الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تفاصيل معارك الكتيبة 133 صاعقة مع قوات شارون بـ "الدفرسوار"

أبطال الكتبية 133
أبطال الكتبية 133 صاعقة

- أخذنا مهامنا من السادات شخصيًا عن طريق اللاسلكى.. ونجحنا بـ 36 فدائيًا فى منع دخول العدو للإسماعيلية      

فى لقاء خاص مع "بوابة روزاليوسف"، يروى الفدائى المقدم علمي حسين، أحد رجال الكتيبة 133 صاعقة خلال حرب أكتوبر، وكان وقتها برتبة ملازم أول، ذكرياته عن يوم 6 أكتوبر أكتوبر قائلًا: "كانت خطة خداع العدو الإسرائيلى محكمة جدًا"، وفجأة أصبحت كتيبتنا احتياطي رئاسة عامة، أى أنها ستأخذ أوامرها من رئيس الجمهورية مباشرة، ومن يوم 6 إلى 16 أكتوبر لم أشهد أي أحداث تذكر.

 

وفى يوم 18 جاءنا أمر التحرك من دهشور إلى ثغرة الدفرسوار، وعرفنا ساعتها أن شارون تمكن من  دخول الدفرسوار بسبع دبابات، وكانت مهمتنا أن نأسر من فيها.. وبدأنا التحرك فى اتجاه الثغرة عن طريق الإسماعيلية، وكان معنا الرائد صادق عبد الواحد، رئيس عمليات الكتيبة، و3 سرايا، وكانت المهمة فى أول يوم بعد وصولنا أن نقيم قاعدة دوريات في سرابيوم على بُعد 12 كيلو مترًا من الدفرسوار، إلى أن نتمكن من تنفيذ المهمة.

 

ويضيف: بعد وصولنا إلى عزبة "أبو عطوة" من كوبري الجلاء، اتجهنا شمالاً إلى سرابيوم، وسرنا فى "مدق" على يمنه وشماله مزارع مانجو، لكننا كنا نحفظ طريقنا بالمسافات.

 

كان "المدق" لا يستوعب أكثر من عربة واحدة، ولهذا مشينا فيه على شكل "رتل" طويل بفاصل بين العربة والأخرى، وقبل أن نصل إلى سرابيوم فُتِحَ علينا كمين، حيث كانت القوات الإسرائيلية على علم بوصولنا، ولأن "المدق" كان مرتفعًا عن الأرض قليلًا قفزنا جميعاً من العربات إلى حدائق المانجو، والحمد لله استطعنا أن ننجو من الكمين دون أن يصاب منا أحد، وبدأنا ننفذ أوامر الانسحاب إلى الخلف.

 

وقال: فى تلك الأثناء بدأ العدو فى التحرك نحو الإسماعيلية، وكان بينه وبينها مسافة قليلة، وخطط لدخولها من عدة محاور، هى "أبو سلطان" و"نفيشة" و"الجندي المجهول"، بهدف محاصرة الجيش الثاني الميداني، ثم الدخول لمدينة الإسماعيلية واحتلالها، ثم بعد يتمكن العدو من دخول القاهرة.

 

فى ذات الوقت كان الطيران الأمريكي قد دخل المعركة إلى جانب العدو، ولم تتمكن قواعد دفاعنا الجوي من إصابة تلك الطائرات ثم توقفت عن إطلاق صواريخ تجاهها لسببين، الأول أن الطيران الأمريكى كان متطورًا جدًا، وعندما كان يتم إطلاق صاروخ تجاه أى طائرة كانت تتمكن من تغير مساره وإبعاده عنها فى اتجاه آخر، بالإضافة إلى أنها كانت تقوم بتدمير قاعدة الإطلاق بالكامل، ولذا صدر أوامر للدفاع الجوى بعدم إطلاق أى صواريخ تجاه الطيران الأمريكى .

 

ويتذكر "الفدائى" المقدم علمى حسين، أن الرئيس محمد أنور السادات تدخل متصلًا بقائد مجموعة الكتيبة 133 على اللاسلكى، وهذا عادة لا يحدث أبدًا، وكان صوت الرئيس السادات واضحًا جدًا قائلًا: "من السادات لأسامة، من السادات لأسامة، من السادات لأسامة، احموا مدينة الإسماعيلية ولو على أجسادكم"، وكررها 3 مرات، بعدها وفى لمح البصر صدرت أوامر بتوزيع  كمائن، ونجحنا فى التصدى للعدو بمنتهى القوة والبسالة، وتمكنا بعدد 36 فدائيًا من الكتيبة من تدميّر دبابات شارون بعزبة أبو عطوة، ولم يتمكن العدو من دخول الإسماعيلية، كانت معركة كبيرة وظلت مشتعلة من 18 - 22 أكتوبر، وكانت مساحة القتال ضيقة جدًا.

 

ويستطرد وعلي وجهه علامات التأثر: من المواقف التي لا أنساها وقت المعركة، يوم استشهاد قائدى البطل إبراهيم الدسوقي، وكان ذلك قبل ظهر يوم 22 أكتوبر عندما ضربنا دبابات العدو، ونجح الكمين الذي أعددناه لهم فى مهمته، بعد ذلك ركض إبراهيم الدسوقي محاولاً تسلق إحدى دبابات العدو ليحضر أسيرًا منها، وذلك لنحصل منه على معلومات عن خطط العدو، ولكن للأسف حدث انفجار فى الدبابة قبل أن يصل إليها بحوالي 5 أمتار تقريبًا، ما أدى إلى إصابته بشظايا شطرت جسده لنصفين يرحمه الله. 

 

ويينهى البطل "علمى" حديثه قائلاً: من الأمور التي أعتز بها أن الرئيس السيسي من حي "الجمالية"، وأنا كذلك، ومن حسن حظى أيضًا أن الشيخ محمد متولي الشعراوى كان جارنا بحى الحسين، وكانت تربطى بنجله أحمد الشعراوى علاقة صداقة وطيدة.  

تم نسخ الرابط