عاجل
الإثنين 23 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

بوابة روزاليوسف تشارك أسرة درة فلسطين ذكرى رحيله

بعد 21 عامًا .. أسرة "محمد الدرة" تروي تفاصيل جديدة عن واقعة استشهاده

والدة الدرة: "ليلة استشهاده كان يقول إنه فرحان ونام في حضني"



جمال الدرة: الاحتلال ارتكب المجازر بحق تلاميذ مدرسة بحر البقر وابني وآلاف الأطفال الفلسطينيين 

 

"نحن نقف مع فلسطين لا لأننا فلسطينيون أو عرب، بل نقف معها لأنها اختبار يومي لضمير العالم".. فهذه الكلمات القليلة في العدد، للكاتب الأردني من أصول فلسطينية إبراهيم نصر الله، لخصت أهم أسباب مأساة الشعب الفلسطيني، الذي يضع ضمير العالم في اختبار كل ثانية لا كل يوم.. ولكن العالم أغمض عينيه وأصم آذانه.

ومقتل الشهيد "محمد الدرة"، كان من أقوى الاختبارات التي فشل فيها ضمير العالم، أن يبعث للحياة، سبقت الواقعة وتابعتها جرائم أخرى استباح فيها المحتل دماء الفلسطينيين، ولكن العالم عزم على ألا يوقظ ضميره.

 

واستشهد "الدرة" بن الاثني عشر ربيعًا، في مشهد لو كان للعالم ضمير، لفزع من المشرق للمغرب، لتحرير أرض فلسطين من المحتل.

 

وبعد مرور واحد وعشرين عامًا على رحيل "درة فلسطين"، الذي استشهد في الثلاثين من سبتمبر عام ٢٠٠٠، " بوابة روزاليوسف"، تشارك أسرة الدرة إحياء ذكرى استشهاده التي لم ولن تسقط بالتقادم، فهي جريمة ضد كل شيء له علاقة بالحياة.

والدة محمد الدرة
والدة محمد الدرة

 

بداية.. تحدثت السيدة والدة محمد الدرة بكلمات قليلة لـ"بوابة روزاليوسف"، حملت كل معاني الصبر والإصرار.. الصبر على جرائم المحتل التي لم تترك بيتًا في فلسطين إلا وبه شهيد أو مصاب أو معتقل.. والإصرار على تحرير أرض فلسطين من دنس المحتل.

 

تذكرت السيدة، التي تحملت مشاهد الغدر بطفلها في الوقت الذي هزت فيه تلك المشاهد أركان الكرة الأرضية، الساعات الأولى قبل استشهاد محمد الدرة، وقالت: "ليلة استشهاد "محمد"، الله يرحمه، كان سهران وفرحان ومبسوط، وكنا قاعدين حواليه ومكنش حابب ينام، وكنت أقوله ياما نام.. قال لي مابديش أنام.. وكان مبسوط إنه فيه إضراب، وقال بكرة أحلى يوم.. وقلت له هو فعلًا أحلى يوم، بس أبوك مش هيخليك تطلع من الدار".

والد ووالده الشهيد محمد الرده اثناء نصب شاهد قبرة
والد ووالده الشهيد محمد الرده اثناء نصب شاهد قبرة

 

وقالت الأم الصابرة: "هذا ما فعله ليلة استشهاده، كان سعيد ومبسوط وعملنا له فيشار.. ونام في حضني ليلة استشهاده، وكنت ألاعبه حتى نام وقمت بنقله على فراشه، والصباح استيقظ وكان فرحان، وظل يلعب ويتحرك في المنزل.. هذه آخر لحظاته في الدنيا".

وقالت والدة "محمد الدرة"، مازال محمد أيقونة المقاومة- الله يرحمه ويرحم كل شهدائنا- ونحن نساء فلسطين نربي ولادنا على حب الوطن، ونقاوم الاحتلال، وكثير من النساء في سجن الاحتلال.

 

وأضافت: "ذكرى استشهاد محمد لن تموت فأتذكره، ويتذكره العالم سنة بعد سنة، ووفاته كانت صعبة أمام العالم كله، وعمرنا ما ننساه". 

 

جمال الدرة والد الشهيد محمد الدرة
جمال الدرة والد الشهيد محمد الدرة

 

وقال جمال الدرة، والد الشهيد محمد، الـ٢١ عامًا التي مرت على استشهاد ابني "محمد"، رحمة الله عليه وعلى جميع شهداء أمتنا العربية، هي عندي عبارة عن ٢١ ثانية، لن أستطيع أن أنسى أو أتناسى هذه اللحظات الصعبة جدًا عليّ وعلى ابني، التي تمت مشاهدتها عبره شاشات التلفاز، وتم إطلاق الرصاص عليّ وعلى ابني لمدة ٤٥ دقيقة، وكانت أقسم بالله أقوى من زخات المطر، واستشهد فيها ابني. 

وأضاف: "طبعا هذا الاحتلال دائمًا يرتكب أبشع المجازر في حق أبناء شعبنا الفلسطيني، عبر تاريخ احتلال فلسطين إلى يومنا هذا، ومازال يرتكب المجازر، وتتذكرون الطفل فارس عودة، والطفلة إيمان حجو، وأيضًا أطفال عائلة الدوابشة، الذين تم حرقهم داخل البيت، والطفل محمد أبو خضير.. وهناك مئات الأطفال مثل الشهيد محمد الدرة، كما لا ننسى مجزرة بحر البقر في مصر، التي تم فيها قتل الأطفال داخل المدرسة، من ينسى هذا التاريخ؟".

وقال الدرة: "سيحاكم هذا الاحتلال على كل جرائمه، وسيزول هذا الاحتلال عن أرضنا وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

شقيق محمد الأصغر محمود وهو يرتدي البذلة العسكرية
شقيق محمد الأصغر محمود وهو يرتدي البذلة العسكرية

 

وعن السنوات القليلة التي عاشها محمد قال: "حياة محمد قبل استشهاده لا أحد يصدق أن عمره ١٢ عامًا كان جرئًا وكريمًا جدًا، كان يحب مساعدة كل الناس، فكان يأخذ بعض الأغراض من المنزل ويعطيها للمحتاج في الشارع، محمد كان محبوبًا في مخيم البراج وبين المدرسين وكل الطلبة، محمد كان جريئًا جدًا لا يخاف من أحد، وكان محمد يجلس مع شباب أكبر من عمره وأغلب أصدقائه في سن الـ٢٠ عامًا، عندما كان أي إنسان يجالس محمد لا يصدق أنه طفل، لأنه كان عقله أكبر من جسده، وكان يحب الناس ومتواضعًا، ولا يحب الظلم لأي بشر".

محمد جمال الدرة
محمد جمال الدرة

 

وعن مقتل محمد قال والده جمال الدرة: "تم قتله أمام مرأى ومسمع العالم كله، وكل العالم شاهد عملية قتل محمد، وكانت عملية قتل عامدة ومتعمدة، من قبل الاحتلال الصهيوني الغاشم، وكانت عملية قتل بدم بارد، واستمر إطلاق الرصاص عليه وعلى ابني لمدة ٤٥ دقيقة، لم تتوقف، وكانت أقسم بالله أقوى من زخات المطر، وتم- في ذلك الوقت- إدانة الاحتلال من كل العالم، بسبب مقتل محمد في حضني، كما أدن كثير من زعماء الدول العربية لهذا الاعتداء".

 
محمد جمال الدرة
محمد جمال الدرة

 

وأكد جمال الدرة: "حاول الاحتلال بعد كل هذه الإدانة أن يتملص بعد نشر صور الاعتداء بالعالم، بدأ بالتلاعب بالصور، ووضع قبعة صهيونية على رأسي أنا وابني، ونشرها بدول أوروبا، بأن فلسطينيين هم من أطلقوا الرصاص على مستوطن وابنه، وكان في ذلك الوقت فيصل الحسيني- رحمة الله عليه- هو من أثبت للعالم أن هذا فلسطيني وابنه، ومن قام بقتله هو الاحتلال".

 

وأكمل قائلًا: "الاحتلال ارتكب كثيرًا من المجازر في حق أبناء شعبنا، ولم تكن له إدانة حول العالم للأسف، لكن قضية محمد هي من بينت لكل العالم أن هذا الاحتلال هو من ارتكب كل هذه المجازر في حق أبناء شعبنا.. وقُدم في كثير من المحاكم في فرنسا بادعاء من الجانب الصهيوني، بأنني لم أصب وابني لم يستشهد، وأثبتنا للقضاء الفرنسي بأني أصبت وابني استشهد، من خلال تصوير الفيديو، وحاول هذا الاحتلال الادعاء بأن التصوير "مفبرك"، لكن القضاء الفرنسي ثبت له صحة الواقعة، وأدان الاحتلال".

 

 

والد ووالده الشهيد محمد الدره
والد ووالده الشهيد محمد الدره

 

وعن آثار الحادث قال: "لم أستطع التغلب على آثار الحادث، لأنني أصبت إصابات بالغة في جسدي، وما زلت أعاني منها، ولم أستكمل علاجي إلى الآن، ولم أستطع نسيان ما حدث لعدة أسباب؛ أولًا: أنا كنت في هذا المكان، وكنت أدافع عن ابني بكل ما أستطيع من قوة، وكنت أتلقى الرصاص في يدي، وفي جسمي، حتى لا يصل إلى ابني، ولكن كان قضاء الله أكبر من كل شيء، والحمد لله على كرمه الذي أكرمني بمحمد. 

 

 

وتذكر.. تواصل معنا وجاء زارني في مدينة الحسين الطبية، رحمة الله عليه، الزعيم معمر القذافي، وجلالة الملك عبدالله حفظه الله تبرع لي بالدم في ذلك الوقت والشيخ محمد بن راشد، استدعى زوجتي، ورحمة الله على الزعيم صدام حسين، زعيم الأمة العربية، استدعاني إلى العراق عدة مرات. 

 

واختتم جمال الدرة: "عائلة الدرة قدمت من الشهداء والمناضلين، الذين دافعوا عن فلسطين ضد الاحتلال إلى يومنا هذا، وليست عائلة الدرة فقط، بل كل العوائل الفلسطينية، حتى من أمتنا العربية والإسلامية، قدموا من أجل فلسطين، وهناك الكثير من الشهداء من كل أمتنا العربية على أرض فلسطين.

شاهد أيضاً

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز