أخصائي أطفال يصف لـ"الماميز" كيفية مواجهة "الهربس".. (حوار)
“درجات حرارة مرتفعة لا تتراجع، حبوب، وتقرحات بيضاء أسفل لسان الطفل، بكاء دائم وفقدان الشهية".. تلك الأعراض ربما تكون عددًا من أعراض ذلك المرض الذي انتشر حاليًا على جروبات "الماميز" بالحديث عنه والشكوى من انتشاره بين أطفالهم، وتكثر منه لتحذيرات خوفًا من الإصابة به وهو مرض "الهربس"، فمع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يصاب بعض الأطفال بأنواع مختلفة من العدوى الجلدية، والتي يعد فيروس "الهربس" واحدا من أشهرها، خاصة مع عدم إدارك البعض لعوامل انتقال العدوى وخطورة حدوث مضاعفات للمرض قد تؤدي للوفاة.
أثار المرض رعباً لدى الكثير من الأمهات على وسائل التواصل الاجتماعي حتى صرن يتبادلن منشورات التحذير منه بعبارات مثل "امنعوا تقبيل أطفالكم ضروري.. خلوا اللي يزعل يزعل.. فيروس تاني بعد كورونا"، فأصبحت جروبات "الماميز" على الفيس بوك جميعها منشورات من هذا النوع، فما هذا المرض، وما مدى انتشاره حاليًا وما علاجه؟، هذا ما سنعرفه في السطور التالية من خلال حوارنا مع الدكتور أيمن عبد الباسط أخصائي الأطفال وحديثي الولادة.
ما هو مرض الهربس وما أعراضه؟
الهربس هو نوع من أنواع الفيروسات ، والأمراض تنقسم الي جزئين إما التهاب بكتيري أو التهاب فيروسي، التهاب بكتيري بيحتاج اخذ مضاد حيوي، بينما الالتهاب الفيروسي لا يتم اخذ مضاد حيوي بل يستخدم مضادات فيروسية.
وعلى الرغم من انتشار الهربس خلال الشهور الأخيرة، إلا أنه موجود منذ فترة طويلة وليس جديد، فقد لاحظت انتشار هذا المرض خلال الـ 8 شهور الأخيرة، بينما حالياً انتشر المرض بين الأطفال لدرجة أننى قد أجد فوق الـ 15 حالة مصابة بهذا الفيروس باليوم.
وهذا الفيروس له علاقة بالتغيرات الجوية، والكوفيد ، وهذا الفيروس يصيب الفم وقد يؤدى إلى مشاكل عديدة بالجلد، فإذا أصاب فم الطفل قد يؤدي إلى قرح والتهابات شديدة بالحلق واللسان وممكن يؤثر ذلك على اللوز وتقوم بعمل قرح على اللوز أيضا ، فبالتالي تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الطفل التي قد تتخطى الـ 40 درجة، والطفل لا يستجيب لأى مضادات حيوية ، وأيضاً من ضمن أعراضه أنه يصيب مناطق أخرى في جسم الطفل كاليد والرجل فيسبب قرح بهما وأيضاً قد يسبب مرض جديري مائي وهو ظهور حبوب بالوجه والظهر والبطن أيضا.، ومن ضمن أعراض الفيروس الإسهال والترجيع وتقليل الشهية، وتكسير الجسم .
كم عمر الأطفال الذين يصابون بهذا المرض؟؟
المرض ليس له سن محدد، فقد يصيب حديث الولادة ، ولكن من خلال عملي لم الاحظ حالات كثيرة للرضع، بينما ظهر بشكل كبير للأطفال الذين يبلغون من العمر 6 أشهر فيما فوق، وظهر بشكل أكثر في سن المدارس بسبب كثرة الاختلاط، فكلما تكون مناعة الطفل أقوى كلما أصبح تعرضه للفيروس أقل، لأن هذا المرض يصيب بشكل أكثر الأطفال ذات مناعة ضعيفة، فيكونوا أكثر عرضة للعدوى.
هل ممكن الهربس يصيب كبار السن؟
بالتأكيد لأنه مرض معدي فبصيب الجميع، ولكن الفكرة في المناعة فقد يكون هناك شخص مصاب بالهربس ولكن لا تظهر عليه أية أعراض ولكن من الممكن أن ينقل هذا الشخص المرض لأخر مناعته ضعيفة ، لذا فإنه قد يصيب الكبار ولكن أعراضه لا تظهر لأن مناعة الكبار قوية مقارنة بصغار السن، ولكن بعض الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كالسكر وارتفاع ضغط الدم ، والحوامل والمرضعات أيضاً من الممكن أن يصابوا بأعراض شديدة إذا انتقلت اليهم العدوى وذلك نظراً لضعف مناعتهم.
ما هي الاحتياطات اللازمة التي نتخذها للوقاية من المرض؟
من ضمن هذه الاحتياطات النظافة الشخصية، فيجب غسل الأيدي باستمرار خاصة قبل وبعد الأكل، ويجب التأكيد على الأطفال مع قدوم المدارس بعدم تناول أية طعام أو شراب من زملائهم ولكل طفل أدواته الشخصية الخاصة به سواء في المنزل أو المدرسة وعدم استخدام مستلزمات الأخرين وعدم تقبيل الأخرين، وأيضاً أنصح كبار السن كالأقارب والوالدين بعدم تقبيل أطفالهن خاصة من الفم لأن ذلك سبباً رئيسياً في انتقال العدوى.
هل المرض مرتبط بموسم معين مثل "كورونا"؟
مبدئياً فيروس كورونا أصبح لا يرتبط بموسم معين،فهو وباء منتشر ومستمر طوال فصول السنة، ولكن يزداد انتشاره خلال فصل الشتاء، بينما الهربس لا يرتبط بموسم محدد ممكن أن ينتشر بشكل أوسع في فصل الصيف نتيجة الإختلاط وأوقات يزيد في فصل الشتاء بسبب زيادة نزلات البرد فقد يصاحب ذلك الإصابة بالهربس ولكن هذا الفيروس مرتبط أكثر بمناعة الطفل فكلما كانت مناعة الطفل قوية كلما كانت فرص إصابته بالعدوى ضئيلة.
كم من الوقت الذي يستغرق للشفاء من الفيروس؟
المرض ليس له وقت محدد للشفاء، فنسبة الشفاء تختلف حسب استجابة كل طفل عن الآخر، وحسب درجة المرض، والأعراض، فهناك من يتم شفائه خلال أيام، وآخر يستغرق أسابيع للشفاء من هذا الفيروس.
ما النصائح التي توجهها للآباء والأمهات لحماية أولادهن من الفيروس؟
النظافة الشخصية،عدم تقبيل الآخرين،عدم استخدام أدوات الآخرين الشخصية ،عدم الاختلاط بالمرضى،الابتعاد عن الأكلات الجاهزة، والأطعمة التي تحتوى على مواد حافظة والمشروبات الغازية، واستبدالها بتناول الخضروات والفاكهة الطازجة بشكل مستمر.



