باحث بالزراعة يوضح طريقتين لمواجهة مصر التغيرات المناخية
التغيرات المناخية وكيفية مواجهة مصر روشتة، حددها الدكتور أحمد حسن أبو شامة عبدالصادق - باحث بقسم بحوث الدراسات الاقتصادية بشعبة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بمركز بحوث الصحراء، عبر طريقتان وهما "التخفيف والتكيف".
وقال "أبو شامة": إن الطريقة الأولى لمواجهة مصر التغيرات المناخية هي التخفيف ويقصد به الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مختلف القطاعات عن طريق استخدام تكنولوجيا نظيفة، واستبدال الوقود، واستخدام الطاقات المتجددة كالرياح والشمس والمساقط المائية والحيوية.
وأشار الباحث بقسم بحوث الدراسات الاقتصادية بمركز بحوث الصحراء، إلى أن الطريقة الثانية لمجابهة التغيرات المناخية هي التكيف ويقصد به الاستجابة لمردودات هذه التغيرات والتعايش مع الظروف الناتجة عن تلك الظروف مثل:
1- استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف، وهي الظروف التي سوف تكون سائدة تحت ظروف التغيرات.
2- تغير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية الجديدة، وكذلك زراعة الأصناف المناسبة في المناطق المناخية المناسبة لها لزيادة العائد المحصولي من وحدة المياه لكل محصول .
3- تطوير نظم الري في مصر لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من مياه الري المتاحة لمواجهة نقص المياه المتوقع.
4- استنباط أصناف جديدة موسم نموها قصير لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها.
5- زراعة محاصيل بديلة تعطي نفس الغرض ويكون استهلاكها المائي وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر.
6- ضرورة التوسع في تطبيق مختلف البرامج والأساليب التكنولوجية بهدف زيادة الإنتاجية الفدانية وتتمثل في برامج تحسين التربة وأساليب الري ومعدلات التسميد.
7- تفعيل دور الإرشاد الزراعي في توعية الزراع بالتغييرات المناخية وآثارها على إنتاجية محاصيل الحبوب وتغير مواعيد زراعة تلك المحاصيل.
8- وضع سياسية عامة متكاملة لإدارة وتنمية المناطق الساحلية أخذا في الاعتبار احتمال ارتفاع سطح البحر مع مراقبة تنفيذ هذه السياسة بالرصد المستمر.
9- التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة وتوليد الطاقة من مصادر متجددة كالشمس والرياح.
الوقود الأحفوري والفحمي من أسباب التغيرات المناخية
يعد إفراط الإنسان في استخدام واستهلاك الوقود الأحفوري والفحمي خلال فترة طويلة من الزمن من أهم العوامل شديدة الخطورة ذات التأثير السلبي على مناخ الكرة الأرضية، ومن المعروف أن احتراق الوقود الفحمي والبترول يسبب انبعاث مركبات الكبريت والكربون، وهذه المركبات من شأنها تلويث الهواء مما يؤثر الهواء مما يؤثر بالسلب على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى، بالإضافة إلى تغير المناخ بشكل واضح غير مرغوب فيه.
وقدرت البحوث والدراسات العلمية، أن ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو الآن بمعدلاته الحالية سوف يتضاعف بحلول عام 2050 مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة قرب سطح الأرض بنحو درجة مئوية وسيؤدي الارتفاع المحتمل في درجة الحرارة إلى تغير نمط توزيع الأمطار على سطح الأرض بشكل غير مرغوب فيه.
وأكدت الدراسات والبحوث، أن المطر سيهبط على البحار والأنهار وليس اليابسة مما يسبب موجات الجفاف، كما أن الظواهر الطبيعية مثل البراكين التي تعمل على تسخين درجة الحرارة حيث يؤدي انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناتج عنها إلى ارتفاع درجة الحرارة، بما يسمى بالاحتباس الحراري الذي أدى بدوره إلى تغير المناخ، كما أن إزالة الغابات بشكل واسع ( للاستفادة من أخشابها)، أدت إلى تناقص عملية البناء الضوئي الذي يقلل من ثاني أكسيد الكربون ويحوله إلى الأكسجين ومن الغازات الأخرى التي تمثل دورًا مهمًا في عملية الاحتباس الحراري، هو انبعاث غاز الميثان من مزارع الأرز وتربية الحيوانات الكبيرة والنفايات الصلبة والمناجم وأنابيب الغاز.
هكذا ستؤثر التغيرات المناخية على الزراعة والري
تؤثر التغييرات المناخية بعدة صور وأشكال على الزراعة والموارد المائية رصدها الدكتور أحمد حسن أبو شامة في العوامل التالية:
1- زيادة معدلات تمليح الأراضي الساحلية، وارتفاع منسوب المياه الجوفية ونقص الإنتاجية الفدانية للأراضي الزراعية نتيجة فقد جزءًا من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة وزيادة معدلات البخر مما يؤدي لانخفاض رطوبة التربة وتدهور النظام البيئي بالمنطقة.
2- غرق وانهيار بعض المناطق المنخفضة في الدلتا وبعض المناطق الساحلية الأخرى، مثل محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط وبورسعيد.
3- اغير معدلات سقوط الأمطار ومناطق وأوقات سقوطها.
4- التأثير المباشر لارتفاع مستوى سطح البحر على الوظائف المائية والبيولوجية للبحيرات، سواء كانت مستودعات للمياه العذبة أو بحيرات مالحة.
5- التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على هذه الظواهر والتي تؤدي إلى تهجير السكان من المناطق الساحلية إلى محافظات الصعيد.
6- كثرة أمراض النبات من الآفات الحشرية.
7- نقص الموارد المائية العذبة وزيادة استهلاك مياه الري .
وأشار "أبوشامة" في مقالة علمية نشرها بمجلة – الصحيفة الزراعية – التي تصدر عن قطاع الإرشاد الزراعي برئاسة د. علاء عزوز، إلى أن نهر النيل يعتبر المصدر الرئيسي للمياه في مصر حيث يمدها بنحو 90 % من احتياجاتها من المياه، ونظرًا لوقوع منابع نهر النيل خارج الحدود المصرية حيث تشارك في مياه النيل نحو 10 دول هي : 1-أوغندا 2- تنزانيا 3- كينيا 4- رواندا 5- بوروندي 6- أثيوبيا 7- الكونغو الديمقراطية 8- إريتريا 9- السودان 10- مصر.
حيث تأتي مياه النهر من روافد في الهضبة الإثيوبية التي تمثل نحو 30 % من مياه نهر النيل من بحيرة فيكتوريا والتي يمثلها النيل الأبيض، وتتسم حصة مصر من مياه النيل بالثبات عند نحو 55.5 مليار متر مكعب وفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء العام عام 2018، كما انخفض متوسط نصيب الفرد من الموارد المائية إلى نحو 663 مترًا مكعبًا بنسبة بلغت نحو 60.3 % ومن المتوقع بلوغه نحو 582 مترًا مكعبًا في عام 2025.
تأثير التغييرات المناخية على انتشار الآفات الحشرية
تشير البحوث والدراسات العلمية، إلى أنه ستحدث بعض التبديلات الوظيفية والحيوية في النبات العائل من ناحية العوامل المسببة للأمراض التي قد تصيب المحاصيل نتيجة التغيرات المناخية، حيث إن تغير مستوى ثاني أكسيد الكربون سوف يؤثر على الوظائف الفسيولوجية للآفات الحشرية، وبالتالي تحدث تغيرات مهمة في سلوك الحشرات نتيجة الدفء الحراري والتغير المناخي الأخرى، مما يؤدي لقصر دورة حياة الحشرات وتزايد أعداد تجمعاتها بسرعة كبيرة.
يعبر مفهوم التصحر عن تدهور التربة في المناطق شبه الجافة أو المناطق شبه الرطبة، وذلك بسبب عوامل مختلفة منها التغير المناخي والأنشطة البشرية ويعني تدهور التربة ( الأرض والمياه والتنوع البيولوجي) أي الاستنفاد التدريجي لطاقتها المادية والاقتصادية، ومن ثم انخفاض إنتاجيتها بصورة عامة، وهناك ارتباط وثيق بين التصحر والتغييرات المناخية بمعنى أن العوامل المناخية، مثل ارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وندرتها تساعد على سرعة البخر وتراكم الأملاح في التربة، كما يعتبر انجراف التربة بفعل الرياح أو السيول من أخطر العوامل التي تهدد الحياة النباتية والحيوانية خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة، وتؤدي إلى تصحرها وفي المقابل فإن زيادة التصحر وفقدان الغطاء النباتي يخلق جوا ملائما لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح وغيرها من العوائل التي تسهم في زيادة التغييرات المناخية.
مصر تعاني من ظاهرة التصحر نتيجة زيادة ظاهرة التغيرات
وتشير الخطة القومية لمكافحة التصحر، إلى أن مصر من الدول التي تعاني من ظاهرة التصحر نتيجة لزيادة التغييرات المناخية، ويرجع ذلك لانخفاض معدل سقوط الأمطار بالنسبة لمعدل البخر السنوي المحتمل وإلى تحرك مناطق المناخ الإيكولوجي، من حيث خطوط العرض والطول، وبالتالي زحف المناطق شديدة الجفاف إلى المناطق الجافة وزحف المناطق الجافة إلى المناطق شبه الجافة، وزحف المناطق شبة الجافة إلى المناطق شبه الرطبة.
دراسات توضح نسب تراجع إنتاجية المحاصيل نتيجة التغييرات المناخية
وخلصت جميع البحوث والدراسات المحلية والدولية إلى انخفاض إنتاجية محاصيل الغذاء الرئيسية نتيجة التغييرات المناخية المتوقعة حتى عام 2030، وهي:
القمح بنسبة 18 %.
الذرة بنسبة 20 %.
الأرز بنسبة 12 %.
فول الصويا بنسبة 28%.
عباد الشمس بنسبة 35 %.
قصب السكر بنسبة بنسبة 25 %.
وأوضح د. “أبوشامة” أنه وفقا لهذه الدراسات فإن للتغيرات المناخية تأثيرًا سيؤدي لانخفاض الإنتاج الكلي المصري من هذه المحاصيل بهذه النسب على الأقل وبالتالي زيادة كمية الواردات من هذه السلع بنفس النسب بسبب التغييرات المناخية، وبالتالي ارتفاع تكلفة استيرادها على الاقتصاد المصري.
اقرأ أيضا
آلية جديدة لتسويق منتجات صغار المزارعين
مصدرو الفلفل والجوافة يتلقون تحذيرا من الزراعة.. هذا آخر موعد
بروتوكول ثلاثي بين الزراعة والتعاونيات والبنك الزراعي لـ"تحديث الري" بقنا
لايفوتك
مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية يكفى احتياجات 20 مليون مصري



