تثبت دلائل الرحلات المكوكية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للدول الخارجية، وفى مقدمتها دول القارة السمراء، والحضور والمشاركة الدائمة للقمم والفاعليات الاقتصادية الإفريقية مع الدول الكبرى والتكتلات العالمية، دور مصر الريادى القوى على مستوى القارة الإفريقية، ومكانتها السياسية والاقتصادية على مستوى العالم.
وتؤكد أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عندما انتقلت إليها للمرة الأولى فى تاريخ المنظمة الإفريقية عام 2019 كانت خير الدلائل على الاهتمام بالقضايا الإفريقية، وطرح المبادرات التي تهم القارة.
كما أن دعم الرئيس للمرأة المصرية فى كافة المحافل الدولية، كان له مردود ايجابى وملموس على التعاملات الاقتصادية والاستثمارية .
وبطبيعة الحال يثار التساؤل لماذا تلك المقدمة الآن؟ فى الواقع أثير ذلك كله خلال حضورى مؤتمر حول " الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى"، نظمه اتحاد المستثمرات العرب الذي يتخذ من مصر مقراً دائما له، وعقد المؤتمر بمدينة الغردقة السياحية، وقد يثار أيضا ما أكثر مؤتمراتنا التي يتم تنظيمها حول الاستثمار، بالفعل ما أكثرها، ولكن ما جعلنى أشعر بالفخر هو وجود حضور وفود سياسية رفيعة المستوى، حيث حرصت حرم رئيس دولة "إفريقيا الوسطى" على الحضور والمشاركة فى الفعاليات بوفد كبير يغطى مختلف القطاعات الاقتصادية فى بلادها، وأيضا أرسلت حرم رئيس دولة غينيا الاستوائية وفداً كبيراً ليمثلها فى المؤتمر، والاستفادة من المؤتمر لخدمة بلادهم وتحقيق تعاون استثمارى وتجاري مع الدول المشاركة، من خلال مصر، جسر العبور إلى دول القارة الإفريقية والدول الأجنبية، خاصة مع مشاركة مجموعة استثمارية أمريكية كبرى، وإعلانها إقامة مشروعات استثمارية كبرى على أرض مصر، وكل ذلك جاء دعماً للعلاقات التي أرساها الرئيس السيسي .
ما شدنى أيضاً خلال المؤتمر، شعاره "الشباب العربي الإفريقي" انطلاقا أيضاً من اهتمام الرئيس بالشباب الإفريقي، والعمل على توفير فرص تدريب له لتنمية قدراته، بل وجعل مدينة أسوان عاصمة للشباب الإفريقى فى مصر، وهو ما ظهر من تواجد كثيف لممثلى الشباب من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، وأعضاء من ممثلى مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأيضا الكوادر الشبابية المتميزة من الجامعات.
وفى الواقع لابد أن يفخر كل مصري بالفترة الذهبية التي تشهدها العلاقات المصرية الإفريقية، منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، بعد أن مرت تلك العلاقات بحالات من المد والجزر على مدى سنوات سابقة.
أولستم معى، أن تلك الفترة الذهبية والدعم السياسي على أعلى مستوى، وأن إعطاء أولوية لحجم وتنوع وعمق العلاقات مع القارة الإفريقية يتطلب استغلالها من جانب جميع القوى من مجتمع أعمال وحكومات لتنمية التجارة والاستثمار، بما يحقق المصالح المشتركة، والتنمية المستدامة، من خلال إقامة المشروعات وتوفير فرص العمل، مع توظيف الثروات المتاحة فى قارتنا السمراء لصالح الجميع.



