الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

كثيرة هي علامات الاستفهام حول الوضع الحالي الذي تعيشه أفغانستان، والمشاهد المصاحبة للعودة السريعة لحركة طالبان مرة أخرى، بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي الكامل منها.

فبعد ٢٠ عاما من الحرب الأمريكية على أفغانستان ضد طالبان، بحجة الحرب على الإرهاب، وإنفاق حوالي تريليون دولار (١٠٠٠ مليار) على هذه الحرب.. تنسحب أمريكا لتحل محلها حركة طالبان (الجهادية)!، وتتشح "كابول" برداء الإسلام الراديكالي مرة أخرى، وسط حالة من القلق الدولي بشأن تداعيات عودة طالبان مرة أخرى!.

لكن السؤال الذي يجب أن يُسأل، خصوصا للمجتمع الدولي وللدول الكبرى التي تتحدث عن خطر الإرهاب وضرورة مجابهته: كيف تكون المواجهة "الحقيقية" مع الإرهاب؟ وما هي الإجراءات التي يجب أن تتخذ في مواجهة جذرية للإرهاب ومنابعة؟، إذا كانت هناك إرادة دولية لمجابهة هذا الخطر.

إذا أردنا إجابة، فمن المهم التوقف مع التجارب المختلفة خصوصا الدول التي خاضت كثيرا من المواجهات مع تنظيمات "أهل الشر".. كما هو الحال في العراق وما حدث في سوريا وفي ليبيا التي لازالت تعاني من وجود ميلشيات مسلحة، ولكن التجربة في مصر مختلفة ونتيجتها فارقة.

في مصر المواجهة ممتدة منذ عقود، تصدت خلالها الدولة لكثير من المخاطر، ودفعت في نفس الوقت الكثير، لكن ظلت قدرات الدولة بمؤسساتها لها الكلمة العليا، وهذا هو الفارق والتحدي الأساسي في نفس الوقت.

من هنا فإن الرسالة الاكثر وضوحا في التطورات الأخيرة بأفغانستان أن استراتجية مواجهة الإرهاب التي تقودها مصر تثبت أنها الأكثر نجاحا وعملية.. ذلك أن الرسالة المصرية لكل دول المنطقة، بل والعالم "أنه لا سبيل لمواجهة حقيقية وجذرية للإرهاب سوى عن طريق مؤسسات الدولة الوطنية، وبالتالي يجب أن يكون الدعم المستمر للمؤسسات الوطنية لكل دولة (جيش - شرطة - قضاء - برلمان - مؤسسات دينية وثقافية ..الخ) لمواجهة أي تنظيم، وليس العكس إضعاف هذه المؤسسات على حساب تنظيمات أو ميليشيات.

هي رسالة مصر الثابتة والحاضرة دوما، في رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لقضايا وأزمات دول المنطقة، فهي أساس الحل الذي تتحدث به سياسة الدولة المصرية "الشريفة" للوضع في ليبيا، ومن قبله في سوريا وأيضا في اليمن والعراق وفي لبنان والسودان .. إلخ، ومن هنا لم يكن غريبا التفاعل الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي مع النجاح المصري في مواجهة تنظيمات الإرهاب والإشادة بقدرات القوات المسلحة والشرطة بالمقارنة بما نشاهده في المحيط الدولي والإقليمي من غياب قدرات الدولة في مواجهة تنظيمات وجماعات.

مصر الدولة الوحيدة التي قادت ونفذت استراتجية واضحة لمواجهة الإرهاب، خلال السنوات الأخيرة، ولازالت تخوض تلك المعركة بمحاور مختلفة.. استراتجية يمكن أن تكون نموذجا يحتذى في تجفيف منابع الإرهاب واستعادت قدرات الدولة الوطنية ومؤسساتها في مواجهة ميليشيات التنظيمات الإرهابية.. وهذه الرسالة الأهم للمجتمع الدولي في ظل ما يحدث بأفغانستان.

 

تم نسخ الرابط