
العملات الورقية المصرية شهدت مراحل طباعتها تطورا كبيرا..
رسالة دكتوراه تكشف تاريخ البنكنوت المصري منذ مائة عام وحتى ثورة يوليو

عيسي جاد الكريم
تحت عنوان "العملات الورقية المصرية “1316- 1371هـ/ 1899- 1952م” دراسة آثارية نقدية" حصل الباحث سامي الهادي محمود حسين شيخ العرب مفتش آثار بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار على رسالة الدكتوراه في مجال المسكوكات الإسلامية بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة طنطا ، حيث ترصد الدراسة تاريخ بداية طباعة البنكنوت ( العملات الورقية) فى مصر منذ أكثر من مائة وحتى ثورة يوليو 1952 حيث كان قبل ذلك يتم استخدام الذهب والفضة فى المعاملات بين التجار والعامة ، ورصدت الدراسة تطور العملات الورقية وطريقة رسم العملات ومسودات من رسومات تمت للعملات قبل تلوينها ومراحل وضع علامات التأمين عليها لمنع تزييفها.
العملات الورقية في مصر
وناقش الباحث في العمل بداية ظهور العملات الورقية في العالم، ومراحل تطورها إلى أن وصلت لشكلها الحالي، ويتضمن الفصل الأول الإطار السياسي والاقتصادي لظهور العملات الورقية في مصر، والفصل الثاني يتضمن العملات الورقية الأساسية، وقد قمت بتقسيم العملات الورقية الأساسية "البنكنوت المصري" إلى فئات نقدية، وكل فئة تتضمن توقيعات محافظي البنك الأهلي المصري، وسيتم بيان طرز العملات التي تحمل إمضاء محافظ البنك الأهلي داخل كل فئة على حدٍ، وكل طراز تناولت به:
أولًا: الشكل العام لعملات هذا الطراز.
ثانيًا: الكتابات والزخارف الواردة على عملات هذا الطراز.
ثالثًا: شرح الكتابات والزخارف الواردة على عملات هذا الطراز.
رابعًا: ما تنفرد به عملات هذا الطراز عن الطرز الأخرى.
خامسًا: ما ينتمي إلى عملات هذا الطراز ولم يسبق نشره.
سادسًا: ما ينسب إلى هذا الطراز وسبق نشره.
والعملات الورقية الأساسية تتضمن سبعة فئات نقدية: 25 قرشا، 50 قرشا، 1 جنيه، 5 جنيهات، 10 جنيهات، 50 جنيها، 100 جنيه. والفصل الثالث يتضمن العملات الورقية المساعدة، واستخدم الباحث نفس المنهج العملي المستخدم مع العملات الورقية الأساسية. والعملات الورقية المساعدة تتضمن فئتان نقديتان: 5 قرش، 10 قروش.
والفصل الرابع يتضمن "مراحل طباعة العملات الورقية وكيفية تزييفها"، فالعملات الورقية تمر بمراحل كثيرة ومعقدة من أجل طرحها للتداول النقدي، وتبدأ هذه المراحل باختيار المادة الخام للعملات الورقية، وتحديد أبعاد هذه الأوراق، ثم يتم عمل رسم كروكي للشكل المقترح للعملة، ويتم عرض العديد من النماذج على اللجنة المختصة، ويتم اختيار واحد منها، ويتم التعديل عليه لتصل العملة للشكل المطلوب، ثم يتولى متخصصون ابتكار إطار زخرفي لهذا الشكل، ثم تطبع الصور على ألواح الألمونيوم أو الصلب وترسل لقسم الطباعة، وفي أثناء الطباعة تمر العملات الورقية بمراحل مختلفة، و يتناول هذا الفصل أيضًا تزييف العملات الورقية، فالعملات الورقية المصرية من بداية ظهورها في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وهناك العديد من محاولات تزييف هذه النقود، وبعض محاولات التزييف كانت شديدة الدقة لدرجة تُحدث الخلط بين المتخصصين في العملات الورقية، وبالرغم من مساوئ عمليات التزييف هذه إلا أنها أثرت إيجابيًا في زيادة وسائل الأمان بالعملات الورقية لمنع حدوث عمليات التزييف هذه مرة أخرى، أو على الأقل سهولة كشف هذه العملات المزيفة. ومن أهم نتائج هذا البحث:
- تضمنت الدراسة نشر مائة وإحدى عشر لوحة، وهي تمثل الطرز المختلفة للعملات الورقية الأساسية والعملات الورقية المساعدة من بداية إصدارها في مصر نهاية القرن التاسع عشر الميلادي إلى منتصف القرن العشرين، وهي كالتالي:
أولًا: أربعة وخمسون عملة ورقية أساسية.
ثانيًا: أربعة وأربعون عملة ورقية مساعدة.
ثالثًا: ست عملات ورقية مزيفة.
رابعًا: ثلاثة أذون خزانة.
خامسًا: ستة صور نادرة لبعض النقوش الزخرفية الرئيسية الواردة على العملات الورقية في تلك الفترة. وجميع هذه العملات قام الباحث بدراستها دراسة علمية تحليلية وصفية مقارنة.
وقام الباحث بعمل تفريغات لكتابات وزخارف هذه العملات.
2 ـ أن الإصدار الأول من العملات الورقية الأساسية فئة الخمسة جنيهات، والعشرة جنيهات، والخمسون جنيهًا، والمائة جنيهًا قد تم تداوله من بداية إصدار البنك الأهلي المصري للعملات الورقية في شهر شعبان 1316هـ/ يناير 1899م، ولكن النماذج المتبقية من الإصدار الأول لهذه الفئات نادرة جدًا.
3 ـ أن البنكنوت المصري من بداية إصداره إلى قيام الحرب العالمية الأولى كان يمكن استبدال قيمته ذهبًا، ومع بداية الحرب العالمية الأولى في 5 رمضان 1332هـ/ 28 يوليو 1914م، وصعوبة وتكلفة نقل الذهب لغطاء الأوراق النقدية التي يصدرها البنك، صدر إعلان في الوقائع المصرية من وزارة المالية بتاريخ 30 أكتوبر 1916م منع استبدال البنكنوت بالذهب، وأن يستخدم أذونات على الخزانة البريطانية بدلًا من الذهب؛ لتغطية البنكنوت المصدر، فترتب على ذلك الإجراء أن ارتبط الجنيه المصري بالجنيه الإسترليني، وأصبحت عملية تحويل أحدهما للأخرى عملية آلية على اعتبار أن الجنيه الإسترليني يساوي 97,5 قرشًا مصريًا.
4 ـ أن ظهور العملات الورقية المساعدة جاء كإجراء طارئ اتخذته الحكومة نتيجة نقص حاد في الفضة المستوردة من إنجلترا أثناء الحرب العالمية الأولى، وهذا النقص أدى إلى قلة النقود الفضية فئة الخمسة والعشرة قروش، ولكي تتغلب الحكومة على هذه الأزمة قامت بإصدار العملات الورقية المساعدة فئة الخمسة والعشرة قروش.
5ـ أن طباعة العملات الورقية المصرية لا تقتصر على نوع واحد من الطباعة، فيتم استخدام الطباعة المسطحة في طباعة أرضيات العملة "أرضيات الضمان"، والطباعة الغائرة في طباعة النقش الرئيسي على العملة والكتابات الرئيسية وإطار العملة، بينما يتم استخدام الطباعة البارزة في طباعة الأرقام المسلسلة والرموز وتوقيعات محافظي البنك الأهلي أو وزراء المالية، وبذلك نجد أن العملات الورقية المصرية قد استفادت بالجمع بين مميزات الطرق الثلاث للطباعة، وهذا يحقق أفضل النتائج الطباعية، بالإضافة إلى وضع العقبات الفنية والعلمية ضد أي محاولة لتزييف العملات الورقية.
6 ـ أن النقش الرئيسي على العملات الورقية يتم رسمه يدويًا عن طريق مصمم العملة، ويتم اقتباس هذا النقش من خلال صور حقيقية، وبعد ذلك يتم نقل هذا النقش إلى لوح طباعة غائر سواء بالحفر اليدوي أو الكيميائي، وقد استطاع الباحث نشر عدد من الصور الحقيقية التي تم تصويرها لمصر نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي، وهذه الصور قام بتصويرها مصورين أجانب، وبالتالي فأن مصمم العملة الأجنبي لم يكن يرسم النقش الرئيسي مباشرة من خلال تواجده أمامه، وإنما من خلال هذه الصور.