الخالصة، والعدالة الإنسانية.. هذا ما أكده فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي دعا الدول والشركات إلى إعادة النظر في سياسات تسعير لقاح كورونا، والعمل على معالجة التفاوت الشديد في توزيعه، لضمان وصوله للمناطق الأكثر فقراً واحتياجاً.
وطالب شيخ الأزهر- من خلال صفحته الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام- بعدم خذلان الفقراء واللاجئين، والذين لهم حق الحصول على لقاح كورونا، وأن تقر الشركات المنتجة سياسة عادلة في التوزيع، انطلاقا من رسالتها وضميرها الإنسانى، بعيداً عن التجارة والحسابات المادية، للحفاظ على حياة البشر في ظل هذه الجائحة التي أودت بحياة أكثر من مليون شخص، ولا تزال تهدد العالم.
رسالة فضيلة شيخ الأزهر، إنسانية في المقام الأول لحماية أرواح البشر في كل أنحاء العالم، ومع إتاحة الفرصة للدول الفقيرة والأكثر احتياجا في الحصول على اللقاح وتطعيم شعوبها ضد الفيروس اللعين، فمازالت هناك دول عديدة لم تتمكن من الحصول على اللقاح لإنقاذ شعوبها من هذا الوباء القاتل، لعدم قدرتها على تحمل النفقات والتكاليف.. رسالة الدكتور الطيب تأكيد لروح التضامن والتكاتف لمواجهة الجائحة، وإنقاذ الشعوب، ومساندة الدول غير القادرة لتخطى هذه الأزمة، فالتعاون والتكاتف فى مثل هذه الأزمات ضرورة حتمية من منطلق إنسانى، وحث للشركات المنتجة على مراعاة هذا البعد، للحفاظ على صحة الشعوب بغض النظر عن الدين والجنس واللون.
الحمد لله.. حققت الدولة المصرية نجاحاً كبيراً في مواجهة الجائحة، وبأحدث الأساليب والوسائل العلاجية، ونجحت في توفير اللقاح، واستيراد شحنات لأنواع مختلفة منه، ومدت يد العون والمساعدة لدول أخرى بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، في لفتات إنسانية رائعة تؤكد رسالة التضامن مع الشعوب والدول الأخرى، لمواجهة الأزمات التي تتعرض لها.
ومن يقم بزيارة لمراكز التطعيم يدرك الجهود الجبارة التي تبذلها الأطقم الطبية، في إطار منظومة صحية دقيقة، بالإضافة لإصدار شهادات تثبت تلقي جرعتي اللقاح للمسافرين للخارج، رغم الزحام، والإقبال الشديد من الناس.. وهنا ينبغي الإشارة إلى أهمية قيام وزارة الصحة بزيادة مراكز إصدار الشهادات لتخفيف الضغط والزحام والأعباء الثقيلة الملقاة على عاتق الأطقم الطبية فى بعض المراكز الصحية.
الحمد لله.. لدينا منظومة صحية أدت لتحقيق نجاح أشادت به الدول الأخرى، ومنظمة الصحة العالمية، في مواجهة الجائحة اللعينة التي مازالت تثير الرعب في جميع أنحاء العالم.



